كشف مصدر محلي أن النظام السوري سيحوّل تسعة من الناشطين الذين اعتقلوا على خلفية تظاهرات السويداء إلى محكمة الإرهاب في دمشق، على الرغم من تعهد اللجنة الأمنية في المحافظة بتحويلهم إلى القضاء المدني.
وذكرت شبكة "السويداء 24" أن اللجنة الأمنية نكثت بوعودها، وقرّرت تحويل تسعة من معتقلي السويداء إلى محكمة الإرهاب عن طريق فرع الأمن الجنائي في دمشق.
وأوضحت أن شرطة السجن المدني في السويداء قامت بتحويل ثلاثة من المعتقلين الـ12 إلى قاضي التحقيق صباح اليوم الأحد، إلا أن القاضي، نظراً لانشغاله، أجّل التحقيق معهم واستجوابهم إلى يوم غد.
وأضافت، على حسابها الرسمي في "فيسبوك"، أن صدور أمر تحويل المعتقلين التسعة إلى دمشق الصادر عن اللجنة الأمنية يعد تجاوزاً للنيابة العامة في السويداء.
وكانت اللجنة الأمنية في المحافظة قد تعهّدت لوجهاء ومشايخ المنطقة بتحويل المعتقلين إلى القضاء المدني، بسبب المطالبات بإطلاق سراحهم من قبل شباب الحراك السلمي.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير، إن قوات النظام السوري أخفت قسرياً 10 من نشطاء الحراك الشعبي في السويداء، واستخدمت القمع في مواجهة مطالبه المحقة، مُشيرة إلى وجود ما لا يقل عن 2172 شخصاً من أهالي محافظة السويداء قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري داخل مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة للنظام السوري.
واعتبر التقرير أن محافظة السويداء شكَّلت من حيث موقعها وطبيعة تركيبتها السكانية نموذجاً مختلفاً عما شهدته بقية المناطق، وذكر أن المحافظة التي تقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية قد شهدت حركات احتجاجية مناهضة للنظام السوري منذ عام 2011، إضافة إلى اعتصامات متعددة قام بها محامون ومهندسون.
وذكرت التقارير أن عدداً كبيراً من أبناء المحافظة اعتقلوا وأصبحت الغالبية العظمى منهم في عداد المختفين قسرياً، مُشيراً إلى أنها مع ذلك بقيت منذ عام 2011 تخضع لسيطرة النظام السوري بشكل شبه كامل، ولم تتعرض لعمليات قصف بالطيران، الذي هو السبب الرئيس وراء تدمير الأحياء والمدن وتشريد الأهالي.
كما أكد أن المحافظة دفعت فاتورة باهظة في مسيرة التغيير السياسي، وذكر أنَّ ما لا يقل عن 2172 شخصاً من أبنائها لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري داخل مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة للنظام السوري، منذ مارس/ آذار 2011 حتى 18يونيو/ حزيران الجاري، بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
كما سجل التقرير مقتل ما لا يقل عن 37 شخصاً من أبنائها بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة للنظام السوري أيضاً.
وأشار التقرير إلى أن مدينة السويداء شهدت مظاهرات مؤخراً، رفع المتظاهرون فيها شعارات تنادي بإطلاق سراح المعتقلين، ورحيل النظام السوري وإسقاطه، والبدء بعملية انتقال سياسي، كما استعرض التقرير ما قام به النظام السوري لمواجهة هذه الحركات الاحتجاجية من قمع واعتقال وتعذيب وإخفاء قسري.