النظام السوري يتهاوى في حلب: كلية المدفعية بيد الفصائل

رامي سويد

avata
رامي سويد
06 اغسطس 2016
ABA1FB65-E706-48BC-AB83-0555D7BA3432
+ الخط -
سجل عصر يوم أمس الجمعة، تطوراً نوعياً في معركة حلب، حين تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على كلية المدفعية جنوبي حلب. وأعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على كليتي البيانات والتسليح ومبنى الضباط ومستودع للأسلحة داخل سور كلية المدفعية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في منطقة الراموسة، وذلك ضمن المرحلة الثالثة لمعركة كسر حصار حلب. وقال مصدر عسكري، من جيش الفتح، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك لن تتوقف حتى فك الحصار عن المدنيين، بالرغم من كثافة القصف الجوي الروسي الذي ساهم بإيقاف المعارك في الأيام السابقة". وتواصلت عمليات الكر والفر بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري جنوب مدينة حلب، في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة لمواصلة تقدّمها بهدف السيطرة على منطقة الراموسة بالكامل، لتفك بذلك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب منذ سيطرة النظام على طريق الكاستيلو منتصف الشهر الماضي، وهو الطريق الذي كان يُعدّ آخر شريان حياة مفتوح لمناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.

وتحوّلت المواجهات جنوب حلب إلى معركة استنزاف طويلة بين قوات النظام والمعارضة قد تمتد لأسابيع وربما لأشهر، مع تكرر تبادل قوات الطرفين السيطرة على نقاط مهمة على خطوط القتال، وهو الأمر الذي يجعل احتمال حسم هذه المعركة خلال أيام قليلة أمراً غير مرجح. وجاء ذلك فيما كان زعيم جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، يتوعّد بتحطيم "الجبروت الروسي" في حلب، مؤكداً أن المعركة هناك ستقلب موازين الصراع وترسم ملامح جديدة. وأضاف الجولاني، في تسجيل، بثته مؤسسة "البنيان" التابعة للجبهة أن "انتصارات الأيام الماضية تتعدى نتائجها فتح الطريق عن المحاصرين في حلب"، مشيراً إلى أنها "ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية، وترسم ملامح جديدة لسير المعركة في الشام".

وبالتوازي مع الاشتباكات المستمرة بين قوات النظام والمعارضة التي تحاول التقدّم جنوب حلب لفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على القسم الشرقي من المدينة، واصلت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام شن غارات جوية، واستهدف الطيران المروحي التابع لقوات النظام بعشرات البراميل المتفجرة مناطق الراشدين الخامسة ومحيط مدرسة الحكمة والتلال الواقعة جنوبها، وهي مناطق سيطرت عليها المعارضة أخيراً جنوب غرب مدينة حلب.
وتمكّنت قوات النظام عصر أمس من استعادة السيطرة للمرة الثانية خلال أقل من أربعة أيام على منطقة الجمعيات وقرية العامرية جنوب حلب، بحسب مصادر المعارضة، وذلك إثر قصف روسي عنيف على المنطقتين أجبر قوات المعارضة على التراجع لتجنّب الخسائر البشرية الكبيرة. لكن هذا التراجع قد تتبعه عملية هجوم لاستعادة هاتين المنطقتين كما حصل يوم الأربعاء الماضي، بعد تراجع قوات المعارضة عن نقاط مهمة جنوب حلب قبل أن تستعيدها مساء مع تراجع وتيرة القصف الجوي.


وسقط عشرات المدنيين قتلى في مدينة حلب إثر غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري والجيش الروسي على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب. وقال الناشط الإعلامي حسن الحلبي في حديث مع "العربي الجديد"، إن عشرة مدنيين بينهم خمسة أطفال جميعهم إخوة تراوح أعمارهم بين أربع وتسع سنوات، قضوا صباح أمس نتيجة غارة جوية يُعتقد أن طائرة روسية نفذتها على مبنى سكني في حي المرجة شرق مدينة حلب. وأضاف الحلبي أن أربعة مدنيين من عائلة واحدة قُتلوا أيضاً أمس إثر غارة جوية نفذتها طائرة حربية يُعتقد أنها روسية على مبنى سكني كانت العائلة تقطنه في الصالحين بالقسم الشرقي من مدينة حلب. كما فقد ستة مدنيين حياتهم وأصيب عشرة آخرون بجراح نتيجة سقوط برميل متفجر ألقته مروحية تابعة للنظام على مبنى سكني كانوا يقطنونه في حي طريق الباب شمال شرق حلب.

وقالت مصادر الدفاع المدني في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي لـ"العربي الجديد"، إن أربعة مدنيين من عائلة واحدة فقدوا حياتهم عصر أمس وأصيب نحو عشرة آخرين بجراح نتيجة غارة جوية يعتقد أنها روسية استهدفت مدرسة الأتارب للذكور ومباني سكنية محيطة بها أدت إلى دمار المدرسة بشكل كامل وتضرر المباني المحيطة بها بأضرار كبيرة.
كذلك ألقت مروحيات النظام برميلاً متفجراً على شارع سكني في حي المشهد ليؤدي انفجاره إلى أضرار مادية كبيرة من دون سقوط ضحايا بحسب مصادر الدفاع المدني في حلب. وكان أربعة مدنيين قد قضوا مساء الخميس نتيجة إلقاء مروحية تابعة للنظام برميلاً متفجراً على قرية عويجل في ريف حلب الغربي بحسب مصادر طبية في المنطقة.
وبالتوازي مع الاشتباكات وعمليات القصف المستمرة، تتواصل المعاناة اليومية لسكان مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب، والتي تحاصرها قوات النظام، إذ باتت آثار الحصار تظهر بقوة مع صعوبة الحصول على المواد الغذائية والارتفاع الكبير بأسعار المتوفر منها، كما أن انقطاع المحروقات أدى إلى توقف معظم مولدات الكهرباء عن العمل ما زاد من صعوبة ظروف السكان المحاصرين، والذين بات أملهم محصوراً بنجاح قوات المعارضة في فك الحصار عنهم.

ذات صلة

الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
الصورة
الكفيف السوري حسن أحمد لطفو، أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

نال كفيف سوري الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، أخيراً، بعد انقطاع عن التعليم دام 14 عاما، منذ بداية الثورة السورية، إذ تعرض لإصابة حرب عام 2016