المونديال و"الأكسبو" يدفعان الصحافة الإماراتية نحو "الرقمية"

المونديال و"الأكسبو" يدفعان الصحافة الإماراتية نحو "الرقمية"

18 يونيو 2014
هل تنجح الصحف في ان تكون خضراء؟ (Getty)
+ الخط -

تنبأ أحد الخبراء الإنجليز في علوم المستقبليات أثناء "منتدى الإعلام العربي" الماضي، بأن الصحافة الورقية في الإمارات ستتقلص تدريجياً، وتهمش بحلول العام 2028، وستتجه إلى الإعلام الرقمي. وعلل ذلك بأن فوز الإمارات باستضافة إكسبو 2020 سيسرّع من عملية تحول الصحف الورقية إلى الصحف الرقمية، وأيضاً القنوات التلفزيونية إلى قنوات رقمية.
وهذه العملية ستوفر كثيراً على الصحف لأن الطباعة على الورق مكلفة للغاية. ويذهب البعض إلى أن مونديال كأس العالم 2014 الجاري حالياً، ساهم هو الآخر في التحول إلى الإعلام الرقمي، حيث أطلقت "مؤسسة دبي للإعلام" الباقة الرقمية المواكبة لهذه البطولة، متضمنة إعادة إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بقناة دبي الرياضية، إلى جانب مجموعة من الخدمات الرقمية، تحت اسم "دبي سبورتس فوتبول".
في زمن التقنية والمعلوماتية الحديثة، المتسارعة جداً في عالمنا، كثيراً ما نطرح السؤال التالي بنوع من النظرة القلقة إلى المستقبل: هل تتراجع مكانة الورق في حياتنا، بعدما هيمنت التقنيات الرقمية؟ هل يصبح الورق مجرّد ذكرى من الماضي؟ وهل انتصرت هذه التقنيات وجعلت يد الإنسان لا تجد سوى شاشة رقيقة الملمس؟ هذه الأسئلة وأسئلة أخرى، تحاول أن تجد اجاباتها في عالم لم يعد يعبأ بكل ما هو ورقي؟ والإعلام الإماراتي، الذي تتوفر له امكانات هائلة، من الأموال والكادر البشري، هل يلحق بما أنجز في عالم الصحافة الغربية؟

الصحيفة الخضراء
يسعى الإعلام الإمارتي المكتوب، وخاصة الصحف الكبرى: الخليج والبيان والإمارت اليوم والرؤية، وغيرها، الى التخلص من الورق في مراحل انتاج الصحيفة. وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وجد الإعلام الإماراتي فرصته في الاحتفاء بهذا اليوم، من خلال التركيز على التخلص من الأوراق والأحبار والطابعات، وتقديم دعمه للبيئة، تحت شعار "يوم بلا ورق".
تسعى معظم الصحف إلى أن تطلق على نفسها "الصحيفة الخضراء"، هذا الاسم الذي يعبّر عن صداقته للبيئة، ومن المعروف أن الإعلام المكتوب يساهم في تبذير الطاقة والموارد الطبيعية، من خلال استخدام الأوراق والأحبار والطابعات، وما تسببه من تلويث للبيئة. ولعل ما شجّع وسائل الإعلام المكتوبة على انتهاج هذا الطريق، أي التخلي عن الورق في انتاج الصحيفة، هو اقتصاد ملايين الدراهم في الانفاق، وخاصة ما سارت عليه حكومة دبي الإلكترونية، التي تغري المتعاملين بإنجاز المعاملات الرسمية عن طريق الانترنت. لكن هذا الأمر يتطلب توعية الموظفين والعاملين في حقول الإعلام بكل أشكاله. بعض الصحف الاماراتية أنفقت ملايين الدراهم من أجل تأسيس برنامج خاص لصناعة صحيفتها الكترونياً، وبدون استخدام الورق أو الحبر أو الطابعة.
"هيئة حماية البيئة والتنمية" تسعى هي الأخرى إلى تشجيع الصحف المكتوبة على التواصل مع فكرة دعم البيئة، وبهذه المناسبة، تم اطلاق مبادرة «إي تواصل»، التي تدعو جميع المتعاملين إلى التواصل معها إلكترونياً عبر البريد الإلكتروني، وفيسبوك، وإنستجرام، وتويتر باعتبارها الخطة الأولى.

صالة بلا ورق
وفي هذا المسعى، تحاول جميع الصحف الآن تأسيس فكرة "صالة بلا ورق" وقد نجح بعضها في إنجازها. وفي هذا الميدان، وصلت بعض الصحف الإماراتية إلى التخلص من كلفة الورق الباهظة وما يرتبط بها من أحبار وآلات وأجهزة وتضييق مساحة الإنتاج الزمني، بحيث أصبح بإمكان المحرر الميداني أن يستخدم كل التقنيات الحديثة من الكاميرا الذكية إلى الفيديو، ومن الحاسوب المحمول، إلى جهاز الـ"آيباد" من أجل انجاز الموضوع الصحافي بدون الحاجة إلى الورق.
وهذه النقلة النوعية تختصر الإنتاج، وبإمكان الصحافي أن يلعب دور المصمم، لأنه أصبح في البرنامج الجديد جزءاً لا يتجزأ من الجهاز الفني للصحيفة حيث ينطلق جميع العاملين في شبكة واحدة، هي العالم الإلكتروني. أما "الصالات المدمّجة"، فهي الكيانات الكبرى في المحطات والمطبوعات والصحف بحيث يعمل الجميع تحت سقف واحد، من أجل تحقيق فكرة التكاملية، من خلال توافر شاشات كبيرة في صالة التحرير، وبإمكان جميع العاملين في الصحيفة أن يطلعوا على مراحل إنجاز الصفحات، كما بإمكانهم تدارك أخطائهم أو تعديلاتهم أو اختياراتهم الأخرى. لعل مؤسسة الامارات للاتصالات جادة في هذا الموضوع من خلال ندوتها التدريبية "أدوات تحول الإعلام التقليدي نحو الإعلام الرقمي" بحضور ما يقارب 50 صحافياً وصحافية، إلى توسيع معارف الصحافيين حول مناهج وأدوات الإعلام الرقمي الجديد وتوفير قاعدة من المعلومات ذات الصلة بوسائل الإعلام الرقمي. وهذا ما يجعلنا نفكر بتنبؤات الخبير الإنجليزي الذي أكد أن الصحافة الإماراتية ستتخلص من الورق نهائياً بعد أعوام بفعل إقامة أكسبو 2020.

المساهمون