المونديال بلبنان: مشتركو "الكابل" سيشاهدون مجاناً... والأكثر فقراً سيُحرَمون

المونديال بلبنان: مشتركو "الكابل" سيشاهدون مجاناً... والأكثر فقراً سيُحرَمون

16 يونيو 2014
يتابعون كأس العالم في أحد المقاهي (بلال جاويش/الأناضول)
+ الخط -
بعد سجالات طويلة ومفاوضات متعثّرة بين الدولة اللبنانية وشركة "سما" التي تملك الحقّ الحصري في عرض مباريات كأس العالم داخل لبنان، أعلن وزير الاتصالات اللبناني بطرس حرب أن "اللبنانيين سيتمكنّون من مشاهدة المباريات مجاناً عبر تقنية "الكابل" ابتداءً من هذه الليلة. وأنّ وزارة الاتصالات ستدفع تعويضاً مالياً لشركة "سما" في المقابل".

وقد بدا المؤتمر الصحافي لوزير الاتصالات ووزيري، الشباب والرياضة عبد المطّلب الحنّاوي، والإعلام رمزي جريج، أقرب إلى محاولة اتّهام شركة "سما" بحرمان الشعب اللبناني من حقّه في مشاهدة المباريات. فقد قال حرب بداية: "لم يعد جائزاً أن نقارب الاستحقاقات بهذه الطريقة وأن يشعر الشعب اللبناني بأنّ حقوقه في المشاهدة لم تُحتَرَم كما بقية الشعوب". لكنّ ممثل شركة "سما" حسن الزّين رفض الاتّهام قائلًا: "نحن سعينا جادّين لنصل إلى الهدف، ولم نُقصّر"، وأعلن الزين أنّ "الشركة قدّمت ثلث كلفة مشاهدة المونديال كهدية إلى اللبنانيين".

لكنّ الحقيقة أنّ شركة "سما" هي أبرز المستفيدين. إذ رغم تعرّضها لـ"خسائر" كون لبنانيين كثيرين وجدوا حلولاً بديلة بأن شاهدوا المباريات على محطات عالمية لها حقّ البثّ، أو في المقاهي، فهي، أي "سما"، ستحصل على ثلاثة ملايين دولار مقابل الاتفاق الجديد مع الدولة اللبنانية، بعدما باعت بطاقات بعشرات آلاف الدولارات في الأسابيع الأخيرة.

لكنّ العقدة بقيت في ما إذا كان تلفزيون لبنان له حقّ بثّ المباريات. فهو القناة الرسمية الوحيدة المملوكة للدولة اللبنانية. وهنا يبدو "الحلّ"، الذي تحدّث عنه الوزير حرب، خدمةً لأصحاب خدمات الكابل فقط. فبحسب الاتفاق ستوزّع شركة "سما"، بدءاً من بعد ظهر اليوم، بطاقات الاشتراك على أصحاب خدمة "الكابل" دون أيّ مقابل، في المناطق اللبنانية كافّة. ويقوم هؤلاء بتوزيع البثّ، مجّاناً، على مشتركيهم. في ما يمكن اعتباره دعماً لقطاع غير شرعيّ وغير رسميّ في لبنان، هو قطاع خدمات "الكابل" القائمة على القرصنة، بدل دعم القناة الرسمية للدولة، تلفزيون لبنان. 
فوق ذلك لا يزال الأكثر فقراً بلا مونديال. أولئك الذين لا يملكون ترف الاشتراك في "الكابل"، أو لا يملكون صحوناً لاقطة. والوزير حرب اعتبر أنّ عدد هؤلاء "معدوم" في لبنان، بحسب قوله ردّاً على سؤال في المؤتمر الصحافي. رغم أنّ هناك 323 ألف لبناني يعيشون تحت خطّ الفقر، بحسب الدراسة الأحدث لوزارة الشؤون الإجتماعية والأمم المتحدة.

في نهاية المؤتمر، أعلن رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان طلال مقدسي، أنّ التلفزيون الرسمي سيبثّ المباريات، فردّ عليه الوزير حرب طالباً منه الالتزام بالاتفاق وبنوده. فردّ مقدسي: "تلفزيون لبنان سيبثّ المباريات ولو كلّفني ذلك استقالتي".

واعتبر مقدسي في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "بثّ المباريات هو حقّ شرعي لأنّ وزير الإعلام رمزي جريج أعطى مطالعة قانونية تفيد بأنّ المشاهدة حقّ مشروع من حقوق المواطن". وأضاف: "المتضرّر من بثّ المباريات على تلفزيون لبنان هو شركة "سما" فقط، وهي حصلت على مبلغ 3 ملايين دولار وهو أكثر مما تستحقّ". وختم: "الفقير هو المتضرّر الوحيد، وله حقّ مشاهدة المباريات على تلفزيون لبنان".

المساهمون