المونديال البرازيلي في الساحل السوري.. متنفس لمؤيدي النظام ومعارضيه

المونديال البرازيلي في الساحل السوري.. متنفس لمؤيدي النظام ومعارضيه

21 يونيو 2014
كأس العالم (getty)
+ الخط -

يبدو أن أصداء المونديال في الساحل السوري، شمال غرب سوريا، تختلف تماماً عن المناطق الجغرافية الأخرى، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى إحكام قوات النظام السيطرة عليه، وحصر الصراع المسلح في ريف اللاذقية، فضلاً عن كونه ملجأ للنازحين من باقي المناطق الملتهبة، ما جعل سكان هذه المدن أكثر إقبالاً على مشاهدة المونديال، سواء كان أهالي هذه المناطق من المؤيدين للنظام، أم من معارضيه.

وإضافة إلى عامل الأمن الذي تتمتع به مدن الساحل السوري، فإن تشجيع السكان جاء هرباً من المناخ السياسي السائد، إضافة إلى أنه متنفس لهم، فضلاً عن تسهيل عمليات بثه عن طريق الاشتراك في قناة "بي إن سبورتس"، أو طرق أخرى غير قانونية، كبث المباريات على قناة الدنيا الأرضية.

ويشرح أحد سكان مدينة جبلة، والذي اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد": أصداء المونديال في المدينة "هذا هو أكثر مونديال ينتظره الشعب، والكل كان يتحث عنه قبل بدايته بوقت كبير، ولأول مرة أشعر أن كثيرين يتابعون المونديال، وطبعاً السبب هو أن، الشباب لا يجد متنفساً لأي شيئ".

ويمضي: انتظرت المونديال لهذا السبب.. ملل ولا يوجد شيئ مسلٍ.. ومثلي مثل كثيرين، لا يشاهدون كرة القدم عادة، ففي هذا المونديال الكل يختار فريقه، يشجعه حتى يشعر بالأجواء الحماسية.

واللافت في الأمر، أن السلطات الأمنية منعت من دون إصدار قرار رسمي تزيين أعلام الدول في الشوارع والمباني، وفي حال علق أحدهم علم أحد الفرق الأوربية أو اللاتينية، فيجب أن يضع بجانبه علماً كبيراً للنظام السوري، هذا ما نقله لنا الرجل الخمسيني أبو أحمد، أحد أبناء مدينة اللاذقية، والذي أشار أيضا إلى أن هناك استياء عاماً على قناة الدنيا لأنها بثت الافتتاح في دمشق وريفها ودرعا وريفها فقط، في حين أن الإشارة كانت ضعيفة في الساحل السوري، ولم يتمكن الأهالي من مشاهدة المبارة، لكنه استطرد "كل مقاهي اللاذقية تعرض المونديال، وهي فرصة للربح، لأن القمر العربي نايل سات لن يبث المونديال، وليس لدى العديد من الناس أقماراً تركية أو أوربية".

ويبدو أن حال المونديال في طرطوس لا يختلف كثيراً عن باقي المناطق، وتتحدث لمى لـ"العربي الجديد" بأن المطاعم السياحية قد "اشتركت بأجهزة "ريسيفير" مع باقة قنوات "بي إن سبورتس"، ووصل سعر الاشتراك إلى سبعين ألف ليرة، مما أدى إلى غلاء سعر حجز الكرسي الواحد لمشاهدة المبارة، والذي يتراوح بين 150 إلى 200 ليرة سورية".

ولم يغب الطابع السياسي عن المشهد السائد، حيث تضيف لمى، أن سكان المناطق الموالية للنظام اختاروا إيران وروسيا لتشجيعهم على خلفية تأييد دولتيهما للنظام، وتتابع "في أول مباراة شباب الضيع الموالية للنظام لم يخفوا فرحتهم، وكل من معه سلاح أطلق الرصاص"، في حين اقتصرت فرحة الفوز في قلب المدينة على خروج مجموعة سيارات حاملة أعلاماً سوريا وإيران وروسيا.

وأما في ريف اللاذقية الشمالي، والذي تسيطر عليه كتائب المعارضة المسلحة، فيلفت مراسل "العربي الجديد" الى أن المجلس المحلي لمنطقة جبل الأكراد كان يخطط لجلب شاشة كبيرة، وتركيب انترنت فضائي، ليتمكن السكان والمقاتلون من مشاهدة المونديال مجاناً، إلا أن الهجوم المفاجئ لقوات النظام واستعادته مناطق كسب والسمرا، حوّل أنظار الكتائب عن ذلك، وأضحى وقع المعارك هو الطابع العام.

المساهمون