Skip to main content
الموصل وقلق تركيا
عطا الله شاهين (فلسطين)
مع بدء العملية العسكرية الواسعة التي تهدف إلى تحرير مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، والتي لا أحد يعلم متى ستنتهي، يتحدث خبراء عن أنّ العملية العسكرية الدائرة في محيط الموصل، وتشارك فيها دول كثيرة سينتج عنها انسحاب تنظيم داعش، لأنّه لا يوجد مقارنة بين عدد مقاتلي تنظيم داعش (بضعة آلاف) مع مائة ألف جندي من التحالف الدولي، ومن القوات العراقية والبشمركة. لكن، متى سيتحقق انسحاب مقاتلي تنظيم داعش؟
يبدو مبكراً الحديث عن هذا. لكن، مع بدء عملية الموصل بدت تركيا قلقة، لأنّ حزب العمال الكردستاني يسيطر على منطقة سنجار الواقعة غرب مدينة الموصل، كما أنّ الحزب يسعى إلى إنشاء ممر ليكون مسيطراً عليه من جبل قنديل إلى البحر الأبيض المتوسط، كما أنّ تركيا قلقة من حدوث فراغ في السلطة هناك، ويمكن أن يؤدي إلى أمور سلبية تجاه الأمن القومي التركي، وتخشى من أن تأتي منظمات إرهابية بغرض ملء الفراغ الذي سينتج هناك، إضافة إلى خشيتها من أن تؤدي تلك العملية إلى حرب أهلية وعرقية في مدينة الموصل. ومن هنا تتخوّف من مشاركة الحشد الشعبي لأنّه، ربما، سينتهك حقوق السكان من أهل السنة .
من هنا، تبدو تركيا قلقة لما يدور من تطوّرات في الميدان، خصوصاً مع بدء الاقتراب من مدينة الموصل، على الرغم من أنّ العملية في بدايتها، فتركيا تخشى على السكان هناك ذات الأغلبية السنية. ولهذا، تبدو قلقة من العملية، على الرغم من أنها تصرّ على المشاركة في عملية مدينة الموصل، كما أنّها تتوقع بأن يهرب مئات الآلاف من اللاجئين من سكان الموصل والقرى المحيطة صوب حدودها مع العراق، ولهذا تصرّ على أن تكون موجودة، على الرغم من معارضة الحكومة العراقية مشاركتها.