المواطن حائط الحكومات المائل

المواطن حائط الحكومات المائل

19 يناير 2015
الحكومات العربية تتعامل مع مواطنيها على أنهم "الحيطة المايلة"(أرشيف/Getty)
+ الخط -
في الدول الغربية تفرح الحكومات عندما تدخل السرور إلى مواطنيها، وتكون أشد فرحاً عندما تلبي احتياجات الموطنين من صحة وتعليم ومأكل ومشرب وحتى ترفيه بسعر أقل أو بالمجان، ولذا فإن أسعد يوم في حياة باراك أوباما هو الإعلان عن أن ثلاثة ملايين أميركي حصلوا على وظائف جديدة في 2014، أو أن البطالة تراجعت إلى 5.6%، وهو أدنى معدل منذ الأزمة المالية التي اندلعت في 2008، وعندما نجحت هيلاري كلينتون في مساعدة شركة طيران أميركية في الفوز بصفقة قيمتها مليارات الدولارات، إبان توليها وزارة الخارجية خرجت على الجميع وتفاخرت بذلك.
وعندما انهار الاقتصاد الأميركي عقب وقوع الأزمة المالية خشيت الحكومة من تأثيرات خطيرة لهذا الانهيار على المواطن، ولذا سارعت بضخ 4.5 تريليونات دولار للحيلولة دون انهيار الشركات أو زيادة معدل البطالة وارتفاع الأسعار.
وتكرر السيناريو داخل منطقة اليورو التي سارعت حكوماتها بإنفاذ مؤسساتها حتى لا تقوم هذه بالاستغناء عن العمالة لديها، لأن أشد ما يزعج أى حكومة غربية هو ارتفاع الأسعار أو التضخم وزيادة البطالة.
وعندما تهاوت أسعار النفط عالمياً كان المواطن الغربي الأكثر استفادة، حيث حصل على بنزين وسولار وطعام وتذاكر مترو بسعر رخيص.
أما في المنطقة العربية فإن الحكومات تتعامل مع مواطنيها على أنهم "الحيطة المايلة"، فالمواطن يتحمل كل الكوارث حتى ولو كانت نتاج أخطاء الحكومات ورعونتها في اتخاذ القرار وإدارتها السيئة للموارد، وعلاج عجز الموازنة أهم ألف مرة من تحسين حالة المواطن.
رأينا ذلك في الدول العربية بلا استثناء، حتى دول الخليج الثرية فقد حملت المواطن خسائرها من انخفاض أسعار النفط حيث سارعت برفع أسعار البنزين والسولار والكهرباء والمياه، حدث ذلك في دبي والبحرين والكويت وسلطنة عمان، وفي مصر ورغم أن تراجع أسعار النفط وفر للموازنة نحو 40 مليار جنيه، إلا أن أسعار المشتقات البترولية بقيت على حالها. وبدلا من أن توجه الحكومة الوفر لتحسين رغيف الخبز والصحة وزيادة دعم السلع التموينية ورصف الطرف، راحت تجمل به أرقام الموازنة.

المساهمون