المواجهة بين كلينتون وترامب برمقها الأخير والكفة تميل للرئيسة

المواجهة بين كلينتون وترامب برمقها الأخير والكفة تميل للرئيسة

08 نوفمبر 2016
كلينتون الأوفر حظاً وفق الاستطلاعات (جاستن سوليفان/ Getty)
+ الخط -


وعدت المرشحة الديموقراطية إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون، الاثنين عشية الانتخابات بلم شمل البلاد إذا ما أصبحت رئيسة، بينما تعهد منافسها الجمهوري دونالد ترامب بالقضاء على الفساد السياسي، وذلك في ختام حملة أحدثت شرخاً في الداخل وأثارت استغراباً في الخارج بسبب حدتها وتجاوزاتها.


وقبل ساعات من توجه الأميركيين للإدلاء بأصواتهم أفاد آخر استطلاع لرويترز/إبسوس بأن فرص كلينتون في هزيمة خصمها والفوز بالسباق الرئاسي تصل إلى نحو 90 في المئة.

وأظهر الاستطلاع الذي نشر الاثنين ويأتي ضمن مشروع (ستيتس اوف ذا نيشن) أن فرص كلينتون لم تختلف كثيرا عما كانت عليه الأسبوع الماضي وأن أي تغيير يحدثه ترامب يوم الثلاثاء يعتمد على تركيبة غير محتملة لنسب إقبال البيض والسود وذوي الأصول اللاتينية في ست أو سبع ولايات.

وأضاف أن وزيرة الخارجية السابقة تتقدم على ترامب بواقع 45 بالمئة مقابل 42 بالمئة في التصويت الشعبي وأنها في طريقها لجمع 303 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 235 صوتاً لترامب أي أنها ستتخطى العدد اللازم للفوز وهو 270 صوتاً.

وتتوقف فرص ترامب على أدائه في ولايات فلوريدا وميشيغن ونورث كارولاينا وأوهايو التي كاد أن يحسمها لصالحه يوم الأحد عندما انتهى استطلاع الرأي وكذلك بنسلفانيا التي تتقدم كلينتون فيها بفارق ضئيل يبلغ ثلاث نقاط مئوية. وحتى يفوز ترامب يجب أن يفوز بمعظم هذه الولايات.

والاثنين قالت كلينتون في مهرجان انتخابي في ميشيغن، هو الثاني لها في هذا النهار الطويل، "أريد أن أكون رئيسة لجميع الأميركيين، ديموقراطيين وجمهوريين ومستقلين"، مشددة على وجوب "أن نضع البلاد أمام الحزب عندما يتعلق الأمر بهذه الانتخابات"، في إشارة على ما يبدو إلى استعدادها للتعاون مع الجمهوريين إذا ما فازت.



"الانقسام والوحدة"
وواصلت المرشحة الديموقراطية هجومها على منافسها الجمهوري، معتبره إياه "خطراً عاماً" غير قادر على إدارة البلاد. وقالت "الخيار واضح وضوح الشمس. إنه الخيار بين الانقسام والوحدة في بلدنا".

وأضافت "المهمة أمامي هي لم شمل البلاد" متهمة منافسها الجمهوري بأنه "عمق" عبر خطابه "الانقسامات" في صفوف الأميركيين.

وخلال المهرجان الانتخابي الذي أقيم عشية الانتخابات في فيلادلفيا (بنسلفانيا)، شنت كلينتون هجوماً عنيفاً على منافسها، واصفة إياه بـ"المدفع الفالت" الذي لا يمكن التكهن بأفعاله أو بأضرارها الخارجة حتى عن إرادته، ومؤكدة أن الناخبين امامهم "خيار واضح".

وأضافت بأن الأميركيين أمامهم "خيار واضح في هذه الانتخابات، خيار بين القسمة والوحدة"، مشددة على أن منافسها الملياردير الشعبوي هو "مدفع فالت يمكنه أن يعرض كل شيء للخطر".

وفي آخر يوم من الحملة الانتخابية تشارك كلينتون (69 عاما) في أربعة مهرجانات انتخابية. 


وستحضر الفنانة ليدي غاغا المهرجان الأخير المرتقب قرابة منتصف الليل، بينما سيحضر المهرجان ما قبل الأخير المغنيان بروس سبرينغستين وجون بون جوفي إضافة إلى زوج المرشحة الديموقراطية، الرئيس الأسبق بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي فضلا عن الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل.

"سنجفف المستنقع"
أما ترامب (70 عاما) فيشارك الاثنين في خمسة مهرجانات انتخابية كل منها في ولاية مختلفة. وبدأ رجل الأعمال الثري نهاره الطويل في فلوريدا قبل أن ينتقل إلى كارولاينا الشمالية ثم إلى بنسلفانيا فنيوهامشر وميشيغن حيث سيقيم آخر تجمع انتخابي له وذلك قرابة الساعة 23,00.

وفي أول خطاب له الاثنين قال ترامب خلال تجمع في ساراسوتا بولاية فلوريدا "عقدي مع الناخب الأميركي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا، وبسرعة، من مجموعات الضغط هذه التي أعرفها جيداً"، مؤكداً أن منافسته هيلاري كلينتون "يحميها نظام فاسد تماماً".

وأضاف أمام أنصاره "أريد أن تسمع كل المؤسسة السياسية في واشنطن الكلمات التي سنقولها جميعا حين نفوز غدا: سنجفف المستنقع". وكرر أنصاره من بعده "سنجفف المستنقع".

وتابع ترامب في إشارة إلى كلينتون "لا أفهم لماذا لا يأتي أحد إلى تجمعاتها"، مجدداً هجومه الشخصي عليها.



إلى ذلك، تتوقع العديد من وسائل الإعلام الأميركية فوز كلينتون بأصوات كبار الناخبين.

وبحسب توقعات شبكة "ان بي سي" فإن كلينتون ستحصل على 274 من أصوات كبار الناخبين مقارنة مع 170 صوتاً لترامب، مشيرة إلى أن الولايات التي تملك أصوات كبار الناخبين الـ94 المتبقية تظهر نتيجة متقاربة بين المرشحين. وإذا صحت هذه التوقعات تكون كلينتون جمعت الـ270 صوتاً الضرورية للفوز.

وارتفعت أسهم كلينتون في السباق الرئاسي مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني، إذ أعلن مدير "اف بي آي"، جيمس كومي، الأحد التمسك بقراره السابق الصادر في يوليو/ تموز والقاضي بعدم وجود مبررات لمقاضاة وزيرة الخارجية السابقة على استخدامها خادماً خاصا لبريدها الإلكتروني حين كانت على رأس الوزارة.

من جهته، حض الرئيس باراك أوباما الأميركيين على أن ينتخبوا كلينتون رئيسة لبلادهم. وقال في تجمع انتخابي في ان آربر في ولاية ميشيغن هو الأول بين ثلاثة تجمعات يعقدها مع كلينتون عشية التصويت "أطلب منكم أن تفعلوا من أجل كلينتون ما فعلتم من أجلي".

وأضاف أوباما "أمامكم فرصة لرفض السياسة الفظة الداعية إلى التقسيم والتي ستعيدنا إلى الخلف .. وهذه الفرصة هي انتخاب أول امرأة رئيسة"، لافتا إلى أنه "غدا عليكم الاختيار بين سياسة الانقسام والسخط".

وخلال مهرجان فيلادلفيا جدد أوباما دعمه لهيلاري كلينتون، داعيا الأميركيين إلى "رفض الخوف واختيار الأمل" عبر التصويت للمرشحة الديموقراطية، مضيفا "أراهن أن حكمة الشعب الأميركي ولياقته وكرمه ستنتصر مرة جديدة يوم الانتخابات، وهذا رهان لم أخسره أبدا على الإطلاق".


(فرانس برس، رويترز)