المنتخب القطري يحسن 3 أشياء... الفوز والفوز والفوز

المنتخب القطري يحسن 3 أشياء... الفوز والفوز والفوز

03 فبراير 2019
+ الخط -
من كان يتوقع أن يتوج المنتخب القطري بهذه الطريقة وبهذا الأداء، منتخب لا يقهر، كسر كل الأرقام وحصد كل الألقاب الفردية بأفضل لاعب وحارس وهداف خارج أرضه محروماً من جمهوره برصيد خال حتى من التعادلات..

من كان يصدق هذا الأداء الراقي ومن المباراة الافتتاحية في الدور الأول، منتخب يستحق أن ترفع له القبعة ويستحق كل الثناء والتقدير.

تصدر المجموعة
حقق المنتخب القطري صدارة مجموعته بـ9 نقاط كاملة دون خسارة أو تعادل وحقق رصيد 10 أهداف كاملة، ومن الوهلة الأولى بدا واضحاً وجلياً استعداد المنتخب القطري للدورة، لكنه بدأ ينضج تدريجياً حتى الظفر باللقب.

المباريات الإقصائية
في مباراة ثمن النهائي واجه المنتخب العراقي وكانت المواجهة متكافئة وحسمها المنتخب العنابي بهدف من ركلة ثابتة وتأهل بجدارة إلى الربع النهائي، وأعتقد أن أصعب مباراة واجهت المنتخب القطري هي مباراة المنتخب الكوري الجنوبي التي عرفت سيطرة كبيرة من التنين الكوري، إذ استحوذ على الكرة وخلق العديد من الفرص لكن الكرة أنصفت العنابي بعد تسديدة من مسافة بعيدة.


أما في مباراة نصف النهائي فقد اكتسح العنابي ضيفه الإماراتي بأربعة أهداف نظيفة وسيطر على المباراة طولاً وعرضاً.

المباراة النهائية
دخل المدرب الإسباني فليكس سانشيز بخطة مغايرة تماما وفضل اللعب بـ(2 - 3 - 5)، وأظن أنه أراد تضييق المساحات على لاعبي اليابان، لأنه يعلم السرعة التي يتمتعون بها وتقليل فرصهم قدر الإمكان، وهو ما نجح فيه في الشوط الأول، لكنه لم يوفق في الشوط الثاني.

شهدت المباراة النهائية وجهين مختلفين تماما، الشوط الأول كان لصالح العنابي وتمكن من تسجيل هدفين وإنهاء النصف الأول من المباراة متقدما بهدفين نظيفين.

وكما يقال، أخطر نتيجة في كرة القدم أن تتقدم بهدفين، وهو ما حدث بالفعل، سيطرة مطلقة للكمبيوتر الياباني في الشوط الثاني واستحواذ على الكرة، تمريرات أكثر، ركنيات أكثر، فرص أكثر وأخطر إلى غاية تقليص الفارق، لكن كرة القدم أنصفت المنتخب العنابي الذي مر بفترة فراغ فقط لحوالي نصف ساعة، لكنه استعاد أنفاسه وطبق قاعدة أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، وبعد ركنية محكمة حصل على ضربة جزاء بعد الاستعانة بتقنية "الفار" والتي كانت بمثابة جرعة الأوكسجين التي قتلت المباراة نهائيا.

من هو فيليكس سانشيز
على الرغم من عدم شهرته الكبيرة إلا أنه يعمل في هدوء، مدرب رزين وهادئ يستغل اللاعبين جيداً وينوع من خطط اللعب حسب كل مباراة من دون الاقتصار على خطة معينة. وأعتقد أنه بعد هذا الإنجاز أو الإعجاز الكروي سيكون اسمه من أكثر الأسماء بحثاً على محرك البحث غوغل.

هو فيليكس سانشيز باس، مدير فني إسباني شاب، من مواليد برشلونة عام 1975، تعاقد مع الاتحاد القطري في عام 2015 لتدريب المنتخب الأوليمبي تحت 23 سنة، وبعد استقالة فوساتي المدير الفني لمنتخب قطر الأول في يوليو/ تموز 2017، تولى فيليكس زمام الأمور الفنية للمنتخب الأول القطري وحقق معه نجاحات كبيرة.

فيليكس سانشيز مدرب منتخب قطر دخل مجال التدريب مباشرة، ولم يشارك كلاعب في أي من الأندية الكبيرة، وبدأ احتراف التدريب كمدير فني لفريق برشلونة للشباب لمدة 10 أعوام من 1996 حتى 2006، ومن 2006 حتى 2013 عمل مدرباً في أكاديمية Aspire الرياضية القطرية المعروفة، بعدها تولى تدريب منتخب قطر للشباب تحت 19 سنة من 2013 حتى 2015 وحصل معه على بطولة كأس آسيا للشباب 2014، بعدها تولى تدريب منتخب قطر الأوليمبي ثم الأول، وأعتقد بعد هذا اللقب أنه من المؤكد سيبقى على رأس العارضة الفنية خلال كوبا أميركا وكأس القارات وكأس العالم.

الحديث عن التجنيس
على الرغم من امتلاك الاتحادات العربية الأموال والإمكانات، واعتبار كرة القدم الرياضة الأولى في أغلب الدول العربية، ووجود التجنيس في أغلب الاتحادات، إلا أنها لم تنجح، إذ ليس كل تجنيس يثمر ألقابا، إذ هناك تخطيط وعمل استراتيجي كبير قامت به دولة قطر، وما يغفل عنه الكثير أن دولة قطر بدأت في هذا المشروع منذ 15 عاماً بإنشاء أكاديمية أسباير واليوم نحن نرى النتائج بأم أعيينا.

من يتكلم عن تجنيس الولايات المتحدة الأميركية وكندا للآلاف من العلماء واللاعبين وغيرهم؟، من تكلم عن إنجاز المنتخب الفرنسي الأخير عندما توج بكأس العالم 2018؟.. التجنيس الذي قامت به قطر قانوني وتعترف به الفيفا وبرغبة اللاعبين، إذا أين المشكلة؟ أو أنه عندما يكون النجاح عربياً لا نرغب فيه رغم أننا أمة واحدة؟!.

وفي الأخير نقول مبروك لقطر شعباً وحكومة، ومن كان يشكك في منتخب قطر ها هو اليوم يثبت أنه الأفضل آسيوياً، ومن كان يقول إن عليه المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2202، فأعتقد أنه لو شاركت قطر في أصعب مجموعة فستتأهل بإذن الله تعالى.

دلالات