المكون العربي شرق الفرات غائب

المكون العربي شرق الفرات غائب

06 سبتمبر 2020
يعيش المجتمع العشائري حالة من الانقسام (علي عمران/الأناضول)
+ الخط -

يجسد الحراك الذي يقوم به المكون العربي في منطقة شرق الفرات "ذات الصبغة العشائرية"، حالة التشتت وفقدان وحدة القرار والموقف لدى العشائر، التي يشكّل مجموعها المكون العربي في المنطقة.
ويعيش المجتمع العشائري في منطقة شرق الفرات حالة من الانقسام في المواقف تتوزّع بين قسم مؤيد للثورة السورية وآخر مناصر للنظام، وثالث مؤيد لقوات سورية الديمقراطية "قسد". ويدعي متزعّمو كل تيار أنهم الممثلون الفعليون للعشيرة التي ينتمون إليها، الأمر الذي مكّن القوى المسيطرة على المنطقة من التحكم بقرارات أبنائها واستخدام بعضهم كواجهات بهدف ادعاء تمثيل تلك العشائر.
قوات سورية الديمقراطية التي تسيطر على أجزاء من محافظة الحسكة والقسم الأكبر من محافظة الرقة وجزء من محافظة دير الزور، تتحَكم وحدات حماية الشعب الكردية بقراراتها، فيما تستخدم بعض الشخصيات العربية كواجهات لادعاء تمثيل عشائر المنطقة. أما فصائل الجيش الحر التي تسيطر على مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في منطقة شرق الفرات فهي تتحكم بالمنطقة من خلال فصائل يحمل بعضها صبغة عشائرية تتنازع فيما بينها، مسببة فوضى أمنية في المنطقة. من جهته يضم الائتلاف الوطني المعارض شيوخ عشائر بصفتهم الشخصية. وفي مناطق سيطرة النظام يعتمد النظام على بعض الشخصيات في العشائر، إما لكسب الولاء أو لتشكيل مليشيا مساندة له.
وقد أدّى هذا الانقسام والتشتت ضمن المكون العربي "العشائري" شرق الفرات إلى محاولات لتشكيل جهة تمثيلية موحدة لعشائر المنطقة، وخصوصاً في دير الزور، بهدف توحيد قرارها وتشكيل لوبي ضاغط على الأطراف المحلية والدولية من أجل ضمان حقوق هذا المكون، إلا أن تلك المحاولات، والتي تخللها تشكيل هيئة سياسية، شهدت انقسامات بينية فيما بين المشاركين بسبب اعتراض بعض المكونات على المحسوبيات التي حكمت تشكيل "الهيئة" ومحاباتها لبعض العشائر على حساب أخرى، وبسبب الاعتراض على شرعية بعض ممثلي العشائر. كما أنها لم تستطع إلى الآن بلورة موقف سياسي واضح تجاه أي من الأطراف التي تسيطر على مناطق وجودها، واقتصرت مطالبها على المشاركة في إدارة تلك المناطق، وفي الإفراج عن المعتقلين من أبنائها، وبعض المطالب الخدمية. بالإضافة إلى المناداة بالاستفادة من عائدات الثروات الباطنية في تلك المناطق. الأمر الذي يجعل من المستبعد أن يحظى المكون العربي في شرق الفرات بأي دور رئيسي في المدى المنظور.

المساهمون