يتزايد عدد المقاتلين الأجانب في مليشيا وحدات "حماية الشعب" الكردية، الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، وسط كشف مزيد من القتلى الأجانب في صفوفها خلال المعارك شمالي سورية، آخرهم أميركي وألماني سقطا بغارة للجيش التركي استهدفتهما في منطقة منبج قرب حلب.
في هذا الصدد، أوضح المعارض الكردي لسياسات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، حسن شندي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المقاتلين الأجانب في صفوف مليشيا وحدات الحماية بدأوا بالتزايد بعد معركة عين العرب (كوباني) عام 2014"، مضيفا أن "الدعاية العالمية لتلك المعركة كانت السبب الأبرز في زيادة أعداد هؤلاء المقاتلين".
كيف ينضم المقاتلون؟
في ما يخص عملية انضمام المقاتلين، أكّد شندي أنّ "هناك خلايا تنشط في الخارج لصالح العمال الكردستاني وجناحه السوري، وصلاتها بمقاتلين أجانب كانوا يقاتلون في صفوفها بجبال قنديل على الحدود التركية العراقية مستمرة"، ولافتاً إلى أنه "يتم جلب الأجانب عن طريق الحدود إلى داخل سورية، وخصوصاً إلى المناطق الشمالية (عفرين وكوباني)، حيث تتركز معظم المعسكرات التابعة للحزب".
تنفيذ أجندات
وأوضح المعارض الكردي أن عددا من الأجانب الذين التحقوا بـ"الاتحاد الديمقراطي" يعملون لصالح أجندات أو استخبارات خارجية، "انضموا إلى الحزب حتى يتمكنوا من معرفة الواقع على الأرض بشكل دقيق"، مؤكدا أن "أعداد الأوروبيين والأميركيين والقارات الأخرى تتراوح، وفق المعلومات المتوفرة، بين خمسين إلى مائة متطوع".
وأشار إلى أنّ "ذلك العدد لا يشمل المقاتلين من الجنسيتين التركية والإيرانية، فهم يشكلون أصلا غالبية عناصر الحزب وقياداته".
وعن عدد القتلى، أشار إلى أن "معظم الإحصائيات غير دقيقة، كون العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي ينتهجان الأسلوب نفسه في إخفاء المعلومات، وعدم الاعتراف بأي خسارة، وعدم التصريح بعدد القتلى إلا في الحالات الضرورية أو لهدف دعائي ما"، على حد قوله.
معاملة مميزة
وتطرق شندي إلى رواتب المقاتلين الأجانب لافتاً إلى أنهم "يتقاضون رواتب جيدة بالمقارنة مع غيرهم من المقاتلين المحليين، ومأكلهم مختلف، والاهتمام بهم أكبر من المقاتلين الآخرين، ولا توجد لهم معسكرات خاصة، بل يتمركزون في المعسكرات ذاتها، لكنهم يتنقلون ضمن حماية قوية خاصة بهم".
وتعتبر الولايات المتحدة قوات "الاتحاد الديمقراطي" حليفة لها، ولا تعترض على وجود مقاتلين أجانب في صفوفها.
وأكد المعارض ذاته أن "واشنطن، وبعد خسارتها للكثير من المقاتلين في الحروب التي خاضتها ضد ما يسمى "الإرهاب في أفغانستان والعراق"، ليس لديها مانع من حيث المبدأ من مشاركة بعض المقاتلين الأجانب في القتال بالشرق الأوسط"، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، تحدث مصدر مقرب من "حماية الشعب"، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "بعض المقاتلين الأجانب من ذوي الشهادات والخبرات العلمية والعسكرية، ويحظون بمعاملة مختلفة، وبعضهم يعمل كمدرب للمقاتلين المحليين، وهناك عدد منهم عاد إلى بلاده".
وأكد أن "قرابة مائة أميركي يقاتلون في صفوف المليشيا في سورية، ومعظمهم من المقاتلين القدامى في صفوف الجيش، إضافة إلى ما يقارب 150 مقاتلا قدموا من قرابة 25 دولة، من بينها ألمانيا، وبريطانيا، ومصر، واليابان، والصين، والعراق، وإيران، وتركيا، وكندا، وأستراليا، والنرويج، وهولندا، وسلوفينيا، وروسيا، وقتل منهم 10 عناصر حتى الآن".
وأوضح أنه "تم التأكد من مقتل ثلاثة أميركيين، وسلوفيني، وبريطاني، وألماني، وأسترالي، ومصري، وكندي، إضافة إلى عشرات الإيرانيين والأتراك ممن كانوا موجودين في صفوف الوحدات"، مضيفا أن "أغلب المقاتلين قدموا إلى سورية عبر إقليم كردستان العراق، من خلال وسطاء تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني".
وشدد "على وجود مقاتلين قدموا من إسرائيل مروا عبر تركيا، ومنهم من عاد أيضا إلى هناك، دون مساءلة".
ويتوزع المقاتلون الأجانب حاليا في جبهات الحسكة والرقة، حيث تدور معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وفي منطقة منبج شمال حلب حيث المعارك مع "الجيش السوري الحر" والجيش التركي، وفق المصدر.