المغرب 2017: مثل مشهد سينمائي مكرّر

المغرب 2017: مثل مشهد سينمائي مكرّر

31 ديسمبر 2017
عبد اللطيف اللعبي، تصوير: سيريل شوباس
+ الخط -

يبدو الواقع الثقافي المغربي في السنوات الأخيرة وكأنه عجلة تدور (في مكانها)، لترفع معها في كل مرة حدثاً، تجعل منه الأكثر تداولاً وصخباً، قبل أن يأتي الدّور على أحداث أخرى، دون أن تتقدم "عربة" الثقافة المغربية إلى الأمام، ومن غير أن تخرج من مشاكلها المعتادة. العام الذي نودّعه، لم يحد عن هذه القاعدة إلا في تفاصيل صغيرة.

في الفن السابع، لأوّل مرة منذ ستة عشر عاما، مرّ عام السينما المغربية دون تنظيم فعاليتها الكبرى؛ "مهرجان مراكش الدولي للسينما"، بعد أن أعلنت مؤسسة المهرجان أن "هذا القرار يأتي لتمكين المهرجان من مواصلة مهمته المتمثلة ليس فقط في النهوض بالصناعة السينمائية المغربية، ولكن أيضاً للانفتاح على ثقافات أخرى وعلى الواقع الذي لا محيد عنه لعالمية الفن السابع". فهل تعيد سنة من الراحة والمراجعة للمهرجان بعضاً من عافيته؟

في السينما أيضاً، شهدت هذه السنة عودة أسماء وازنة للوقوف خلف الكاميرا؛ فقد عاد المخرج حكيم بلعباس بفيلمه "عرق الشتا"، وفوزي بن سعيدي بفيلمه "وليلي" كما حافظ هشام العسري على حضوره اللافت بفيلمه "ضربة في الرأس" الذي يتناول بشكل كوميدي، أحداثاً سياسية مهمة في ثمانينيات القرن الماضي، ويركّز بشكل ما على علاقة السلطة بالناس في "مغرب الحسن الثاني".

من الأحداث الثقافية المرتبطة بالراهن السياسي، البيان الذي وقعه مئات المثقفين في المغرب وخارجه، بناء على دعوة من الشاعر عبد اللطيف اللعبي، والذي يتبنى مطالب الحراك الاجتماعي في منطقة الريف شمال المغرب، ومما جاء فيه: "نعتبر الوقت قد حان ليتجند كل الديمقراطيين الذين يحملون المغرب في قلوبهم، للتنديد بانحراف السلطات المغربية الأمني، وبالقمع الذي لا يتوقف ضد محتجي الريف". وقد أسست على إثر النداء والتفاعل الذي تلقّاه، ''لجنة تنظيم لقاء دعم حراك الريف''.

وكان اللعبي قد كُرّم الصيف الماضي في المكسيك، بمنحه "الجائزة الدولية للشعر: عصر ذهبي جديد" عن مجمل أعماله الشعرية، وهو تكريم كان من المأمول أن يأتي من بلده المغرب أو من محيطه العربي.

وفي 2017 وصلت حرائق "اتحاد كتاب المغرب" إلى داخل البيت. إذ أخرجت الكاتبة ليلى الشافعي وهي عضو المكتب التنفيدي للاتحاد، بياناً مفصّلاً يحمل اتهامات قويّة لرئيس الاتحاد الحالي، تحدثت فيه عما سمّته "فساداً مالياً"، وعن "فضائح جنسية"، قبل أن يكون بيان الردّ عليها بطردها من الاتحاد (المنتهية ولايته، والمؤجلة انتخاباته، بدون أسباب تبرّر ذلك).

أضيف إلى بيان الشافعي إصدار "اتحاد الكتاب العرب" (وواقعه ليس أفضل حالاً) بياناً شكلياً، اعتبر فيه تأجيل انتخابات تفرز رئيساً لـ"اتحاد كتاب المغرب" قد "تجاوز حدّه"، وهو ما اعتبره رئيس الاتحاد المغربي "تدخلاً في شؤون الغير".

لم ينته عام الثقافة المغربية بمشاكل الاتحاد، بل انتقل أيضاً إلى "الناشرين المغاربة" الذين أصدروا بلاغاً "يناشدون" فيه "وزارة الثقافة" صرف مستحقات دعمها للكتب المطبوعة، بناء على اتفاق معهم يقضي بدعمها كل سنة عدداً من الإصدارات، لكن الجميع هذه السنة "تفاجأ" بتوقف الدعم، بالإضافة إلى عدم صرف دفعات تعود إلى السنتين الأخيرتين أيضاً.

مشكل الدّعم لم يقتصر على قطاع الكتاب لوحده، بل وصل صداه إلى أبي الفنون، فـ"وزارة الثقافة" التي خطّت السنة الماضية برنامجاً "شاملاً" لتطوير أداء المسرح المغربي، عن طريق تخصيص ميزانية مالية مهمة لدعم 22 فرقة مسرحية، هي نفسها التي ستجمده بدعوى "إعادة النظر في المشاريع المدعومة والعقود المبرمة"، وهو ما دفع المسرحيين المغاربة إلى تنظيم وقفات احتجاجية، قبل أن تقطع الوزارة وعداً بالإسراع في "تنفيذ" التزامها.

المساهمون