أعطى العاهل المغربي محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إشارة انطلاق أول خط من "البراق"، الذي يعتبر أسرع قطار في القارة الأفريقية، حيث استقل الرجلان، اليوم الخميس، القطار من مدينة طنجة باتجاه العاصمة الرباط، التي شهدت تدشين محطتها الجديدة.
ويعتبر الخط الجديد الذي يصل الدار البيضاء بطنجة، الأول ضمن مشروع يستهدف خلق شبكة من القطارات الفائقة السرعة على مسافة 1500 كيلومتر في المملكة.
وسيفتح الخط الجديد أمام مستعمليه من المسافرين في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث ينتظر أن ينقل القطار فائق السرعة 6 ملايين مسافر في 3 أعوم، عوض 3 ملايين بالنسبة للقطارات الكلاسيكية.
وينتظر أن يعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية، غداً الجمعة، أسعار التذاكر المعتمدة بالنسبة للقطار الجديد، الذي يسير من طنجة إلى الدار البيضاء مروراً بمدينتَي القنيطرة والرباط.
وسيقطع القطار الجديد المسافة الفاصلة بين طنجة في الشمال والدار البيضاء في الغرب، خلال ساعتين فقط بدلاً من 5 ساعات بالنسبة للقطارات الكلاسيكية، بسرعة تصل إلى 320 كيلومتراً في الساعة.
وكلف مشروع القطار ملياري يورو، بزيادة بنسبة 15% عن الكلفة التي تم تقديرها للمشروع قبل 10 أعوام، حيث تؤكد وزارة النقل أن تلك الكلفة جاءت أقل بكثير من التكاليف الأوروبية.
وساهمت فرنسا عبر قروض بـ51% من كلفة المشروع، بينما تم توفير 21% عبر صناديق عربية و28% من موازنة الدولة المغربية.
ويأتي حضور الرئيس الفرنسي حفل التدشين، نظراً للدور الذي لعبته الشركات الفرنسية في المشروع، فقد كانت مساهمة مجموعة "ألستوم" الفرنسية حاسمة في إنجاز القطار الجديد، حيث أتاحت 12 عربة من طابقين تتسع لـ533 مسافرا.
وكان يُفترض تشغيل القطار عام 2015، غير أن تعثر الأشغال بسبب استملاك الأراضي الواقعة في مساره استدعت الانتظار حتى عام 2018.
ويُنتظر أن يساهم القطار الفائق السرعة في دعم التكاملات بين القطبين الاقتصاديين الممثلين بالدار البيضاء وطنجة، علماً أن هذه الأخيرة تُعد ثاني قطب اقتصادي في المملكة، بما يتوفر لديها من أول ميناء في القارة الأفريقية والمنطقة الصناعية التي تجذب فاعلين عالميين في الصناعية، مثل "رينو" الفرنسية.
ويتطلع المغرب عبر هذا المشروع إلى دعم الوضع الذي يتطلع إليه، باعتباره مركزا استثماريا وازنا في القارة الأفريقية.
ولم يسلم هذا المشروع من انتقادات، فقد اعتبر البعض أن هناك أولويات أخرى أكثر إلحاحاً تتعلق بالتعليم، مثلاً.
ودعا البعض إلى تركيز استثمارات المكتب الوطني للسكك الحديدية على القطارات الكلاسيكية والتأخيرات التي تعرفها مواقيتها، عوض التوجه الرامي إلى الاستثمار في القطارات الفائقة السرعة.
وقد أفضى الانطلاق الرسمي للقطار فائق السرعة إلى ارتباك في حركة القطارات في المغرب، حيث توقفت تلك الرابطة بين الرباط والدار البيضاء بين العاشرة صباحا والخامسة بعد الظهر اليوم الخميس.