المغرب: صفحات فيسبوكية تهدد بتسريب امتحانات البكالوريا

ونشرت، صباح أمس، مجموعة من الصفحات الفيسبوكية، صورًا للمواضيع التي تم طرحها، في حين توالت عبر التعليقات مجموعة من الحلول من قبل متابعي هذه الصفحات، كصفحة "تسريبات" التي نشرت امتحان مادة العلوم الفيزيائية بدقائق بعد انطلاقه.

وتحصد هذه الصفحات نسبةً كبيرة من الإعجابات، إذ تعتبر الصفحة التي تحمل اسم "تسريبات" أكبرها، وتمكنت من حصد أكثر من 54 ألف متابع، فيما تجاوز عدد التعليقات على صور الامتحان المسرب في مادة الفيزياء مئات التعليقات، حمل جلها إجابات مفصلة للأسئلة.

وعقب كل تسريب، وبعد انتهاء الامتحان، يعمل مدراء هذه الصفحات والمشرفون عليها على حذف منشوراتهم خوفًا من الملاحقة القضائية، داعين التلاميذ إلى العمل على إرسال صور لمواضيع الامتحان، والمتابعين إلى إرسال الحلول عبر التعليقات.

وفي مقابل الصفحات التي لم تبالِ بتحذيرات الحكومة، قررت أخرى في اللحظات الأخيرة ألا تنشر الامتحانات، معلنة أنها تلقّت تحذيرات وتنبيهات جعلتها تعدل عن مخططها في آخر اللحظات، من بينها صفحة تحمل اسم "تسريبات امتحانات البكالوريا 2016"، والتي كتب مديروها إعلانا مفاده: "ربما لن نقوم بتسريب امتحانات البكالوريا، لأنه وصلتنا تهديدات من أشخاص في السلطة"، قبل أن تضيف: "كل هذا لا نجني من ورائه شيئًا سوى الابتسامة على وجوه الأمهات".

Facebook Post

ولم تكتفِ الصفحات المساعدة على الغش في امتحانات البكالوريا بنشر صور الامتحانات وإجاباتها، بل وصل الأمر إلى الترويج لبيع بعض الوسائل المساعدة على الغش، من قبيل سماعات دقيقة للأذن، يتم الاستعانة بها لإجراء اتصالات هاتفية من داخل الامتحان، ومحاولة سماع إجابات الامتحانات من خلالها.

كما تم من خلال هذه الصفحات "الاستهزاء" بالتحذيرات الحكومية، ونشر صور مفبركة لعملية الحراسة، يتم خلالها الاستعانة بعناصر الشرطة.

Facebook Post

من جهة أخرى، أفادت مصادر في وزارة التربية الوطنية "العربي الجديد"، بأنه تم إلقاء القبض أمس على بعض من قاموا بتصوير الامتحانات، معلنةً أن حالات الغش والتسريبات تبقى متواضعة، مقارنة مع السنوات الماضية.

إلى ذلك، عممت المديرية العامة للأمن الوطني بيانًا أكدت من خلاله أنه تم إلقاء القبض على أشخاص قاموا بإنشاء صفحات فيسبوكية، الهدف منها تسريب امتحانات البكالوريا، وذلك في كل من مدن الرباط وسلا وفاس وسيدي سليمان وتارودانت وبيوكرى.

وأورد البيان أنه تم، خلال الأسبوع الماضي، إحالة حوالي تسعين شخصا إلى السلطات القضائية المختصة بتهم محاولة تسريب الامتحانات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وباستخدام التقنيات الحديثة.

وتعد محاولات تسريب امتحانات البكالوريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة باتت تنتشر في المغرب خلال السنوات الأخيرة، ووصل الأمر، خلال السنة الماضية، إلى حد إعلان الوزارة عن ضرورة إعادة بعض الاختبارات.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني قد أعلنت، قبل أشهر، عن وضع نظام إلكتروني لتحصين الامتحانات من أي تسريبات محتملة، إضافة إلى اتخاذ تدابير من طرف مفتشية الشؤون التربوية للوزارة، من أجل مراجعة منظومة الامتحانات.

وتجري امتحانات السنة الثانية من البكالوريا في المغرب، ابتداء من أمس الثلاثاء وحتى يوم غد الخميس، بعدما أنهى تلاميذ السنة الأولى من البكالوريا امتحاناتهم الأسبوع الماضي.​