المغرب: العقارات الأكثر استقطاباً لأموال المغتربين

المغرب: العقارات الأكثر استقطاباً لأموال المغتربين

14 اغسطس 2016
العقارات تستقطب أكثر من ثلث أموال المغتربين (Getty)
+ الخط -


يسعى المغتربون المغاربة إلى تنويع استثماراتهم في المملكة، لكنّ العقارات ما زالت تغري أكثر المغتربين، الذين يصل عددهم إلى أكثر من خمسة ملايين نسمة.
وتظهر دراسة رسمية، أن العقارات تحظى بنحو 40% من استثمارات المغتربين المغاربة، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لخلق أدوات استثمارية جاذبة لأموال المغاربة في الخارج.

وبحسب الدراسة التي أعلنها الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، يأتي الاستثمار في الزراعة وشراء الأراضي الزراعية في المرتبة الثانية بنسبة 25% بعد الاستثمار في العقارات من قبل المغتربين المغاربة، تليه التجارة بنسبة 22%، والخدمات والمطاعم بنحو 13.8%.
وأضحت قطاعات أخرى، غير العقارات والتجارة والخدمات، تثير اهتمام المغتربين عند الرغبة في الاستثمار في بلدهم، مثل الصناعة والتنمية المستدامة، والتكنولوجيا الحديثة، غير أن المبادرة في هذه القطاعات، ما زالت في بدايتها، فيما يعبر 72 % من المغتربين المغاربة، عن تطلعهم إلى الاستثمار في مشاريع منتجة للقيمة المضافة.

ويسعى المغرب إلى إغراء المغتربين بالاستثمار في بلداهم، عبر تقديم وعود بتذليل الصعوبات، التي يشكون منها، والمرتبطة بشكل خاص ببطء الإجراءات الإدارية، و ارتفاع الضغط الجبائي (الضريبي)، وتردد المصارف في التجاوب مع طلبات الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات.
وأنشأ المغرب قبل خمسة أعوام صندوقاً لمواكبة مشاريع المغتربين، في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات لخلق آليات لجذب أموال المغتربين، كي يتم استثمارها في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

ويرصد الصندوق 500 ألف دولار، كدعم للمستثمرين من المغاربة، الذي يقيمون في الخارج، حيث يتخذ ذلك المبلغ شكل منحة بهدف تشجيعهم على إقامة مشاريع في المغرب.
وتحدد في المغرب يوم العاشر من أغسطس/آب من كل عام، يوماً وطنياً للمهاجر.
وتساهم تحويلات المغاربة المغتربين في دعم رصيد المملكة من النقد الأجنبي، إذ تفضي بالإضافة إلى إيرادات السياحة والاستثمارات الأجنبية، إلى ضمان توازن الحساب الخارجي.
وحوّل المغتربون المغاربة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة في العام الماضي 2015 نحو 6.4 مليارات دولار، حيث يتبوأ المغاربة المركز الثالث في المنطقة العربية بعد تحويلات المغتربين المصريين واللبنانيين.

وتساهم تلك التحويلات في تلبية احتياجات أسر المغتربين، إذ يوجه نحو 75% منها للأسر، في الوقت الذي تساهم فيه أيضا في تغذية سيولة المصارف، على اعتبار أنها تمثل ما بين 25% و45% لدى المصارف الكبيرة، التي أحدثت فروعاً ومكاتب في البلدان الأوروبية التي تشهد حضوراً كبيراً للمغتربين المغاربة.
ويحرص المغاربة المقيمون في الخارج، على زيارة المملكة في هذه الفترة من العام، ويساهمون إلى جانب تحريك قطاعات استثمارية عدة في إنعاش الطلب الداخلي على السياحة، خاصة في سياق متسم بتراجع الوافدين الأجانب، من جراء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية ودول أوروبية أيضا مثل فرنسا وألمانيا.

وينشّط السياح المحليون السياحة المغربية، ويساهمون بحسب وزارة السياحة، في إيرادات تصل إلى 3.1 مليارات دولار، ويقضون 5.3 ملايين ليلة سياحية في الفنادق المصنفة، مما يدفع وزارة السياحة إلى المراهنة على العروض التي تقدم لهم في هذا الصيف.
ويتضح في الربع الأول من العام الجاري، أن تراجع السياح الوافدين إلى المغرب، جاء من الأسواق التقليدية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بينما ارتفع قليلاً عدد السياح القادمين من بلجيكا وإسبانيا وهولندا. وأظهرت بيانات وزارة السياحة أن هذا التراجع بلغ 7.7%.