المغرب: ارتفاع معدلات البطالة ووعود حكومية بتوفير الوظائف

المغرب: ارتفاع معدلات البطالة ووعود حكومية بتوفير الوظائف

25 فبراير 2018
أخنوش وعد باستحداث مليوني وظيفة حتى عام 2025(Getty)
+ الخط -

ترتفع معدلات البطالة بين الشباب المغربي خاصة من خريجي الجامعات، في الوقت الذي يؤكد مراقبون على عدم ملاءمة التكوين لمتطلبات سوق العمل، كما يشكك البعض في الوعود والخطط المعلنة لاستحداث فرص عمل للعاطلين.

ويشدد الاقتصادي محمد الرهج على أن شيوع الشركات العائلية والمتوسطة والصغرى، لا يساهم في الاستجابة لانتظارات خريجي الجامعات بالمغرب، بينما يرى الاقتصادي محمد الشيكر أن البطالة بين خريجي الجامعات لا ترتبط بطبيعة التكوين (التأهيل التعليمي) الذي يستفيدون منه، مشيرا إلى أن الاقتصاد المغربي يستوعب من لا يتوفرون على مؤهلات فنية.

وبينت تقارير محلية ودولية عدم كفاية النمو الاقتصادي الذي لا يخلق فرص عمل كافية، رغم حجم الاستثمارات التي تنجزها الدولة.

ويعتقد مراقبون أن هشاشة النمو المرتهن في جزء حاسم منه للزراعة، لا يساعد على الاستجابة لانتظارات الباحثين عن عمل، في الوقت نفسه، شرع اقتصاديون في التنبيه إلى صعوبة المراهنة في المستقبل على الصناعة من أجل محاصرة البطالة بسبب التوجه نحو توظيف الروبوتات أكثر.

مليوني فرصة عمل

وفي السياق، وعد وزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش، بإحداث مليوني فرصة عمل في حلول 2025 وتأهيل مليون شاب من أجل مساعدتهم على الحصول على فرص عمل.

وشدد أخنوش في معرض، حديثة أمس السبت بمدينة أكادير، عن العرض السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على ضرورة التركيز من أجل توفير فرص عمل بالمغرب على قطاع الخدمات.

غير أن الوزير الذي يعتبر حزبه طرفا في الائتلاف الحكومي الذي يقوده سعد الدين العثماني، رأى أنه يمكن بالإضافة إلى الخدمات ذات الصلة بالسياحة والصناعة التقليدية وخدمات القرب، التركيز على الصناعات من قبيل النسيج والطيران والسيارات.


كما اعتبر أنه يمكن في سبيل إتاحة فرص العمل، تشجيع المبادرة الذاتية والسعي في المدن التي تضم مائة ألف نسمة من السكان، من أجل خلق تعاونيات مهنية تتيح توفير فرص عمل.

 أخنوش، الذي يتولى حزبه حقائب وزارات الاقتصاد والمالية والصناعة والتجارة والاستثمار والشباب والرياضة، لفت أيضاً إلى أن بعض السياسات السابقة لم توفق في معالجة هموم الناس، مبيناً أن البطالة زادت عوض أن تتراجع.

وكان وزير الصناعة والتجارة والاستثمارات، مولاي احفيظ العلمي، الذي ينتمي لنفس حزب وزير الزراعة، قد أكد أن المملكة في حاجة إلى خلق مليون وخمسمائة ألف فرصة عمل في الأعوام العشرة المقبلة.

ووصل معدل البطالة في العام الماضي إلى 10.2%، لكنها ترتفع بين الشباب
إلى 26.5 % وذلك في الفئة البالغة من العمر بين 15 و24 عاما، وهو معدل يقفز إلى 42.8 % في المدن.

وتتوقع المندوبية السامية للتخطيط، أن يتراجع معدل النمو في العام الحالي إلى 2.8 %، مقابل 4% في العام الماضي، مما يعيق خطط الحكومة لمحاصرة البطالة التي يتوقع أن تصل إلى 10.5%.

وتشير المندوبية إلى أن عدد العاطلين في العام الماضي، وصل إلى 1.21 مليون، بينما يستقبل السوق سنويا 200 ألف شخص في سن النشاط.

وتلاحظ دراسة للمندوبية السامية للتخطيط والبنك الدولي، أن البطالة تمس أكثر، الحاصلين على تعليم عالٍ، حيث تبلغ 25%، بينما تصل إلى 4.7% بين غير الحاصلين على شهادات.

وتتطلع الحكومة إلى خفض معدل البطالة إلى 8.5% في أفق 2021، حيث تراهن على إحداث 200 ألف فرصة عمل، عبر مساهمة القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والجماعات المحلية.

وأحدثت الحكومة لجنة وزارية عهد إليها بوضع التوجهات الاستراتيجية للحكومة في مجال التشغيل، بهدف دعم خلق فرص العمل، وملاءمة التكوين الجامعي والفني مع حاجيات سوق العمل، والتكوين من أجل الإدماج في تلك السوق.

ووعدت الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني بتحسين ظروف عمل الشركات كي تركز على خلق الثروة وتوفير فرص العمل، وحثت على مراجعة آلية الوساطة في سوق العمل وربط الامتيازات التي تمنح للقطاعات الإنتاجية بخلق فرص العمل.

المساهمون