المغرب..السياح المحليون يواجهون ارتفاع الأسعار

المغرب..السياح المحليون يواجهون ارتفاع الأسعار

09 اغسطس 2016
أحد الشواطئ في مدينة الرباط بالمغرب (فرانس برس)
+ الخط -
في الساحة المقابلة لمحطة القطار بمدينة طنجة في (شمال المغرب)، يقف سائقو التاكسيات، يعرضون خدماتهم على المسافرين الراغبين في مواصلة رحلتهم إلى مدينة مارتيل الشاطئية.
المسافرون الذين يقبلون بالعرض، يدخلون في مساومات طويلة، مع أصحاب التاكسيات، حول سعر الرحلة، الذي ارتفع في هذه الأيام بحوالى 30% إلى مدينة تطوان، التي تبعد بحوالى 50 كيلومتراً عن مدينة طنجة.
إقبال كبير على مدن تطوان، مارتيل، الفنيدق والمضيق، والطلب كبير على الفنادق والإقامات الشاطئية، من قبل الأسر المغربية القادمة من غرب ووسط المملكة.
ويلاحظ عبد الرحمن المنتصر، القادم من مدينة الدار البيضاء إلى تطوان رفقة زوجته وابنيه، أن الأسعار مرتفعة. لا يستطيع الحديث عن نسبة الزيادة، لكن بحكم التجربة، يدرك أن الأسعار ارتفعت في الفنادق والمطاعم.

غير أن المنتصر يبدو متفهماً للزيادات التي تعرفها الأسعار في شهر أغسطس/آب في العديد من المدن بالمغرب، فهو يرى لجوء العديد من الأسر إلى السفر في نفس الفترة من العام، يشجع مقدمي الخدمات في الفنادق والمطاعم على رفع الأسعار، بل العديد من أصحاب المحلات التجارية، ينتظرون تلك الفرصة من أجل الحصول على إيرادات قد تمثل نصف إيراداتهم خلال عام كامل.
لا يختلف الوضع في مراكش، عما لاحظته "العربي الجديد"، في تطوان، والفنيدق، مارتيل، والمضيق. فقد زادت أسعار النقل إلى المناطق الجبلية المجاورة بحوالى 40%.
وانتعشت أسعار الفنادق والإقامات، التي كثر عليها الإقبال في أول مدينة سياحية بالمغرب.
ويذهب بوعزة الخراطي، رئيس الفيدرالية المغربية لحقوق المستهلك، إلى أن الأسعار تعرف في هذه الفترة من العام ارتفاعاً يصل في بعض الأحيان إلى 20%.



غير أنه يؤكد على أن السلع والخدمات، غير المدعمة أو غير المقننة أسعارها، تخضع لقانون حرية الأسعار والمنافسة التي تحدد حسب العرض والطلب.
ويوضح الخراطي على أن تدخل السلطات المختصة، يقتصر في هذه الحالة، على التأكد من إشهار لائحة الأسعار، كما يفترض فيها أن تتدخل من أجل التحقق من احترام معايير الجودة وقمع الغش.
ويُنشّط السياح المحليون السياحة المغربية، حيث يساهمون، حسب وزارة السياحة، بإيرادات تصل إلى 3.1 مليارات دولار، ويقضون 5.3 ملايين ليلة سياحية في الفنادق المصنفة، مما يدفع وزارة السياحة إلى المراهنة على العروض التي ستقدم لهم في هذا الصيف.

ويعول المغرب كثيراً في العام الحالي على الأسر المحلية من أجل تنشيط السياحة في سياق تأثر هذا القطاع بالعمليات الإرهابية التي عرفتها فرنسا وألمانيا.
وكان لحسن حداد، وزير السياحة المغربي، عبر قبل أشهر، عن تطلع إلى رفع تلك المساهمة إلى ما بين 4 و5 مليارات دولار في الخمسة أعوام المقبلة.
ويسعى المغرب إلي رفع ليالي مبيت السياح المحليين من 27 إلى 40%، وهو ما يستدعي، كما يؤكد ذلك المكتب الوطني المغربي للسياحة، إحداث عرض فندقي يراعي القدرة الشرائية للأسر المغربية وتوفير قرى سياحية بأسعار لا تتجاوز 50 دولاراً للأسرة الواحدة في الليلة.

وكانت دراسة أنجزتها وزارة السياحة، وشملت حوالى 25 ألف مستجوب، ذهبت إلى أن رحلات السفر التي ينفذها المغاربة بدافع الترفيه ارتفعت بين 2010 و2014 من 35 إلى 45%، وهي نسبة تصل إلى 52% لدى سكان المدن، بينما تبلغ 39 في المائة عند سكان الأرياف.
وأوضحت الدراسة، أن السياح المحليين يفضلون السفر مع الأسرة، مشيرة إلى أن الطلبة والموظفين والتقنيين هم الأكثر تنقلاً، حيث تتراوح النسبة بين 61 و82%، فيما يبدو حظ المتقاعدين من السفر ضعيفاً، على اعتبار أنه لا يتعدى 44%، حسب الآراء التي توصلت إليها الدراسة.

ورغم تسجيلها أرقاماً أفضل من دول الجوار العربي في القارة الأفريقية، إلا أن صناعة السياحة المغربية سجلت تراجعاً طفيفاً خلال العام الجاري لأسباب إقليمية ودولية أهمها تفجيرات أوروبا (باريس وبروكسل)، والمنافسة التي تنفذها دول مثل إسبانيا وتونس وتركيا.
وتظهر أرقام صادرة عن وزارة السياحة المغربية، أن عدد السياح الذين زاروا البلاد خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، شهد تراجعاً بنسبة 0.8٪ مقارنة مع الفترة المناظرة من العام الفائت.

وبلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب، 2.746 مليون سائح مقارنة مع 2.767 مليون خلال نفس الفترة من السنة الماضية بهبوط يبلغ 21 ألف سائح.
وقالت وزارة السياحة إن مداخيل قطاعها بلغت 21.5 مليار درهم (2.1 مليار دولار) خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، بارتفاع قدره 6.4% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأرجع محمد نظيف، الأستاذ الجامعي المتخصص في المجال السياحي، تراجع معدل السياح الذين يزورون بلاده مؤخراً، إلى المنافسة الكبيرة للدول المجاورة وتوفيرها لعروض بجودة كبيرة وأسعار منخفضة.

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول التركية، أن "هناك منافسة كبيرة للمغرب من طرف العديد من دول المنطقة كتونس وإسبانيا وتركيا، التي تعتمد عروضاً لاستقطاب عدد من جنسيات السياح".
وبحسب إحصاءات وزارة السياحة المغربية، تراجع معدل السياح الفرنسيين (يتصدرون السياح الذين يزورون المملكة)، إضافة إلى تراجع السياح القادمين من كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، مقابل ارتفاع القادمين من كل من الولايات المتحدة الأميركية وهولندا.