المعارضة تشنّ هجوماً بدعم تركي ضد النظام بريف إدلب

المعارضة السورية تشنّ هجوماً بدعم تركي ضد النظام في ريف إدلب

04 مارس 2020
دخلت تعزيزات عسكرية للجيش التركي إلى سورية(عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
شنّت فصائل المعارضة السورية المسلّحة وفصائل أخرى، اليوم الأربعاء، هجوماً معاكساً على قوات النظام السوري في محاور سراقب شرق إدلب، وذلك تحت غطاء مدفعي وجوي تركي، فيما وسع الجيش التركي من دائرة استهدافه لقوات النظام السوري لتصل إلى محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير" لـ"العربي الجديد"، إنّ مقاتلي المعارضة وبقية الفصائل شنوا هجوماً معاكساً على قوات النظام، على محاور مدينة سراقب شرق إدلب، مشيرة إلى أنّ معارك عنيفة تدور بين الطرفين، في المحور الشمالي الغربي للمدينة.
وأضافت أنّ المعارك تدور أيضاً على محاور جوباس وآفس شرق إدلب وشمال شرقها، في محاولة من المعارضة لإحراز تقدم في المنطقة، بدعم جوي ومدفعي من الجيش التركي.
وأوضحت المصادر أن مقاتلي المعارضة بدأوا هجوماً أيضاً من محور قرية الترنبة، ودمروا قاعدة إطلاق صواريخ ودبابة وراجمة صواريخ وقتلوا مجموعة من قوات النظام السوري.
وقالت المصادر إنّ الطيران الحربي التركي المسيَّر قصف عدة مواقع في داخل مدينة سراقب واستهدف مجموعة من الآليات والمجموعات، بالتزامن مع بدء الهجوم البري، وبموازاة رشقات من المدفعية وراجمات الصواريخ التركية.
وأضافت المصادر أنّ فصائل المعارضة فتحت محوراً آخر للقتال في أطراف بلدتي العنكاوي والسرمانية بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بهدف منع النظام من إرسال تعزيزات إلى محاور سراقب.
وقُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري، ليل أمس الثلاثاء، بضربات من طائرات تركية مسيَّرة استهدفتها في ريفَي حلب وإدلب، عقب قصف قوات النظام لنقطة تركية في ريف إدلب.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية المسلحة لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران التركي المسيَّر قصف رتلاً لقوات النظام السوري شمال مدينة سراقب، ما أدى إلى تدمير عدد من آلياته، وقتل وجرح مجموعة من عناصر قوات النظام. وأضاف أنّ الطيران التركي قصف موقعاً لقوات النظام يُعتقد أنه مستودع للذخيرة على محور بلدة الشيخ علي في ريف حلب الغربي، وضرب راجمتي صواريخ على محور بلدة كفر حلب أيضاً في ريف حلب الغربي، موقعاً خسائر بشرية.
وأوضحت المصادر أنّ الضربات التركية جاءت بعد قصف مدفعي من قوات النظام السوري طاول نقطتين للجيش التركي في ناحية سراقب شرق إدلب، وأدى إلى خسائر بشرية.
وتحدثت المصادر عن مقتل أربعة وجرح قرابة عشرة من عناصر الجيش التركي بقصف من قوات النظام طاول نقطتين للجيش التركي في شرق مدينة إدلب وجنوبها أيضاً.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت مقتل عنصر وإصابة تسعة آخرين من الجيش التركي، بقصف من النظام السوري، مشيرة إلى أنه جاء الردّ بقصف 82 موقعاً للنظام.

وفي بيان ثانٍ، تحدثت الوزارة عن مقتل جنديين تركيين وإصابة ستة في هجوم لقوات النظام في منطقة إدلب بشمال غرب سورية.
وذكر بيان الوزارة أن الجيش التركي ردّ بعدما فتحت قوات النظام النار، ويواصل قصف أهداف.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، أنه منذ بداية العملية العسكرية ضد النظام قبل أيام، دمّر الجيش التركي ثلاث طائرات حربية وثماني طائرات هليكوبتر، وثلاث طائرات من دون طيار، و151 دبابة، و47 مدفعاً، وثمانية أنظمة دفاع جوي، واثني عشر مدفعاً مضاداً للدبابات، وأربعة مدافع هاون، وأربع وعشرين مركبة مدرعة، وسبع وعشرين مركبة مدرعة قتالية، إضافة إلى أربع وثلاثين مركبة بيك آب مسلحة، وستين مركبة عسكرية، وعشرة مستودعات للذخيرة، فضلاً عن تحييد 3138 عنصراً من عناصر النظام.

وأضافت المصادر العسكرية لـ"العربي الجديد"، أنه على الرغم من الضربات الجوية التركية، لم تتوقف قوات النظام عن القصف، واستهدفت محاور بنش وسرمين بالمدفعية والصواريخ والطيران الحربي.
وتزامن ذلك مع دخول تعزيزات عسكرية للجيش التركي من معبر كفرلوسين الحدودي في ريف إدلب الشمالي، ووصلت تلك التعزيزات إلى النقاط التركية في ناحية الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي المتاخم لريف إدلب.
وضمت التعزيزات آلية مدرعة ومصفحة ودبابات وراجمات ومدافع وناقلات جند، كذلك نقلت القوات التركية مجموعة من القوات، ونشرتها على محور الترنبة قرب مدينة سراقب شرق إدلب.
وكانت قوات النظام قد تمكنت، خلال اليومين الماضيين، من استعادة السيطرة على مدينة سراقب والقرى المحيطة بها، بينما حشدت المعارضة وبقية الفصائل المسلحة مزيداً من قواتها على ذلك المحور.
وتشكّل سراقب محور الصراع حالياً لأهميتها الاستراتيجية، لكونها تقع عند نقطة تلاقي الطريقين الدوليين دمشق - حلب "إم 5"، وحلب - اللاذقية "إم 4".

في غضون ذلك، قالت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي المتمركز على الحدود السورية التركية قصف بالمدفعية موقعاً لقوات النظام السوري في قرية الهواشية الحدودية بناحية الدرباسية شمال الحسكة.
وأوضحت المصادر أنه لم تتبين حجم الأضرار الناتجة من القصف، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تقصف فيها القوات التركية قوات النظام في تلك المنطقة.

ستة وثلاثون مدنياً بين قتيل وجريح
إلى ذلك، بلغ عدد ضحايا القصف الصاروخي من قوات النظام السوري على مدينة إدلب وريفها، أمس الثلاثاء، أحد عشر قتيلاً، وخمسة وعشرين جريحاً، بينهم أطفال ونساء.
وقال الدفاع المدني السوري في إدلب، إنّ القصف الجوي والصاروخي على المدينة وريفها أدى، أمس الثلاثاء، إلى مقتل أحد عشر مدنياً، بينهم ستة أطفال، بينما أصيب خمسة وعشرون، بينهم سبعة أطفال وسيدة، موضحاً أن تسعة منهم قتلوا في مدينة إدلب، بينما قُتل الباقون في بلدة شلخ.


وأضاف الدفاع المدني أن مدينة أريحا تعرضت لقصف جوي روسي أدى إلى دمار جزئي في مدرسة ومسجد ومنازل المدنيين، ولحقت أضرار بمدرسة في مدينة جسر الشغور، نتيجة القصف الصاروخي والعنقودي من قوات النظام السوري وحلفائه.
وأوضح أن فرق الدفاع المدني وثقت استهداف سبع عشرة منطقة بخمس وأربعين غارة، فضلاً عن القصف الصاروخي والمدفعي من قوات النظام، حيث طاول القصف مدينة إدلب، ومدينة أريحا، وبلدات البارة، وبليون، وأرنبة، والفطيرة، وسفوهن، وكفرعويد، وكنصفرة، وبسامس في ريف إدلب الجنوبي، وبلدات بنش، وسرمين، والنيرب، وآفس، وشلخ شرق إدلب، وجسر الشغور، وبداما غرب إدلب.



وفد أميركي يزور مخيمات حدودية مع تركيا

إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن زيارة أجراها وفد أميركي لعدد من المخيمات الحدودية مع تركيا في ريف إدلب الشمالي، وتُعدّ هذه الزيارة الأولى من نوعها لشمال غرب سورية منذ بداية الثورة ضد النظام السوري عام 2011.
وبحسب المصادر، فقد ضمّ الوفد كلاً من سفيرة أميركا في الأمم المتحدة كيلي كرافت، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، وسفير أميركا في تركيا ديفيد ساتيرفيلد.
وتحدثت المصادر عن أنّ الوفد دخل من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والتقى بممثلين عن عدد من المنظمات المحلية، من بينها منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حيث اطلع الوفد الأميركي على أوضاع النازحين والمهجرين في المنطقة.

ويشار إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين نسمة يعيشون اليوم في منطقة إدلب، أكثر من نصفهم يعيشون في المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية، وذلك بسبب العمليات العسكرية التي يشنها النظام على المدن والبلدات المأهولة.