03 مارس 2019
المسرب الخاطئ
المسرب الخاطئ

هادي ردايدة (الأردن)
يعبر هذا الزمن مراحله بسرعة، ليعطي انطباعاً واقعياً، لا يمكن ستره ولا إخفاءه عن أمة العروبة ومشعل الإسلام الحنيف. هذه الأمة التي باتت تنهش بعضها، وتستلذ بلحوم أفرادها، وتعلن اشتهاءها لها بصورةٍ تدعو إلى الدهشة والتندر، وذلك في مشهد يتكرّر كل حين ولحظة، وفي أوضاع وصور كثيرة التنوع والاختلاف، عملاً وقولا، لتعطي انطباعاً عاماً عن حالة التوهان والضعف الشديد والمرض المستعصي الذي تعاني منه هذه الأمة، التي، ولشديد الأسى والحسرة، صار الكل من أفرادها ينطق بلسانٍ منحرف عن الحقيقة، لصب جلّ غضبه على حظه العاثر، أو ذلك الطرف الخارجي المجهول الذي يوصف بالفعّال والخارق، نظرا لحجم البؤس الذي ألحقه بخصمه اللدود، "أمة النبراس والمجد القديم" التي وضعت نفسها في إطارٍ ثابت لا تقبل تغييره، إطار من الأحلام الشاسعة التي أدت إلى ربطها بحبل وثيق، واسم راسخ، أمة ذات مسرب خاطئ، اعتمدته نهجا لها في عقود حياتها الأخيرة، لتفخر دائما بأبسط الأمور وأوهنها، ولتستمر في تقطيع خيوط الترابط والتماسك الاجتماعي بين أفرادها، مشرعة ذلك المسرب الخاطئ الذي نهجته، ولا زالت، في سعي واضح إلى مادية بحتة مرفوضة في أصلها من قبل رسالة الإسلام العظيم، الذي شوّهت صورته السمحة الطاهرة بأيدي الكثير من حملة مشعله ومضمونه، قبل غيرهم من الغرباء أو المجهولين الذين تشدقوا، وبانت باقي أسنانهم، وهم يشتمون أمة العرب.
التنين المصطنع
يحكى أن أهل بلدٍ في هذا العالم الواسع كانوا يعيشون حياة هانئة طيبة بسيطة، مليئة بالمحبة والأخوة والترابط الأسري بين أهل البلد كله، يتشاركون أفراحهم وأتراحهم بنفس طيبة وأمنياتٍ صادقة. لكن، ومع تغير طبيعة الحياة عبر الزمن، بدأت تلك السمات الطيبة التي رسخت عن أهل ذلك البلد بالاختفاء التدريجي، خصوصاً مع ظهور الإشاعات الكثيرة حول ذلك التنين الهائج الذي عقد النية والعزم على الاستقرار في هذا البلد، وبسط نفوذه عليه، ومع تسارع وتيرة الأخبار والأقاويل، حتى صار الكل من أهل البلد فردياً لا جماعيا، قاطعاً لا واصلا، لصديق أو قريب، مانعاً وليس معطياً لضعيف أو مسكين باحث عن أمنه وسلامته بصورة جلية، تكرس انقلاب الحال من التماسك والتعاضد إلى حبل مقطع الخيوط إلى قطع صغيرة، يصعب توثيقها وجمعها، فساهم ذلك الوضع، وتلك الحالة المزرية، من استقواء ذلك التنين، وإصراره على الثبات في ذلك البلد، ونهب خيراته وأرزاقه. وهذا ما كان، بعد أن دخل هذا التنين المصطنع البلد الذي أراده وتمناه، بكل سهولة ورخاوة من أهله الذين فرّطوا بأعظم مبدأ حياتي للقوة والنفوذ هو "التماسك الاجتماعي" الذي يعكس، في دواخله، جميع الأخلاق النبيلة والرفيعة التي فرّط بها أصحاب البلد بها، لينتجوا بأيديهم مخلوقاً وهمياً مصطنعا، راسماً ومخططاً لمنهج حياتهم الذي صبغوه بلون مادي فردي واحد، ضيّع منظر حياتهم القديم، وألوانه الزاهية، بديعة الجوهر والمنظر .
التنين المصطنع
يحكى أن أهل بلدٍ في هذا العالم الواسع كانوا يعيشون حياة هانئة طيبة بسيطة، مليئة بالمحبة والأخوة والترابط الأسري بين أهل البلد كله، يتشاركون أفراحهم وأتراحهم بنفس طيبة وأمنياتٍ صادقة. لكن، ومع تغير طبيعة الحياة عبر الزمن، بدأت تلك السمات الطيبة التي رسخت عن أهل ذلك البلد بالاختفاء التدريجي، خصوصاً مع ظهور الإشاعات الكثيرة حول ذلك التنين الهائج الذي عقد النية والعزم على الاستقرار في هذا البلد، وبسط نفوذه عليه، ومع تسارع وتيرة الأخبار والأقاويل، حتى صار الكل من أهل البلد فردياً لا جماعيا، قاطعاً لا واصلا، لصديق أو قريب، مانعاً وليس معطياً لضعيف أو مسكين باحث عن أمنه وسلامته بصورة جلية، تكرس انقلاب الحال من التماسك والتعاضد إلى حبل مقطع الخيوط إلى قطع صغيرة، يصعب توثيقها وجمعها، فساهم ذلك الوضع، وتلك الحالة المزرية، من استقواء ذلك التنين، وإصراره على الثبات في ذلك البلد، ونهب خيراته وأرزاقه. وهذا ما كان، بعد أن دخل هذا التنين المصطنع البلد الذي أراده وتمناه، بكل سهولة ورخاوة من أهله الذين فرّطوا بأعظم مبدأ حياتي للقوة والنفوذ هو "التماسك الاجتماعي" الذي يعكس، في دواخله، جميع الأخلاق النبيلة والرفيعة التي فرّط بها أصحاب البلد بها، لينتجوا بأيديهم مخلوقاً وهمياً مصطنعا، راسماً ومخططاً لمنهج حياتهم الذي صبغوه بلون مادي فردي واحد، ضيّع منظر حياتهم القديم، وألوانه الزاهية، بديعة الجوهر والمنظر .