المسجد الأقصى... كما لم تعرفوه من قبل

المسجد الأقصى... كما لم تعرفوه من قبل

11 مايو 2015
فلسطيني يُقيم صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى (الأناضول)
+ الخط -
بمبادرة شبابية طامحة وجهود تطوعية، أطلق شبان فلسطينيون من مدينة القدس المحتلة موقعاً إلكترونياً مصوّراً بعنوان "أرشيف المسجد الأقصى المبارك"، يعتبر الأول من نوعه من حيث عرضه لصور حديثة وذات جودة عالية لكلّ معالم المسجد. ويحوي الموقع كذلك شرحاً تاريخياً لمختلف المعالم، بالاعتماد على المصادر العربية والإسلامية المشهورة.

يقوم على الموقع خمسة شبان فلسطينيين من مدينة القدس، كلّهم صديق للكاميرا ومتابع قريب لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى واعتداءاتهم في المدينة. وبإزاء الإرشاد المضلل الذي يوفره أدلاء سياحيون إسرائيليون للسياح الأجانب حول المسجد الأقصى، والدعايات الدينية اليهودية حول بناء الهيكل، تجنّد الشّبان الفلسطينيون الخمسة لضرورة التوثيق التاريخي والبصري للمسجد ومعالمهم.

عن ذلك تحدث محمد القزاز، أحد هؤلاء الشبان قائلاً: "يؤلمنا حين نرى المستوطنين يقتحمون الأقصى ويشرحون لأطفالهم كيف سيزيلون معالمه، ويحاولون بناء رواية تاريخية عن كلّ زاوية فيه وفي القدس".

ويضيف القزاز: "شعرنا أن جهودنا الفردية في تصوير معالم القدس والأقصى وتوثيقها تبقى مشتتة وبلا فائدة مرجوة إن اكتفينا فقط بنشرها في أدوات الإعلام الاجتماعي بين أصدقائنا". من هنا فكر الشّبان بمشروعهم الخاصّ الذي يجعل لجهودهم في التصوير والتوثيق صدى أكثر عمقاً وأبعد أثراً. ويشاطره الرأي عبد العفو الزغير، الذي قال بأنهم قاموا بجرد ومراجعة مختلف المواقع الإلكترونية التي تتناول الأقصى ليجدوا فيها "جهوداً مبعثرة وصوراً قديمة، ومعلومات غير مكتملة".

الموقع استغرق ما يقارب ستة أشهر من العمل لإطلاقه، قام خلالها الشّبان باستشارة المرشدين والمختصين بتاريخ مدينة القدس، وقاموا بتعداد ما يقارب 220 معلما داخل المسجد ما بين آبار ومصاطب ومحاريب وقباب وغيرها. وقد حصل الموقع في يومه الأول على أكثر من 10 آلاف زيارة. وفي سبيل إيصال الموقع لأكبر شريحة ممكنة يعمل فريق العمل على ترجمة محتواه إلى اللغتين الإنجليزية والتركية، كما يسعى لتطويره إلى تطبيق يصلح للهواتف الذكيّة.

ويسعى الشّبان من خلال موقعهم التصويري إلى "بناء مرجع إلكتروني مصوّر وجادّ حول المسجد الأقصى ومعالمه، يمكن من خلاله الوقوف على تاريخ هذه المعالم، والاطلاع على معلومات تم تدقيقها ومراجعتها وسط فوضى النشر الإلكتروني"، يشرح القزاز.

إقرأ أيضاً: "إخراس الصحافة": إسرائيل أكبر عدو للإعلام

ويضيف بأنهم يستهدفون من خلال هذا العمل طلاب الجامعات بالإضافة إلى جميع العرب والمسلمين الذين لا يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى تحت شعار: "إن لم تستطع الوصول إلى الأقصى، سنوصله إليك"، لافتاً إلى ضعف الإعلام العربي في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية وحول المسجد الأقصى، إذ ما زال كثيرون في أرجاء العالم العربي لا يميزون بين جامع قبة الصخرة والجامع القبلي، على حدّ تعبيره.

ويرى القزاز وأصدقاؤه أن "الموقف العاطفي اتجاه المسجد الأقصى لا يكفي، خاصّة أنه مؤقت مرتبط باشتعال الأحداث فيه"، ولذلك يعتبرون الأرشيف الذي أطلقوه "خطوة من أجل بناء قاعدة معرفية جادّة لا تكتفي بالعواطف، وتسعى مستقبلاً إلى بناء خطاب حقيقي يجابه الدعايات الإسرائيلية".