المساعدات العسكرية الأميركية للمنطقة العربية... هيمنة أم استقرار؟

المساعدات العسكرية الأميركية للشرق الأوسط... من أجل استقراره

03 مارس 2018
من المساعدات العسكرية الأميركية للبنان (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

 

دائماً ما كان ملف المساعدات الأمنية الأميركية للمنطقة العربية أو التي تسمى بالشرق الأوسط في غاية الأهمية، حسبما أكد كبير المستشارين في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأميركية لي ليتزنبرغر، معتبراً أن "المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة مهمة لاستقرارها، ومن أجل مواجهة المخاطر التي تشكلها التنظيمات الإرهابية والتهديدات الإيرانية"، وأشار إلى أن "المساعدات الأمنية الأميركية يجب أن تخدم أهداف السياسة الخارجية الأميركية".

وجاء كلام المسؤول الأميركي خلال ندوة نظمها "معهد الشرق الأوسط في واشنطن" بعنوان "إعادة تقييم المساعدات الأمنية الأميركية في الشرق الأوسط"، شارك فيها كل من السفيرة الأميركية السابقة في باكستان، ويندي تشامبرلين، والباحثة في مركز كارنيغي، ميشال دوون، ومارا كارلن من معهد بروكينغز، وجاستن راينولد من "كوهين غروب" وبلال صعب من "معهد الشرق الأوسط" وقد أدارت الندوة مراسلة صحيفة "واشنطن بوست"، ميسي راين.

وأشار المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن "وزير الخارجية ريكس تيلرسون، يراجع مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، برامج المساعدات الأمنية الأميركية لعدد من دول المنطقة، كي تكون تلك المساعدات في خدمة أهداف السياسة الخارجية الأميركية".

كما لفت المسؤول الأميركي إلى أنه "تمّت مراجعة المساعدات الأمنية الأميركية لكل من باكستان ومصر والسلطة الفلسطينية، في سياق إعادة تصويب أهداف تلك المساعدات"، فيما أشاد بـ"النتائج الايجابية التي حققها برنامج المساعدات العسكرية والأمنية الأميركية للجيش اللبناني، الذي تمكن بفضل المساعدة الأميركية من القيام الصيف الماضي بحملة عسكرية على الحدود مع سورية أدت إلى طرد داعش والتنظيمات الارهابية الأخرى إلى خارج الحدود اللبنانية".

وكشف ليتزنبرغر أن "المساعدات العسكرية الأميركية، التي بلغت نحو مليار ونصف المليار دولار في السنوات الماضية للبنان، لاقت استحساناً كبيراً من اللبنانيين، وأوصلت رسالة لحزب الله وايران مفادها بأن الجيش اللبناني قادر على حماية الأراضي اللبنانية وفرض الأمن والاستقرار في لبنان".


من جهتها انتقدت الباحثة مارا كارلن، التي سبق أن عملت في برنامج المساعدات الأمنية الأميركية للجيش اللبناني، ما سمته "غياب البعد السياسي عن المساعدات الأميركية وتحوّلها إلى مساعدات تقنية". وأضافت أن "المساعدات العسكرية للجيش اللبناني لا تهدف إلى دفعه الى مواجهة عسكرية مع حزب الله، الذي ما زال أقوى بكثير في العدد والعتاد والتنظيم"، متسائلة عما "إذا كان لدى الولايات المتحدة رؤية سياسية واضحة لما تريده من المساعدات العسكرية إلى دول الشرق الأوسط". وأشارت إلى "التخبط الأميركي في سورية وعلاقات واشنطن مع مليشيات وأطراف متضاربة الاتجاهات والمصالح".

ورأى الباحث في مركز بروكينغز بلال صعب، أن "المساعدات العسكرية الأميركية للدول العربية، يجب أن تكون في صلب رؤية سياسية أميركية شاملة للشرق الأوسط"، فيما استعرضت الباحثة ميشيل دوون المتخصصة بالشؤون المصرية قضية المساعدات العسكرية والاقتصادية إلى مصر، وقالت إن "على الإدارة الأميركية أن تأخذ بعين الاعتبار في مراجعتها للمساعدات، أن الأمور تغيرت بعد الانقلاب العسكري (2013)، وأن تراقب السجل السيئ لنظام عبد الفتاح السيسي في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى العلاقات المشبوهة مع كوريا الشمالية وقيامه بدعم قوات خليفة حفتر في ليبيا".

 وانتقدت الباحثة الأميركية، التي أصدرت أخيراً كتاباً عن الربيع العربي، استخدام الجيش المصري أسلحة أميركية في حملته العسكرية في سيناء ذهب ضحيتها مدنيون. كما دعت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى "وقف تسليح السعودية التي تستخدم مقاتلات أف 16 الأميركية في قصف أهداف مدنية في اليمن وتسببت بأزمة إنسانية خطيرة دون تحقيق أي هدف سياسي".


المساهمون