المريض الثاني المتعافي في العالم من "الإيدز" يكشف هويته

"مريض لندن" المتعافي من "الإيدز": "أريد أن أكون سفيراً للأمل"

10 مارس 2020
تم علاجه من الفيروس بشكل كامل (Getty)
+ الخط -
كشف أحد مرضى نقص المناعة البشرية "الإيدز" والمعروف سابقًا باسم "مريض لندن"، عن هويته للمرّة الأولى، بعد أن تم علاجه من الفيروس بشكل كامل.

وقال آدم كاستيليجو، بعد مرور عام على علاجه في مستشفى هامرسميث، إنّه يريد أن يكون سفيراً للأمل للمصابين بهذا المرض، خاصّة بعد أن قيل له سابقًا إنه لن يعيش ليحتفل بعيد الميلاد 2015.

ويعتبر كاستيليجو، البالغ من العمر 40 عاماً، الشخص الثاني في العالم، الذي شفي كلياً من فيروس نقص المناعة البشرية، بعد تيموثي راي براون المعروف باسم "مريض برلين"، أول مريض انتصر على الفيروس تماماً ليعيش حياة طبيعية منذ 12 عامًا.

وكاستيليجو من مواليد فنزويلا، لكنّه عاش في لندن منذ حوالي 20 عامًا. وكان رئيساً للطهاة في إحدى الشركات عندما تم تشخيصه بالسرطان في عام 2011، كذلك كان يعمل في وظيفة ثانية في عطلات نهاية الأسبوع لتوفير المال للسفر.

ويقول كاستيليجو في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، إنّه بعد مرور عامين على مرضه، أصبح العلاج الكيميائي شديد الكثافة ولم يعد بمقدوره الاستمرار في العمل. ويكمل:"لقد انهارت حياتي في تلك المرحلة، وفقدت وظيفتي كما لم أتمكن من تحمل دفع إيجار شقتي التي خسرتها أيضًا".

ويضيف كاستيليجو "بدأت الآن مرة أخرى، وأعيد بناء حياتي بعد أن أصبحت أقوى بشكل تدريجي. ومنحتني هذه التجربة، فرصة لاكتساب المزيد من المعرفة حول أبحاث السرطان... الآن، أتطلع إلى بناء طريق جديد كي أكون سفيراً للأمل لملايين الأشخاص حول العالم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية".

وتم الإعلان عن شفاء آدم كاستيليجو، المعروف بـ"مريض لندن"، في العام الماضي، وبعد 18 شهراً من إيقاف العلاج المضاد للفيروسات الرجعية بعد عملية زرع خلايا جذعية أو نخاع العظم لعلاج سرطان الدم. على الرغم من أنّ براون هو أول شخص يتم تطهيره من الفيروس، وكلاهما؛ براون وكاستيليجو اختبرا العلاج الكيميائي، إلا أنّ كاستيليجو تعرّض أيضاً للعلاج الإشعاعي كجزء من علاجه للسرطان.

وفي العام الماضي، تبيّن أن العلاج الإشعاعي لم يعالج السرطان بنجاح فحسب، بل إن كاستيليجو شفي أيضاً من فيروس نقص المناعة البشرية. لكنّه في ذلك الوقت، اختار أن يبقى مجهول الهوية.

وذكر كاستيليجو، الاثنين، في مقابلته مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه كان مصاباً بفيروس نقص المناعة البشرية منذ عام 2003. وقال إنّه في عام 2012، تم تشخيص إصابته بنوع محدد من سرطان الإيدز، سرطان الدم النقوي الحاد، وخضع بعد ذلك لعملية زرع خلايا جذعية.

وقال، للصحيفة، إنّه كان يشاهد التلفزيون ويدرك أنّهم كانوا يتحدثون عنه، فشعر بأنّ الأمر غريب وأنّه في وضع غير طبيعي على الإطلاق، بيد أنّه قرّر، الآن الكشف عن هويته لأنه يريد أن تكون قضيته سبباً للتفاؤل، فهو يؤمن أنّ هذا الموقف فريد من نوعه، وسيمنح الأمل للكثير من مرضى الإيدز، كما يقول.

وفي السياق، يقول البروفيسور رافيندرا غوبتا، من جامعة كامبريدج، إنّ قضية كاستيليجو "مهمّة لأنها الحالة الثانية التي يعالج فيها مريض إيدز بالكامل، وهذا يعني أن الحالة الأولى لم تكن حالة شاذّة أو صدفة".

ومن المتوقّع أن يقدّم البروفيسور غوبتا، اليوم الثلاثاء، تقرير متابعة حول قضية السيد كاستيليجو في مؤتمر هذا العام حول الفيروسات القهقرية والالتهابات الانتهازية (CROI)، في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، حيث سيشارك الرجل اللندني قصته.

ومن المعلوم طبياً أنّ عمليات زرع الخلايا الجذعية ليست مناسبة لمعظم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لأنها تنطوي على إجراءات خطيرة، بيد أنّه مع تقدّم العلاجات المتوفّرة، يستطيع الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، تناول الدواء يوميًا لخفض مستويات الفيروس لديهم، ومنع انتقال العدوى ومساعدتهم على العيش حياة طويلة ونشطة.

المساهمون