المروحة قبل التمر في مصر

المروحة قبل التمر في مصر

06 يونيو 2016
يختار فانوساً (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

تكاد مصر تغلي في ظلّ ارتفاع درجة الحرارة، وقد تجاوزت 46 درجة مئوية في بعض المحافظات، خصوصاً محافظات الصعيد. ويخشى بعض المصريين ألا يكونوا قادرين على الصيام في هذا الطقس الحار، وقد أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية أنّ درجة الحرارة سوف ترتفع خلال الأيام المقبلة. ربّما هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة في شهر رمضان، إلا أنّ المواطنين يخشون الأسوأ.

يخشى مصريّون كثر انقطاع التيار الكهربائي خلال شهر رمضان على غرار السنوات السابقة، خصوصاً بعد تصريحات حكومية عبر وسائل الإعلام بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء في عدد من المناطق. هؤلاء يعتمدون على المرواح وأجهزة التكييف التي تعمل بالكهرباء لمواجهة الحرّ المتوقع والعطش الشديد الذي يرافقه خلال فترة الصيام.

وكانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية قد توقعت أن يكون الطقس في شهر رمضان شديد الحرارة في كل أنحاء البلاد، علماً أنّ عدد ساعات الصيام تتجاوز 14 ساعة، وسط درجة حرارة تتراوح ما بين 45 و47 درجة مئوية. تجدر الإشارة إلى أنّ الإدارة العامة لمرور القاهرة أعلنت أنّ ارتفاع درجة الحرارة أدّى إلى تعطّل 65 سيارة، ما أثّر سلباً على حركة المرور. ومن الممكن أن يتكرر الأمر خلال الأيام المقبلة. وفي ظلّ ارتفاع درجة الحرارة، يسأل مواطنون إذا كانت درجة الحرارة المعلنة أقلّ من الواقع، خصوصاً أنّ كثيرين يشعرون أنّ درجة الحرارة تتجاوز 47 درجة مئوية.

من جهتها، ناشدت وزارة الصحّة المصريّة المواطنين اتخاذ الإجراءات الوقائية، وعدم التعرّض المباشر لأشعة الشمس، وتجنّب الجلوس في الأماكن المغلقة. وقدّمت بعض الإرشادات والنصائح لتجنب حالات الإغماء وضربات الشمس، من خلال الاستعانة بالمراوح وأجهزة التكييف وتهوئة الغرف ليلاً وفي ساعات الصباح الأولى، وتجنّب الأماكن المغلقة. كذلك، نصحت بعدم ارتداء ملابس قاتمة اللون. وبدأ عدد من سائقي سيارات الأجرة يضعون على رؤوسهم أو يلفّون أعناقهم بقطع من القماش مبللة بالمياه، في محاولة للتخفيف من الحرارة. كذلك، تحوّلت بعض النوافير في الميادين العامة إلى مسابح للشباب والأهالي.




واستعداداً لشهر رمضان، لجأ عدد كبير من المواطنين إلى شراء عدد من الأجهزة الكهربائية لمواجهة الطقس الحار، على غرار المراوح وأجهزة التكييف. وعمد عدد من التجار، خصوصاً تجار الجملة في وسط القاهرة، إلى رفع أسعار السلع لتبلغ أرقاماً خيالية، الأمر الذي أثار غضب المواطنين. لكنّ التجار المعنيين أشاروا إلى أنّ لا ذنب لهم، فالأمر مرتبط بسعر صرف الدولار. يُذكر أنّ تبريرات التجار لم تقنع المستهلكين، فاتّهموهم بالشجع، لا سيّما وأنّ عدداً كبيراً من هذه السلع متوفرة في المخازن منذ العام الماضي، في وقت تغيب الرقابة الحكومية على المحال التجارية.

في هذا السياق، يقول محمد إبراهيم، وهو موظف، إنه فوجئ بسبب الارتفاع الكبير في أسعار مراوح السقف. أما فاطمة وهي ربّة منزل، فلم تجد إلا الصراخ في وجه المعنيين. وتسأل: "أين الدولة وأين الحكومة؟ حسبي الله ونعم الوكيل". في ظل ارتفاع أسعار أجهزة التكييف، قررت الشراء بالتقسيط، لكنها تخشى من ارتفاع فاتورة الكهرباء". تضيف: "لم أعد أحتمل الحرّ الشديد". يُذكر أنّ مع ارتفاع أسعار المراوح، فضّل بعض المصريين صيانة أجهزتهم القديمة أو شراء قطع غيار لها بدلاً من ابتياع أجهزة جديدة.

وتختلف آراء الناس حول كيفية مواجهة موجات الحرّ خلال شهر رمضان. منهم من يفضل البقاء في المنزل والنوم طوال النهار، في انتظار أذان المغرب. ويقول محمد عبد الله الذي يعمل مقاولاً: "لا يمكنني عدم الصيام مهما ارتفعت درجة الحرارة. وحتى أتغلب على الأمر، سأبدأ العمل منذ الفجر وحتى الظهر، وأعود إلى المنزل لأنه لا يمكن العمل في هذا الوقت من النهار".

بدوره، يقول مرزوق عبد الرحمن وهو مقاول أيضاً، "لا نستطيع التوقّف عن العمل. كذلك، فإنّ العمال يحتاجون إلى أجورهم حتى يتمكنوا من شراء حاجياتهم، سواء في رمضان أو العيد. لكننا نعمل حتى منتصف النهار، إذ لا يمكن العمل والصيام في ظل الارتفاع الكبير في درجة الحرارة". ويلفت إلى أنّ بعض العاملين في المكاتب أو غيرها، قد يكونون أكثر قدرة على الاحتمال، وقد يعملون حتى الثانية ظهراً أو الرابعة من بعد الظهر.

لن يكون شهر رمضان سهلاً هذا العام. بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، يعاني المصريون من أزمات اقتصادية واجتماعية. هذه العوامل وغيرها من شأنها أن تؤثّر سلباً عليهم.