المرأة في الدراما العربية: من كل بستان زهرة

المرأة في الدراما العربية: من كل بستان زهرة

13 مارس 2020
تبدّلت الوجوه النسائية في "الهيبة" في كل مواسمه (فيسبوك)
+ الخط -
لمّا كان شغل الفنون الشاغل أن تجسد جوهر الحياة، كان لا بد لها من العناية بالمرأة كونها عنصر التجدد الأول وحاملة الحياة على مر العصور. وقد عنيت الفنون على اختلافها بشأن المرأة عناية خاصة في الشعر والرسم والموسيقى والغناء والتمثيل.

وكان لهذا الأخير المجال الأوسع ليقول كلمة مسموعة، ولم يغفل صناع الدراما عن أهمية المرأة كونها عنصراً باعثاً على الحياة؛ فتناولوا قضاياها باهتمام بالغ، ورسموا مشكلاتها في شخصيات من الواقع شاهدناها في الدراما العربية على امتدادها.

لنرى الدراما الخليجية وقد عالجت قضايا كثيرة كان من أبرزها قضية النسب في مسلسل "اللقيطة" الذي جسدت بطولته هيفاء الحسين، كذلك برزت مشكلة الإنجاب في مسلسل رسخ في ذاكرة الجمهور هو "دمعة عمر" لبطلته زينب العسكري. وأما أبرز إنتاجات الشاشة الخليجية فهو مسلسل "عذراء" الذي تناول تأثير الأسرة والتربية في نفس المرأة.

ولم تغفل الدراما المصرية، التي باتت لفترة طويلة الأكثر تأثيراً في الوطن العربي، عن المرأة؛ فتناولت قضية تعدد الزوجات في "عائلة الحاج متولي"، وقضية العنوسة في المسلسل الكوميدي "عايزة أتجوز" لنجمته هند صبري. كذلك برزت الشخصيات النسائية في مسلسل "حكايات بنات"، حيث تناول العمل قصص مجموعة من البنات مختلفات الطباع والأمزجة ضمن قالب كوميدي اجتماعي.

نجد الدراما السورية، في المقابل، تتسع للمرأة بشكل يوازي أو يفوق مساحة الرجل؛ وهو ما رأيناه في مسلسلات بُنيت على العنصر النسائي مثل "أشواك ناعمة"، الذي تناول الفئة العمرية اليافعة من البنات. بينما تناول "جلسات نسائية" الفئة الناضجة من السيدات في سن الثلاثينيات. ولا يغيب عنا مسلسل "صبايا" الكوميدي الذي امتد لعدة مواسم. وكان من أبرز إنتاجات الدراما السورية مسلسل "زمن العار" الذي صوّر الظلم والاضطهاد الذي تعانيه المرأة حتى في أسرتها.

بينما لأعمال الدراما المشتركة ورغم قلة جدارتها بمسألة تناول قضايا لها تأثيرها إلا أنها ناقشت وبشكل ثانوي حال المرأة، إذ نراها في دراما رمضان 2019 ومن خلال المسلسل العربي المشترك "خمسة ونص" الذي يناقش موضوع تعنيف المرأة داخل المنزل واستغلالها على الرغم من حصولها على النفوذ في المجتمع، بينما حاول مسلسل "الهيبة" أن يعالج مسألة تعنيف المرأة في جزئه الثاني، بينما اعتقد صناع العمل أنهم حاربوا التنمر على المرأة واستغلالها حتى تصل إلى مبتغاها أو تحصل على وظيفة فظلمها باتهامها بأنها تستغل جسدها حتى تحصل على أحلامها في المجتمع ليهاجم من بعض النقاد.
عانت المرأة كثيراً من الظلم فأنصفتها الدراما وباحت بمكنوناتها في أعمال خلدتها الشاشة، لتبقى الأمنية إلى الآن في أن يطاول هذا الإنصاف واقع المرأة كما طاولها في الفن وأن يعود ما فقده الفن من روح الدفاع عن الإنسان بمختلف تطلعاته وغاياته الحياتية ففي آخر ما أنتجته الدراما تحديداً لم تعالج ما يتطلع له الشارع العربي بمختلف مكوناته.

المساهمون