المرأة الفلسطينية الأولى

المرأة الفلسطينية الأولى

15 مارس 2017
+ الخط -


من المتوقع أن تخرج لينا الجربوني (42 عاماً) من زنازين الاحتلال في أبريل/نيسان المقبل بعد قضاء 17 عاماً في الأسر. هي أقدم الأسيرات الفلسطينيات، ومتهمة بالانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، والمساعدة على إيواء مقاومين ينتمون لسرايا القدس.

سنوات طوال أمضتها لينا خلف قضبان الاعتقال، لتحفظ لنفسها لقب "عميدة الأسيرات"، ولقد لازمها هذا اللقب قسراً باعتبارها أكثر الأسيرات الفلسطينيات والعربيات في تاريخ الثورة الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي، قضاءً للسنوات داخل سجون الاحتلال.

طبعاً هذا يسجل لها، لا سيما أن صفقات الإفراج عن الأسرى، سواء التي عقدت مع المقاومة، أو تلك التي أبرمت في إطار اتفاقيات التسوية، استثنتها. تفاصيل اعتقالها وما تعرضت له من أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، تأخذنا بالذاكرة إلى المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، مع اختلاف بسيط، هو أن لينا أمضت ريعان شبابها خلف جدران العزل، ولكنّ الاثنتين امرأتان مناضلتان.

لم تستقل لينا من النضال وهي داخل المعتقل، بل استطاعت أن تحوله إلى مدرسة، بالمعنى الرمزي، آخذة على نفسها مهمة تعليم الأسيرات اللغة العبرية، نظراً لأنها اكتسبتها خلال سنوات الاعتقال.

تضاف لينا إلى 15 ألف امرأة فلسطينية تم اعتقالهن منذ عام 1967، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية. كما أكدت الهيئة أن قوات الاحتلال اعتقلت، خلال عام 2016، 170 امرأة وفتاة، بقي منهن حتى الآن رهن الاعتقال 56 أسيرة، موزعات على سجني "الشارون" و"الدامون".

وقالت الهيئة في تقرير أصدرته لمناسبة الثامن من مارس/آذار، إن "16 أسيرة قاصرة يقبعن في سجون الاحتلال تقل أعمارهن عن 18 عاماً، فيما يبلغ عدد الأسيرات المتزوجات 18 أسيرة، إضافة إلى 11 أسيرة اعتقلن وهن مصابات بجروح مختلفة ويعانين من مشاكل صحية.

فازت لينا، العام الماضي، بلقب "امرأة فلسطين الأولى" في إطار المسابقة التي أقامتها وزارة شؤون المرأة للمرة الأولى في فلسطين. لكن هل يكفي لقب حصلت عليه امرأة لمرة واحدة؟ أم يجب تدعيم قدرة المرأة لتكون فدائية حقيقية في مسيرة تحررية طويلة؟ ​

 

صمود غزال
صمود غزال
صحافية فلسطينية لاجئة في لبنان. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.