عاد اللاعب الأكثر جدلاً في العالم بعد عامين من الاستقرار في بلاده مجدداً وبشكل مفاجئ لعش الدبابير في إنجلترا، متحدياً من ينتظرون أقل هفوة لسن سكاكينهم، ولسان حاله يقول "هل اشتقتم إلى جنوني؟". ولطالما كان بالوتيللي "سوبر ماريو" يفخر بمراهقته الكروية ويتمسك بالعيش داخلها، إلا أنه سئم التدخل في حياته الشخصية من قبل الصحافيين، لدرجة أنه وجه رسالة إليهم تقول: "لماذا دائماً أنا؟" كتبها على أسفل قميص مانشستر سيتي بعد تسجيله هدفاً في مرمى الغريم مانشستر يونايتد في الديربي.
ودع بالوتيللي "السيتي" بعد سجل حافل بالشغب والمشاجرات مع زملائه ومدربه قبل خصومه، واستقبل استقبال الأبطال في ميلانو، وتوقع كثيرون أن يجد في سان سيرو البيئة المناسبة للاستقرار والنضج، خاصة أنه جاهر بحب ميلان في وقت كان يرتدي فيه قميص العدو اللدود إنتر، لكن الأمر لم يدم سوى عامين.
في حفل تقديمه بالنادي "اللومباردي" رفض ماريو الإجابة على سؤال من صحافي يمثل صحيفة "صن" البريطانية، مبرراً ذلك بأن تلك الصحيفة طالما اختلقت الأكاذيب بشأنه وتعمدت الإساءة لسمعته.
وها هو بالوتيللي يستقل طائرة العودة الى إنجلترا، ولكن هذه المرة الى الأنفيلد معقل ليفربول، ما سيكسب البريميرليج هذا الموسم إثارة أكبر، ففي ظل ضائقة ميلان المالية، لم تفوت إدارة النادي الإيطالي الفرصة لبيعه للريدز مقابل نحو 20 مليون يورو.
بالوتيللي... والسبق الصحافي!
كانت صحف إنجلترا الأسعد بخبر انتقال مهاجم الآزوري لليفربول، فهذا يضمن امتلاء صفحاتها بأخبار مثيرة، لكن هذا مرتبط بسلوكيات ابن الـ 24 عاماً وبإعطائه الفرصة لهم من خلال تصرفاته، لكن كان للنجم المخضرم أندريا بيرلو رأي في هذا الصدد، يكمن في أن بالوتيللي نضج كثيرا في ميلان، وأنه قادر على النجاح مع الفريق الأحمر.
وانقسمت آراء جماهير ليفربول بين الترحيب بالصفقة والخوف منها، فاللاعب رغم كل المشاكل التي يثيرها، الا أنه مهاجم متميز من طينة الكبار، ربما ليس بقيمة معشوقهم الهداف الأوروجوياني لويس سواريز، لكنه قد يتفاعل جيداً مع ستوريدج وستيرلينج، غير أن قطاعاً آخر لم يظهر تفاؤله بالصفقة، وخشي أن تكون سبباً في زعزعة استقرار الفريق.
وعرف بريندان رودجرز المدرب الأيرلندي لفريق ليفربول بالحكمة والهدوء، وقد يلعب دورا في امتصاص غضب وجنون ماريو والتعامل معه نفسيا لتجنب تكرار أخطاء الماضي، باعتبار أن تجربته الأخيرة مع مواطنه المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني انتهت باشتباك بالأيدي بين اللاعب ومدربه!
ويبقى بالوتيللي صانع الحدث، فرغم كل مشاكله لا يزال متربعاً على عرش مهاجم إيطاليا الأول ومطلوب من كبرى أندية أوروبا، وهو وحده القادر على تصدر الصفحات الأولى بموهبته وأهدافه وليس بمشاكله، وترجمة طموح جماهير "الريدز" إلى بطولات اشتاقوا إليها منذ أمد بعيد.