المتاحف المصرية تشكو الحصار الأمني في يومها العالمي

المتاحف المصرية تشكو الحصار الأمني في يومها العالمي

18 مايو 2014
محتفلون باليوم العالمي للمتاحف رغم الحواجز (العربي الجديد)
+ الخط -

عليك أن تمرّ بعدّة مدرّعات للشرطة، وعشرات من جنود الأمن المركزي، ثم تخطّي حواجز حديدية تشبه تلك التي تحيط بأقسام الشرطة، حينها ستفاجأ بما يقرب من ٢٠ دبابة للجيش.

هكذا يبدو الطريق إلى المتحف المصري في "اليوم العالمي للمتاحف"، الذي يصادف في 18 مايو/أيار من كل عام، وتحتفل الحكومة المصرية به عبر فتح المتاحف أمام الجميع مجاناً.

الدعوة مغرية. زيارة المتاحف مجاناً هي نزهة قيّمة للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، كذلك للطلاب الجامعيين، والمدارس التي تحرص على تنظيم الرحلات التثقيفية لطلابها، إلى جانب الشركات السياحية التي نظّمت يوماً خاصاً بالمناسبة، وتجمّعت حافلاتها عند مداخل المتاحف.

لبّى كثيرون نداء تشجيع المتاحف والتواصل معها، وقصدوا المتحف المصري وسط القاهرة، لكنّ رحلتهم لم تكن سهلة.

بعد تخطّي الحواجز والدبابات، وصلوا أخيراً إلى المتحف الوطني الذي يضمّ ذخائر قيّمة، ويعدّ أحد أبرز المتاحف في العالم. 

داخل أروقة المتحف، تتوزعّ الآثار وفقاً لانتمائها للعصور الزمنية المختلفة، هناك أركان خاصة بالآثار المهرّبة، وأخرى للآثار التي تنتمي لحدث تاريخي واحد.

تخبرنا منّة، متخرجة كلية الآثار في جامعة القاهرة، أنها استعادت فور دخولها ذكرى جمعة الغضب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011، حين شاركت بحماية المتحف من السارقين الذين استغلوا الانفلات الأمني، واختفاء الشرطة من الشوارع، خصوصاً تلك المحيطة بميدان التحرير، وتتذكر كيف حمت هي ومجموعة من الثوّار العزّل المتحف.

إنها هنا اليوم مع آخرين بفضل وعي شباب الثورة بأهمية الآثار وقيمتها الحضارية، لولاهم لما تمكن المتحف المصري من الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف.

وتلحظ منّة زيارة بعض المستهترين، أو الذين يفتقرون إلى توعية بأهمية المتاحف ووظيفة "اليوم العالمي للمتاحف"، التي هي التواصل بين الجمهور وعالم المتاحف ورسالتها، لكنّ المكان لم يخلُ من تعليقات عميقة، مثل قول هبة (إحدى الزائرات): "الملك والملكة، كتفاً بكتف.. هذا يشير إلى تقديرهم للمرأة واحترامهم الجمّ لها، لهذا تقدّموا ولهذا خسرنا وتراجعنا للوراء".

الفراعنة بالنسبة لهبة احترموا كافة الأحياء، وصنعوا تماثيل للقطط أو لطيور أو لحيوانات أخرى، وكانوا في تعبّدهم لآلهتهم يطلبون المغفرة إذا لوّثوا النيل، إذ كان تلويث مياهه خطيئة كبرى، وتضيف هبة "مزجوا بين الدين والفن، لذلك تقدّموا، وأسّسوا أعظم حضارة في العالم، وأنا أقصد المتحف في هذا اليوم لأعبّر عن تقديري لهم وتواصلي معهم".

المساهمون