كثير من القرارات التي يتخذها المتسوق داخل أحد المتاجر الكبرى، غير جيد، خصوصاً تجاه شراء ما لا يحتاجه. لكنّه لا يشتري مثل ذلك بملء إرادته، فإداراتها تتلاعب بالمستهلك نفسياً بحسب موقع "بغ ثينك".
ويستند تقرير الموقع على كتاب للكاتب ديفيد ماكارني بعنوان "أنت لست ذكياً إلى هذا الحد"، وفيه يقدم عرضاً عن وسائل التلاعب البسيكولوجية التي تساهم في تفكير الأشخاص غير السوي، أو أفعالهم الغبية.
ففي المتاجر الكبرى، أو السوبرماركت، يظهر هذا الأمر بشكل كبير من خلال استراتيجيات التسويق التي تنعكس من خلال أمور معينة، ومنها تصميم المتجر، وتموضع المنتجات، والظروف المتعلقة بدرجة الحرارة والأجواء الداخلية. فهذه العوامل مصممة دائماً -إذا كانت إدارة المتجر خبيرة- لكي ينفق المستهلك أكبر قدر من المال، وعلى بضائع قد لا يكون دائماً بحاجة إليها.
فالسبب في وجود براد الألبان والأجبان في أبعد نقطة عن مدخل المتجر عادة، هو أنّ من صمموا المتجر يريدون للمستهلك أن يقوم بدورة كبيرة على منتجات أخرى، قبل وصوله إلى هدفه العادي.
ومثال آخر على تلاعب المتاجر يكمن في طريقة البيع التي تريد للمستهلك أن يلجأ إلى "الشراء الاندفاعي" أي الشراء من دون أي تخطيط مسبق. ويظهر ذلك من خلال عرض علب اللبان، والسجائر، والمشروبات الغازية وغيرها من الأغراض الصغيرة بالقرب من صندوق الدفع. كما تظهر هناك العروض الخاصة بالأغراض الصغيرة تلك. كشراء 4 ألواح شوكولا والحصول على واحد مجاناً. وست شفرات حلاقة بدل خمس.
من المعروف أنّ نوادي القمار تلجأ إلى مثل هذه الأساليب لإبقاء المقامر أطول وقت ممكن، والقضاء كلياً على ماله، حتى ما يمكن أن يكسبه في اليوم نفسه. ومن ذلك عدم وجود نوافذ في المكان يمكن أن يتسرب منها الضوء، أو يظهر منها العتم. وعدم وجود ساعات على الحائط. الفكرة نفسها تطبق في المتاجر، فالمستهلك لن يقدّر الوقت إلاّ إذا نظر إلى ساعته بنفسه.