شاءت الصدف أن يلتقي ريال مدريد هذا الموسم مع جاره أتلتيكو للمرة الرابعة في دربي العاصمة الإسبانية بقمة الجولة 26 من الليغا، في مواجهة قد تؤثر بشكل كبير على حظوظ الغريمين في التتويج باللقب المحلي.
ويحل الريال ضيفاً على ملعب فيسنتي كالديرون للمرة الثانية في غضون أسبوعين، حيث كانت زيارته الاخيرة يوم 11 فبراير شباط، وانتصر فيها الميرينجي 2ـ0 وانتقم من خسارته للقب كأس الملك في نهائي النسخة الماضية بمعقله سانتياغو برنابيو.
ويعيش فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي حالياً أزهى فتراته خلال الموسم، وقد برهن على تفوقه على خصمه الأرجنتيني دييغو سيميوني في آخر مواجهتين بنصف نهائي الكأس.
كان سيميوني قد انتصر لأتلتيكو في الجولة السابعة من الليغا هذا الموسم في عقر دار الميرينجي بملعب سانتياغو برنابيو بهدف دييغو كوستا، في فترة تخبّط فيها أداء الفريق الأبيض مع مدربه الجديد كارلو.
لكن الإيطالي نجح في إعادة الانسجام إلى فريقه في الآونة الاخيرة، ما انعكس على نتائجه الرائعة باعتلاء قمة الليغا رغم أن الفارق وصل الى ثماني نقاط في وقت سابق مع البرسا وأتلتيكو، إلا أنه أحسن استغلال عثرات منافسيه.
ويتصدّر ريال أنشيلوتي الليغا حاليا بـ63 نقطة، متفوّقاً بثلاث نقاط عن برشلونة وأتلتيكو، ويعي جيداً أن فوزه في الدربي مساء الأحد، في فيسنتي كالديرون، سيكون بـ"ست نقاط"، حيث سيربح ثلاث نقاط ويخصم مثلها من ملاحقه، وسيشكل خطوة هامة للغاية نحو استرداد اللقب.
ويعيش الفريق الملكي حالة النشوة بفضل وصوله إلى نهائي الكأس بعد تفوقه على أتلتيكو ذهاباً وإياباً بمجموع 5ـ0 (3ـ0 في البرنابيو، و2ـ0 في كالديرون) ليضرب موعداً "كلاسيكياً" مع البرسا في النهائي.
كما أن الميرينجي ضمن، منطقياً، التأهل لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا بفضل انتصاره القياسي على ملعب شالكه الألماني 6ـ1 ، واطمأن على جودة أداء جميع اللاعبين دون استثناء.
وبالانتقال الى معسكر الروخيبلانكوس، فإن سيميوني قدم مسيرة مذهلة مع الفريق هذا الموسم محلياً وقارياً، قبل أن يمر بأسبوع سيئ تعرّض خلاله لثلاث هزائم (اثنتين أمام الريال، وأخرى مفاجأة في الليغا امام ألميريا).
لكن يحسب للفريق المدريدي الأصغر الاستفاقة سريعاً عبر الفوز على ميلان الإيطالي في معقله في سان سيرو 1ـ0 في ذهاب دور الـ16 بالتشامبيونز، غير أنه تجرّع مرارة الهزيمة مجدداً امام أوساسونا في الدوري 0ـ3 ليتلقى ضربة معنوية قوية قبل الدربي.
ويتيقن سيميوني وفريقه أنه لا بديل عن الفوز أمام الريال لاستكمال المنافسة على لقب الليغا، مع الاستمرار في النضال الأوروبي بعد خسارة الكأس.
وفي قياس قوة الفريقين حالياً، يبدو الريال أوفر حظاً للفوز، لكن أتلتيكو لن يكون صيداً سهلاً، فلا يزال محتفظاً بفريق قوي، وخاصة في الشق الدفاعي، دون النظر الى معيار اللعب على الأرض الذي لا يؤثر كثيراً في مباريات الدربي المدريدي.
وتاريخياً، يملك أتلتيكو عقدة لعب الدربي في كالديرون، حيث لم ينتصر على ملعبه أمام الريال منذ أكثر من 14 عاماً، وبالتحديد منذ 12 يونيو/ حزيران 1999 حين فاز 3ـ1.
وبعيداً عن صراعات الدربي، يأمل حامل اللقب والوصيف الحالي، برشلونة، في هزيمة ريال مدريد ليساويه بالنقاط في الجولة نفسها، حيث تنتظره مواجهة سهلة في كامب نو أمام ألميريا.
وكان الفريق الكتالوني قد تنازل عن القمة بخسارة مدوّية أمام ريال سوسييداد 1ـ3 في ملعب أنويتا، جاءت بعد أيام قليلة من فوزه في ذهاب دور الـ16 بدوري الابطال في قمة ملعب الاتحاد أمام مانشستر سيتي الإنكليزي 2ـ0.
وفي باقي مباريات الجولة، يلتقي أتلتيك بلباو، رابع الترتيب، بغرناطة، وفياريال مع ريال بيتيس، وإشبيلية مع ريال سوسييداد في قمة قوية، وفالنسيا مع رايو فاليكانو، ومالاقا مع بلد الوليد، وليفانتي مع أوساسونا، وخيتافي مع إسبانيول، وإلتشي مع سلتا فيغو.