الليرة تواصل التهاوي...ورئيس حكومة الأسد يتهم مافيات بـ"شفط الدولار"

الليرة السورية تواصل التهاوي...ورئيس حكومة الأسد يتهم مافيات بـ"شفط الدولار"

05 نوفمبر 2019
سجلت العملة السورية 675 ليرة مقابل الدولار (فرانس برس)
+ الخط -
هوت العملة السورية اليوم الثلاثاء، إلى أدنى سعر لها منذ شهرين، مسجلة 675 ليرة مقابل الدولار متراجعة بنحو 10 ليرات عن إقفال أمس الاثنين، ما دفع عماد خميس رئيس حكومة نظام بشار الأسد، إلى اتهام مؤسسات حكومية بالوقوف وراء تهاوي الليرة، واصفا اياها بـ"مافيات".

وبحسب مصادر من دمشق، وصف خميس خلال اجتماع اتحاد الحرفيين اليوم، مؤسسات حكومية لم يسمها، بالمافيات متوعداً بعدم السكوت عنها، وهو ما أكدته جريدة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية.
ولا يقتصر اتهام جهات حكومية بالمافيا على رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، بل سبق لنقابة عمال النفط أن أشارت إلى وجود مافيا للمحروقات، كما كشف مصرف سورية المركزي سابقاً عن "مافيا" استوردت المازوت وباعته بسعر باهظ، وشفطت المليارات من دون أن تدفع قرشاً واحداً لخزينة الدولة، فضلاً عن تصريحات لوزراء في حكومة الأسد عن وجود "مافيات" تسرق الدقيق التمويني.

ولا يجد الاقتصادي السوري محمود حسين أي غرابة في أن يعترف أركان نظام الأسد بالمافيا ضمن مفاصل الدولة وفي المؤسسات الحكومية وقطاع التجار، لأنها حقيقة بادية منذ عقود "وإلا كيف يتم تبرير الغنى الفاحش خلال سنوات، وبماذا يمكن وصف تجار الحرب الذين يتاجرون بجوع ومرض السوريين".
ويضيف حسين لـ"العربي الجديد": "يوجد كثير من القوانين والتشريعات الضريبية في سورية، تفتح المجال للتهرب والفساد والسرقة، كما أن العادة في سورية الأسد، ألا يتم كشف أي فاسد إلا لأغراض سياسية تتعلق بالأسرة الحاكمة والتوجيهات الأمنية، ففي العام الماضي فقط، وبحسب رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية، بلغت قيمة المبالغ المالية المستردة خلال عام 2018 ما يعادل 11.42 ملياراً، إضافة إلى 750 ألف دولار أميركي و254 ألف يورو)".


وزاد تبادل الاتهامات في الأوساط الحكومية السورية، بعد تهاوي سعر صرف الليرة، رغم الوعود الحكومية وما يقال عن انتصارات جيش بشار الأسد.

ويرجع مختصون إلى أن زيادة الطلب على الدولار لتمويل المستوردات وهروب المكتنزين بالليرة للعملات والذهب، فضلاً عن الاضطرابات الأمنية والسياسية في كل من لبنان والعراق، أثرت بشكل إضافي وسلبي على كمية المعروض من القطع الأجنبي في السوق السورية.

وتعاني السوق السورية من ركود واضطرابات بسبب تهاوي سعر الصرف وارتفاع أسعار السلع والمنتجات أكثر من 12 ضعفا منذ بداية الثورة عام 2011، لتصل تكلفة معيشة الأسرة السورية لنحو 300 ألف ليرة في حين لا تزيد الرواتب عن 40 ألفاً.

وانعكست اضطرابات السوق وتراجع سعر صرف الليرة على التهافت على أسعار المعادن النفيسة، إذ وصل سعر غرام الذهب اليوم إلى 27700 ليرة، مرتفعاً بنحو 100 ليرة عن إقفال أمس الاثنين.