الليبيون يحتجون على الأوضاع المعيشية: "لا ضي ولا سيولة"

الليبيون يحتجون على الأوضاع المعيشية: "لا في ضي ولا سيولة"

28 يوليو 2018
سعر الرغيف وصل إلى دينار في بعض المناطق(فرانس برس)
+ الخط -
شهد عدد من المدن الليبية، أمس الجمعة، تظاهرات، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية، من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وزيادة في أسعار رغيف الخبز.

وتجمّع متظاهرون في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة من اليوم، وكذلك ارتفاع أسعار الخبز، وحمل المتظاهرون شعارات من بينها "لا في ضي ولا سيولة.. هذي عيشة مش معقولة" و"حي العار.. حي العار.. الخبزة ولت بدينار".

وقال حسن بن الطاهر، أحد منظّمي التظاهرة، لـ"العربي الجديد": "إن المظاهرة هي الشرارة الأولى لمظاهرات أخرى"، مؤكداً أن "الأوضاع المعيشية لا تطاق، إذ وصل سعر رغيف الخبز إلى دينار في بعض المخابز، كما أن الكهرباء مقطوعة طوال اليوم".


وامتدّت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، حيث قام مواطنون بحرق الإطارات وأقاموا المتاريس في مناطق باطن الجبل غرب ليبيا، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي وتدنّي الأوضاع المعيشية.

وقال علي الزنتاني، أحد منظّمي الاحتجاج، في اتصال هاتفي لـ"العربي الجديد": "إن يوم الاحتجاج لم يأتِ فجأة بل نتيجة لتراكم المشاكل الاقتصادية على مناطق باطن الجبل، من انقطاع التيار الكهربائي ونقص البنزين، إذ يصل سعر 20 لتراً من البنزين إلى 80 ديناراً في السوق الموازية، بينما يُباع في محطات الوقود الحكومية بـ4 دنانير".

وهدّد الزنتاني بـ"تطور الاحتجاجات إلى إغلاق معبر ذهبية الحدودي مع تونس، لمنع التهريب والمطالبة بحياة أفضل في دولة غنية بالنفط".

وعلى صعيد ذاته، نظّمت مؤسسات المجتمع المدني في مختلف مناطق وادي عتبة بالجنوب الليبي وقفات احتجاجية حول سوء وضع شبكة الكهرباء وارتفاع ساعات طرح الأحمال، مطالبة بتفعيل محطة أوباري الغازية.

وقال علي المصلح، أحد المشاركين في المظاهرة، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "إن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق الجنوب يصل إلى 22 ساعة يومياً، مع درجة حرارة تقترب من 50 درجة مئوية، في وقت لا تنفّذ فيه الحكومة وعودها بحل الأزمة".

من جهته، قال مصدر مسؤول في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، إن المجلس سوف يصدر بياناً بالقضايا محل التظاهر، مضيفاً أن حكومة الوفاق وافقت على التعاقد مع شركة "جنرال إلكتريك الأميركية لتوفير التيار الكهربائي وتقليل الأحمال على المستهلك".

وتواجه ليبيا حالياً أزمة في توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين، بالتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة.


وتفاقمت الأزمات المعيشية لليبيين خلال السنوات الست الماضية، على خلفية الاضطرابات الأمنية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، إذ أنّ موظّفي الخدمة المدنية، أكبر قوة عاملة في ليبيا، لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهرين على الأقل.

ويبلغ عدد سكان ليبيا 7.5 ملايين نسمة، يعمل منهم 1.85 مليون شخص في الجهاز الإداري للدولة وتحتاج ليبيا شهرياً إلى ملياري دينار ليبي لتغطية الإنفاق العام.

كانت ليبيا تنفق ملياري دولار سنوياً لدعم الدقيق والأرز والسكر والشاي وسلع أخرى، لكنها رفعت الدعم السلعي منذ عام 2015 من دون توفير دعم نقدي للمواطنين، فأصبحت السلع الأساسية بمعظمها تُستورد عبر صندوق موازنة الأسعار (مؤسسة عامة) وتُباع للمواطن بسعر الكلفة بدلاً من الدعم السلعي.

ويتوزّع 4160 مخبزاً على مختلف أنحاء ليبيا، بالإضافة إلى 57 مطحنة دقيق توزّع الطحين على الأفران بأسعار شبه مدعومة، فيما تستهلك ليبيا نحو 1.26 مليون طن حبوب سنوياً، وتستورد 95% من القمح الليّن، فيما تُغطي بقية حاجتها من الإنتاج المحلي.

 

(الدولار = 1.4 دينار ليبي).

المساهمون