كثيرة هي الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها مع تأهّل خمسة فرق إيطالية إلى دور ثمن النهائي للدوري الأوروبي..
أوّلها، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، أن مرحلة التراجع انتهت وبدأت رحلة العودة الآن، رحلةٌ لا يمكن معرفة الوقت الذي ستستغرقه وإن كان لا يبدو طويلاً جداً. العودة للعب دور أساسي في أوروبا على مستوى الأندية، الآن في الدوري الأوروبي، وغداً في دوري الأبطال.
لأوّل مرة منذ عام 2005، تحقّق الفرق الإيطالية ستة انتصارات في أوروبا في جولة واحدة، وهذا أيضاً أمر يجب التوقف عنده، فتأهّل فيورنتينا أمام توتنهام وتورينو أمام بلباو، إضافة لإنتر وروما ونابولي، لم يكن بفارق الأهداف مثلاً، بل بشكلٍ حاسم.
مباراة تورينو في بلباو كانت مميّزة، التورو لم يفز فقط على ملعبٍ صعب في إسبانيا، بل تقدّم ثلاث مرات في النتيجة، علماً أن لا أحد من إيطاليا سبقه للفوز هناك في ثمانِ مباريات سابقة.
فيورنتينا الممتع، والذي صار يتكلّم "اللهجة المصرية" أيضاً، أخرج عملاقاً من البريمييرليج، دون أن يخسر أمامه حتى، أما انتر وروما ونابولي، فحافظت على عراقة أسمائها، مع كل التقدير لمنافسيها.
قد لا ينجح فريق إيطالي بالفوز باللقب الآن، ففي كرة القدم كل شيء وارد، لكن الأكيد أن النتائج أعادت الأنظار للكالتشو، وهذا سيساعد الأندية أكثر، سيجعلها تتأكّد أنها على الطريق الصحيح، ما سيعيد المستثمرين في وقتٍ لاحق إلى المكان الذي كان يوماً "جنّة كرة القدم".
يحقّ لهم في إيطاليا أن يهلّلوا، لأن ثلث الأندية المتأهّلة تقريباً إيطالي، في مسابقة كانت يوماً ولعشر سنوات تقريباً، من عام 90 إلى عام 99، كانت اختصاصاً إيطاليّاً بكلّ معنى الكلمة.
في الدوري الأوروبي كلّهم تأهلوا، وفي دوري الأبطال، خطوة واحدة تبعد يوفنتوس عن ربع النهائي.. أوروبا، عادت من جديد تتحدّث اللغة الإيطالية في ملاعبها، بانتظار عودة ميلان أيضاً، كي تكتمل فعلاً فرحة صعود الكالتشو مجدّداً نحو القمة، التي لن تكون رحلة سهلة بكلّ تأكيد...