الكاظمي يفتح ملف أحد أبرز سجون بغداد غموضاً

الكاظمي يفتح ملف أحد أبرز سجون بغداد غموضاً: ماذا عن النتائج؟

30 يوليو 2020
السجون العراقية ملف شائك (تويتر)
+ الخط -

أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، زيارة مفاجئة لأحد أبرز السجون التي تدور حولها شبهات وجود ناشطين ومتظاهرين في بغداد، حيث ما زال عدد كبير من الناشطين والمتظاهرين في عداد المفقودين منذ اختفائهم نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام، ومن بينهم صحافيان وكاتب وناشط حقوقي بارز. 

زيارة الكاظمي، التي أثارت جدلاً سياسياً، تأتي بالتزامن مع ترقب في الشارع العراقي لإعلان نتائج التحقيق بشأن العنف الذي شهدته تظاهرات العراق أخيراً، والذي تسبب بسقوط أربعة متظاهرين عراقيين خلال تجدد الاحتجاجات في العاصمة بغداد بالقرب من ساحة التحرير، منذ الأحد الماضي، كما أصيب 59 آخرون، بينهم 20 محتجاً في النجف. 

ووفقاً لمكتب الكاظمي، فإنه "أجرى ليل الأربعاء– الخميس، زيارة بشكل مفاجئ إلى سجن التحقيق المركزي في مطار المثنى في قلب العاصمة بغداد"، مضيفا في بيان له أنه "تفقد السجن واطلع على أوضاع السجناء، وتأكد بنفسه من عدم وجود سجناء من المتظاهرين، وأصحاب الرأي". ولم يدل البيان بتفاصيل أخرى. 

 وقال مسؤول عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن زيارة الكاظمي إلى سجن مطار المثنى جاءت بعد ساعات من اجتماعه مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة في بغداد جنين بلاسخارت، التي طالبت الحكومة بالتحرك للكشف عن مصير المختطفين والمغيبين وإبلاغ ذويهم بكونهم أحياء أم أموات، لافتاً إلى أن زيارة سجن مطار المثنى وسط بغداد تأتي لكونه الأكثر لغطاً وشكوكاً بوجود معتقلين داخله من المتظاهرين أو الناشطين. 

وأقر المسؤول بأن "الزيارة تكشف عن وجود هوة أو عدم ثقة بين رئيس الحكومة الذي لم يكمل شهره الثالث في منصبه، وبين الأجهزة الأمنية التي تحولت هي الأخرى إلى مؤسسات متخادمة مصلحيا مع قوى وأحزاب سياسية نافذة".

وكشف عن ملاحظة اكتظاظ كبير في السجن، عدا عن مشكلة المعتقلين الذين يبقون لمدة تصل لأشهر طويلة دون أن يتم عرضهم على القاضي ومحاكمتهم. 

مسؤول عراقي: الزيارة تكشف عن وجود هوة أو عدم ثقة بين رئيس الحكومة الذي لم يكمل شهره الثالث في منصبه، وبين الأجهزة الأمنية التي تحولت هي الأخرى إلى مؤسسات متخادمة مصلحيا مع قوى وأحزاب سياسية نافذة

وأثنت النائبة عن محافظة نينوى، نورة البجاري، على خطوة الكاظمي، وعدتها "خطوة جريئة"، شرط أن يتبعها بخطوات أخرى تفتح ملفات السجون والمغيبين فيها. 

وقالت البجاري، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف السجون العراقية هو ملف شائك، حيث إن هناك سجونا خاضعة للدولة، وأخرى تخضع لجهات خارجة عن الدولة، وإن حصة أهالي الموصل كبيرة من حيث أعداد المغيبين، وهم بالآلاف، والذين اعتقل بعضهم واختفى آخرون منهم عقب أحداث اجتياح "داعش" للمحافظة في صيف 2014"، مؤكدة لـ"العربي الجديد": "لدينا قوائم بأسماء المغيبين منذ الدورة البرلمانية السابقة، وقد قدمناها إلى رئيس الحكومة السابقة حيدر العبادي حينذاك طالبت بفتح الملف، لكن من دون نتائج". 

وأشارت إلى أن "خطوة الكاظمي خطوة جريئة، وسيكون لها أثر في كشف المغيبين داخل السجون، في حال كان جادا في الكشف عنهم، شرط أن يتخذ خطوات لاحقة من خلال تشكيل لجنة حيادية مهنية لا تتستر على الحقائق، ولا تعمل على طمسها، وأن تحدد لها فترة زمنية محددة لكشف نتائج تقريرها عن تلك السجون"، مبينة أن "الكثير من السجون هي تحت سلطة الدولة علنا، لكنها في الحقيقة خاضعة لجهات مختلفة".

البجاري: خطوة الكاظمي خطوة جريئة، وسيكون لها أثر في كشف المغيبين داخل السجون، في حال كان جاداً في الكشف عنهم، شرط أن يتخذ خطوات لاحقة من خلال تشكيل لجنة حيادية مهنية لا تتستر على الحقائق، ولا تعمل على طمسها

وتابعت: "نحتاج اليوم إلى فتح ملفات السجون العراقية، ولا سيما أن الكاظمي لديه معلومات عن تلك السجون وما يجري فيها، كونه كان يشغل رئاسة جهاز حساس في الدولة (جهاز المخابرات) قبل أن يتقلّد منصب رئاسة  الوزراء". 

في المقابل، تساءل النائب في البرلمان محمد الكربولي عما إذا كان رئيس الوزراء لاحظ، خلال زيارته لسجن المطار، مدى اكتظاظ السجون بنزلائها، وكيف أنهم محشورون بين أسياخ الحديد في ظل الوباء القاتل. فكيف حال بقية السجون والمعتقلات غير القانونية وفيها يرزح آلاف المغيبين تحت سياط الجلادين.

وختم الكربولي حديثة بالقول إن "السجون ملأى بالمظلومين".

وملف السجون العراقية يعد من أخطر الملفات في البلاد، إذ توجه اتهامات للحكومات المتعاقبة بزج آلاف المعتقلين فيها بتهم كيدية ودوافع سياسية.

وسجن مطار المثنى واحد من أبرز السجون العراقية إثارة للجدل من بين عدد من السجون الرسمية، منها سجن التاجي والتسفيرات وبغداد والكاظمية والمشتل والصدر والأحداث، وهذه السجون كلّها في بغداد، إضافة إلى سجون الناصرية وسوسة وديالى والرمادي والحلة والنجف والبصرة والمعقل والعمارة والمنصورية، فضلاً عن سجون أخرى تابعة لـ"الحشد الشعبي"، وسجون توصف بالسرية أو غير المعلنة تمتلكها فصائل مسلحة في بلدات تسيطر عليها منذ سنوات، مثل جرف الصخر والطوز ومناطق أخرى.