القواعد الأميركية في سورية... دعماً للقوات الكردية؟

القواعد الأميركية في سورية... دعماً للقوات الكردية؟

08 مارس 2016
يُقدّم 50 جندياً أميركياً استشارات عسكرية (يونس كيليس/الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من النفي الأميركي الرسمي للتقارير المتزايدة في الأيام الأخيرة، حول قيام الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة عسكرية لها بريف حلب الشمالي الشرقي، المتاخم للحدود التركية، إلا أن مصادر في مدينة عين العرب ذات الأغلبية الكردية على الحدود مع تركيا، أفادت لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أن "القاعدة العسكرية الأميركية المذكورة، يتم العمل على تجهيزها هذه الأيام"، وهو ما كانت ذهبت إليه مصادر صحفية كردية الأسبوع الماضي.

مع تشكيك بعض المتابعين لهذه التطورات، في مصداقية ما يعتبرونه "تهويلاً كردياً" حول الأمر، يُراد منه تنميط التحالف الكردي – الأميركي في سورية، إلا أن ذلك لا يُلغي التأكيدات المتزايدة في الأسابيع الأخيرة، حول تواجدٍ عسكري أميركي محدود، لم يعد خافياً، في مناطق سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، وهو ما لا تنفيه الولايات المتحدة نفسها.

الكلام عن قاعدة عسكرية جديدة قرب مدينة عين العرب، التي تقع شمالي شرق حلب بنحو 130 كيلومتراً بدأ يتزايد قبل بضعة أيام، تحديداً حينما نقلت وكالة اخبارٍ كردية تُدعى "باسنيوز" عن مصدر عسكري في "قوات سورية الديمقراطية"، قوله إن "القوات الأميركية تبني مطارين عسكريين في مناطق شمال شرق سورية، سوف يستخدمان لأغراض عسكرية ومدنية معاً".

وتحدث هذا المصدر وقتها، عن أن "المطار الأول تبنيه القوات الأميركية في محيط المطار الزراعي في منطقة رميلان بمقاطعة الجزيرة، فيما المطار الثاني بدأت أعمال إنشائه في محيط قرية خراب عشك، الواقعة جنوب شرق عين العرب"، لافتاً إلى أنه "تمّ تخصيص مساحة تُقدّر بعشرة هكتارات لموقع المطار".

وسبق لناشطين سوريين متحدرين من مدينة الحسكة، أن رجّحوا في نهاية شهر يناير/كانون الثاني لـ"العربي الجديد"، صحة المعلومات، التي تحدثت عن "قيام وحدات عسكرية أميركية، خلال الأيام أو الأسابيع الماضية، بتهيئة المطار الزراعي الصغير، المتوقف عن العمل منذ أكثر من خمس سنوات". كما نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في نفس الفترة، عن مصادر وصفها بـ"الموثوقة" في محافظة الحسكة، تأكيدها أن "المطار الواقع قرب مدينة رميلان (يُسمّى أيضاً مطار أبو حجر) بات شبه جاهز لاستخدامه من قبل الطائرات الأميركية، حيث عمل الأميركيون على توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية". أما القاعدة الجديدة مثار الحديث هذه الأيام، فوفقاً للمعلومات المتوافرة، تقع قرب قرية خراب عشك، التابعة لعين العرب التي كانت قد شهدت تواجداً عسكرياً أميركياً أكثر من مرة".

اقرأ أيضاً تركيا: لن نتدخل بمفردنا في سورية

ففي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حصلت "العربي الجديد"، على معلومات من عين العرب، تؤكد "وصول نحو 50 جندياً أميركياً إلى المدينة، من أجل تقديم التدريب والدعم اللوجستي للمقاتلين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". وفي يناير/كانون الثاني الماضي، زار وفدٌ من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" المدينة، والتقى قياداتٍ محلية فيها. هذه المؤشرات وغيرها، سبقت التقارير التي تزايدت خلال هذا الأسبوع، حول قاعدةٍ عسكرية أميركية جديدة، قالت مصادر صحفية في عين العرب لـ"العربي الجديد"، إنه "يتم العمل على تجهيزها هذه الأيام".

بعد ذلك، دحض نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، مساء الاثنين، "المعلومات الأخيرة التي تحدثت عن قيام الولايات المتحدة بإنشاء قاعدتين جويتين في شمال سورية"، معتبراً أنه "ليس لها أساس من الصحة".

ولفت تونر، في مؤتمر صحافي، إلى أن "بلاده لا تبني أية قواعد في شمال سورية"، وهو ما ذهب إليه في ذات التوقيت، الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جيف ديفيس، الذي أكد أنه "ليس سراً أن لدينا عناصر هناك، وأننا قمنا بإرسال تجهيزات، وأنها وصلت إلى هناك بطرق ما، ولكننا لن نكشف عن تلك الطرق".

وكان المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" العقيد طلال سلو، قد ذكر منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أن "قواته تلقت وعوداً من اﻹدارة اﻷميركية بإرسال 50 خبيراً عسكرياً على مستوى التدريب والاتصالات وخبراء توجيه الطيران، وأن هناك استعدادات لاستقبالهم".

وحول الحديث عن قيام الولايات المتحدة بتهيئة مطار رميلان لاستخدامه كمنطلق لطائراتها في سورية، قال إن "المطار زراعي، وإن كان يتم تجهيزه فستكون له فاعلية بالمستقبل من أجل المساعدات الإغاثية فقط نتيجة الحصار المفروض على المنطقة، لأن الطائرات الأميركية ليست بحاجة لمطار مثل مطار رميلان، إن كانت تقوم بعملياتها العسكرية من قواعدها من البحر ومن الخليج وحتى من مطار إنجرليك بتركيا".

اقرأ أيضاً: القواعد العسكرية الأميركية في العراق... أبعد من ضرب "داعش"