القوات العراقية تنفّذ سلسلة هجمات ناجحة على "جيوب إرهابية"

القوات العراقية تنفّذ سلسلة هجمات ناجحة على "جيوب إرهابية"

24 مارس 2020
القضاء على عناصر للتنظيم ومصادرة أسلحة ومعدات (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد عدّة اعتداءات إرهابية نفّذتها عناصر مسلحة تتبع لتنظيم "داعش"، في مدن عدّة من شمالي العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية، أسفرت عن سقوط ضحايا من قوات الأمن والمدنيين، بينهم ضابط رفيع في قيادة قوات الطوارئ، نفذت القوات العراقية سلسلة عمليات ناجحة استهدفت أوكارا ومخابئ للتنظيم، في نينوى وصلاح الدين، أسفرت عن القضاء على عناصر من التنظيم ومصادرة أسلحة ومعدات.

وقالت خلية الإعلام الأمني، اليوم الثلاثاء، إنه "وفقا لمعلومات دقيقة، تمكنت قوة عسكرية عراقية من قتل ثلاثة إرهابيين يرتدون أحزمة ناسفة، بعد نصب كمين محكم لهم في قرية صلبي، جنوب غربي القيارة".
فيما أعلن متحدث عسكري في محافظة صلاح الدين مقتل عدد من عناصر التنظيم في عملية مباغتة قرب سامراء، أمس الاثنين، من بينهم عنصران بارزان بتنظيم "داعش"، وهم وهب المجمعي وحيدر دوار.
وبحسب مسؤول عسكري في قيادة العمليات المشتركة العراقية، تحدث عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، فإن "خلايا تنظيم داعش شنت أربع هجمات قوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضمن المحور الشمالي للعراق، وقد تكون محاولة لكسر الأطواق الأمنية المفروضة من قبل الجيش، أو لفتح جبهة أخرى في مكان آخر، لذا تم رفع حالة التأهب في عموم قوات الجيش بالمناطق التي شهدت اعتداءات إرهابية".
وبين أن القوات العراقية نفذت سلسلة عمليات ناجحة بالاشتراك مع وحدات من الحشد الشعبي وقوات عشائرية، وبإسناد سلاح الجو العراقي، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 إرهابيا، بينهم 7 عناصر قتلوا خلال المواجهات، والآخرون عبر ضربات جوية استهدفت مخابئ في سلسلة جبال حمرين وجبل قره جوخ قرب مخمور، شمالي العراق.
وأكد استمرار العمليات العسكرية في منحى تصاعدي في مسعى لوقف الهجمات بالدرجة الأولى، وأيضا العثور على مخابئ مسلحي التنظيم الموجودة في المناطق الصحراوية والجبلية، معللا أيضا بأن "حظر التجوال والتضييق قد أخرج الدبابير من أوكارها بحثا عما تحتاجه"، وفقا لتعبيره.
وكشف المسؤول العسكري عن أوامر صدرت للقيام بعمليات عسكرية في كل المناطق التي شهدت خروقات خلال اليومين الماضيين، للقضاء على الخلايا الإرهابية، واصفا مهمة قوات الجيش العراقي بأنها "تشبه مهمة كوادر وزارة الصحة اليوم"، في إشارة الى الجهود الطبية في العراق لاحتواء وباء كورونا.
ومنحت وزارة الدفاع العراقية نصف أفراد الجيش إجازات بسبب المخاوف من تفشي فيروس "كورونا" داخل المؤسسة العسكرية، معتمدة على تكثيف الطلعات الجوية بتنفيذ المهام بملاحقة بقايا تنظيم "داعش" والحدّ من تحرّكاته كإجراء لسدّ النقص الحاصل بأعداد الجنود.


وأعلن العراق أواخر العام 2017 تحرير الأراضي التي كان يحتلها تنظيم "داعش"، والتي تقدر بثلث مساحة العراق، بعد 3 سنوات من المعارك، ورغم ذلك ما زال التنظيم يحتفظ بجيوب وخلايا نائمة موزعة في مدن عراقية مختلفة.
وفي السياق، قال الخبير الأمني والعسكري مؤيد الجحيشي، لـ"العربي الجديد"، إن "خلايا تنظيم داعش ما زالت موجودة في أغلب المدن العراقية، وما زالت أيضا تشكل خطرا حقيقيا على استقرار تلك المدن"، معتبرا أن "العمليات العسكرية غير مجدية حاليا دون جهد استخباري ومعلوماتي".

وبين الجحيشي أن "حظر التجوال في المدن العراقية دفع خلايا داعش إلى شنّ الهجمات على القوات الأمنية، فهذه الخلايا لا تستطيع التحرك، ولهذا هي افتعلت بعض الخروقات، حتى يكون لها مجال في التحرك، خصوصاً أن بعض عناصر التنظيم ما زالوا في الكهوف والمضافات السرية، ولهذا يجب عليهم الخروج منها من أجل جلب الطعام أو الشراب".

وأضاف الخبير الأمني والعسكري أنّه "على الأجهزة الاستخباراتية استغلال قضية حظر التجوال من أجل شن عمليات استباقية للقضاء على خلايا تنظيم داعش، وكشف عناصرها، خصوصاً أنهم الآن لا يستطيعون التحرك بحرية، كما كان الوضع سابقاً قبل الحظر".

دلالات