Skip to main content
القوات العراقية تتقدم في كركوك وانقسام بالقوات الكردية والتحالف الدولي لاحتواء المعارك
العربي الجديد ــ بغداد
العربى الجديد ــ إربيل
يواصل نحو 40 ألف جندي من الجيش العراقي، وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، وقوات التدخل السريع، ووحدات مدرعة، تقدمهم صوب مدينة كركوك، والبلدات المحيطة بها، بما يشمل حقول النفط الرئيسية، وسط اشتباكات وقصف متبادل أوقع خسائر في كلا الطرفين، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون أكراد لـ"العربي الجديد" وجود ما وصفوه بالـ"خيانة" من مقاتلي البشمركة التابعين لحزب الاتحاد الوطني (معسكر السليمانية) عبر انسحابهم من مواقعهم وتركها للقوات العراقية بلا قتال، خاصة في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي.

وفي تلك الأثناء، وصل وفد عسكري رفيع من التحالف الدولي إلى أربيل في مسعى منهم لاحتواء المعارك ووقفها عبر لقاءات سيجريها مع قيادات كردية، من بينها مسعود البارزاني.

وقال مسؤولون عراقيون في الجيش إن القوات العراقية، التي أطلقت على مجريات أحداث كركوك اليوم تسمية عملية "إعادة فرض الأمن"، سيطرت على مناطق الحي الصناعي، وفلكة تكريت، وتل الورد، ومنطقة تركلان، ويايجي، ومعبر جسر خالد، وطريق الرياض، ومريم بيك، وطريق الرشاد، فضلًا عن منشأة غاز الشمال، ومركز للشرطة، ومحطة لتوليد الكهرباء، ومصفى نفطي قرب كركوك، وقاعدة "كي 1" العسكرية، وهي الأكبر في كركوك.

وتدور المعارك، في هذه الأثناء، قرب مطار كركوك العسكري، وأجزاء من منطقة الصيادة، التي تعد بوابة الدخول إلى مركز مدينة كركوك".

وقال العقيد محمد حسين الطائي، من قوات الفرقة التاسعة بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "قواتنا تستعد لإعادة الخريطة إلى ما كانت عليه قبل دخول داعش، ومن يقف في وجه ذلك يعد خارجًا عن القانون، وسيتم التعامل معه وفقًا لذلك"، مبينًا أن "البشمركة التي واجهت القوات العراقية بالساعات الماضية ستتم محاسبتها هي ومن أعطاها الأوامر، نافيًا في الوقت نفسه استخدام سلاح الجو العراقي في العملية، مؤكدًا أن العمليات تحرك بري لا أكثر.

في هذه الأثناء، قال رئيس أركان "البشمركة"، جمال إيمنيكي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحشد الشعبي" والقوات العراقية هي من بادرت بفتح النار تجاه قواتنا"، مضيفًا أنهم "يستخدمون أسلحة أميركية في الهجوم على قوات البشمركة، وواجبنا هو الدفاع عن كركوك حاليًا"، على حدّ تعبيره.

إلى ذلك، قال مسؤولون في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، إن "خيانة وتخاذلًا من قبل أفراد البشمركة التابعين لحزب الاتحاد دفعتهم إلى ترك مواقعهم". وقال القيادي في الحزب أمين حاجي عوصمان، لـ"العربي الجديد"، إن ما جرى "ليس هزيمة بل خيانة، وننتظر توضيحًا من حزب الاتحاد"، مؤكدًا أنه "تم تعويض البشمركة المنسحبين من جماعة الاتحاد بمقاتلين إضافيين من مناطق أخرى في الإقليم".

وفي السياق، دعا عضو البرلمان العراقي السابق، السياسي الكردي محمود عثمان، اليوم، جميع الأطراف للتهدئة، محذرًا في حديث لـ"العربي الجديد" من استمرار التصعيد. ورفض عثمان الوضع الحالي "الذي تسبب به المتطرفون من الجانبين"، محذرًا من "الانسياق وراء رغبات دول الجوار".

ووجه رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، اليوم، قوات البشمركة بالتصدي لأي هجوم على مواقعها. وقال مستشار البارزاني، هيمن هورامي، إن رئيس إقليم كردستان أمر القوات الكردية بعدم الشروع في الحرب، مستدركًا بأنه "إذا بدأت أية مليشيات بإطلاق النار فلقوات البشمركة الضوء الأخضر لاستخدام كل القوة للوقوف ضدها"، وفق ما نقل الأخير عن البارزاني.

وحول خسائر المعارك، قالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، في كلا الطرفين، إن هناك 33 قتيلًا وجريحًا من "البشمركة"، ونحو 15 قتيلًا من الحشد، و3 من أفراد الجيش العراقي، قتلوا بالمعارك، فضلًا عن جرحى آخرين".

في غضون ذلك، قالت مصادر محلية في كركوك، فضلًا عن شهود عيان، إن المئات من المقاتلين التابعين لـ"حزب العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، والمدرج ضمن لائحة الإرهاب، دخلوا كركوك قادمين من جبال سنجار لدعم البشمركة في المدينة.

وقال مسؤول محلي في المدينة إن "هناك اتفاقًا على القتال حتى آخر عنصر بالبشمركة، وعدم تسليم المدينة".


شارك في إعداد التقرير: براء الشمري، علي الحسيني، محمد شيرزاد