القنوات الأميركية وليلة الدراما الانتخابية الطويلة

القنوات الأميركية وليلة الدراما الانتخابية الطويلة

09 نوفمبر 2016
اعتمدت معظم التغطيات على استطلاعات الرأي (إميلي مولي/getty)
+ الخط -

تعرضت القنوات التلفزيونية الأميركية لانتقادات عدة، بسبب طريقة تغطيتها لليوم الانتخابي، أمس الثلاثاء، إذ اعتُبرت بعض التغطيات انفعالية بشكل مبالغ فيه، بينما تصرفت قنوات أخرى مع الانتخابات كأنها حسمت الفوز لصالح المرشحة الديمقراطية، هيلاي كلينتون.

واعتمدت شبكات القنوات التلفزيونية على استطلاعات الرأي والتحليلات، منذ بداية تغطية اليوم الانتخابي، وأجمعت بمعظمها على ترجيح فوز كلينتون، بالرئاسة، بينما أشارت النتائج الفعلية إلى حقيقة مغايرة تماماً، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".

وأشارت الوكالة إلى أن عشرات ملايين الأميركيين اضطروا إلى متابعة "تغطية درامية"، امتدت حتى ساعات الصباح الأولى.

وقالت الوكالة، إنها أعلنت فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالرئاسة عند الساعة الثانية والنصف صباحاً، باعتماد التوقيت الشرقي. بعد مرور 10 دقائق، أعلنت شبكة "سي أن أن" أن كلينتون دعت ترامب إلى التنازل والاعتراف بخسارته.

أما مراسل قناة "سي بي أس"، سكوت بيلي، فقال: "دونالد ترامب هو الشخص الأول الذي يُنتخب لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية من دون أن يحمل أي منصب سياسي من قبل، باستثناء دوايت آيزنهاور، وهو الرئيس الـ34 للولايات المتحدة". وأضاف: "لقد حقّق ذلك من دون أن يكون حاصلاً على امتياز الفوز في الحرب العالمية الثانية".

وقبل أقلّ من ساعة على ذلك، أعلن مدير حملة كلينتون، جون بوديستا، أن المرشحة الديمقراطية لن تتحدث لمؤيديها هذه الليلة، ما أدّى إلى بدء مناقشة لاذعة على شبكة "سي أن أن"، ركزت على "التحدي الذي تواجهه البلاد في الشفاء بعد الحملة الصعبة".

وعبّر المدير السابق لحملة ترامب، كوري ليفاندوفسكي، الذي يعمل محللاً على "سي أن أن" عن غضبه من قرار كلينتون بعدم الظهور، وأشار إلى أن ترامب سيُنتقد لو اتخذ القرار نفسه.

فردّ عليه المحلل المؤيد لكلينتون، فان جونز: "كوري أنت شخص فظيع الآن" مباشرة على الهواء. وأدّت نتائج الانتخابات إلى توجيه انتقادات شديدة اللهجة لمستطلعي آراء الناخبين، إذ توقع عدد قليل منها فوز ترامب، بينما أجمعت معظم مجالس تحرير الصحف ومؤسسات استطلاع الرأي على فوز كلينتون، ولم تقترح أي من القنوات التلفزيونية أثناء تغطيتها احتمال أن تخسر كلينتون المعركة الرئاسية.

وتعليقاً على الصدمة من فوز ترامب، قالت مراسلة "ايه بي سي نيوز"، سيسيليا فيغا: "أنا أجلس هنا ومتفاجئة بحقيقة، إننا متفاجئون بهذه النتيجة بعد حملة انتخابية مليئة بالمفاجآت".

واعتبر المراسلون تأييد معظم الناخبين من المناطق النائية لترامب بمثابة "صرخة أولى نيابة عن الناخبين المحرومين"، وفقاً للصحافي والمحلل السياسي في "سي أن أن"، ديفيد أكسلرود.

في سياق متصل، رأت قناة "فوكس نيوز" المؤيدة للمرشح الجمهوري أن الأمر يعبر عن "ثورة الطبقة غير المحمية ضد النخبة المحمية"، على لسان مراسلة القناة، مونيكا كراولي.

أما مراسلة قناة "أن بي سي نيوز"، كاسي هانت التي رافقت كلينتون خلال الأسبوع الأخير من حملتها الانتخابية بين المناسبات عدة، فقالت إنها لم تشعر أنها تغطي حملة رابحة، وأشارت إلى أنها تعرض للنقد من مصادر عدة بسبب شعورها هذا.

في المقابل، بدا الناشط السياسي، فان جونز، عاطفياً جداً عن الحديث عن خسارة كلينتون على قناة "سي أن أن"، إذ قال: "هناك بعض الأشخاص الذين يضعون أطفالهم الآن في السرير ويخافون من قدوم الصباح، يخافون من كيفية إخبارهم بما حصل"، وأضاف: "لديّ أصدقاء مسلمون يراسلونني الليلية، ويقولون لي إن عليهم مغادرة البلاد. لديّ عائلات من المهاجرين المرعوبين الليلة".

واعتبر جونز أن فوز ترامب "صفعة من البيض ضد الأعراق الأخرى، والمهاجرين واللاجئين، وضدّ الأميركيين الأفارقة".



(العربي الجديد)