القضاء اللبناني يمنع السفيرة الأميركية من الإدلاء بتصريحات إعلامية

القضاء اللبناني يمنع السفيرة الأميركية من الإدلاء بتصريحات إعلامية

27 يونيو 2020
السفيرة الأميركية بلبنان ممنوعة قضائياً من التصريح للإعلام (تويتر)
+ الخط -
أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور جنوبي لبنان، محمد مازح قراراً، السبت، يمنع بموجبه السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيه، من التصاريح الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريحٍ لها في هذا الإطار لمدة سنة، تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية المعنية عن العمل لمدّة مماثلة. 

وأتى قرار قاضي الأمور المستعجلة بناءً على استدعاء وصل إليه، مرتبط بالمقابلة التلفزيونية الأخيرة، التي أجرتها السفيرة الأميركية، أمس الجمعة، عبر قناة "الحدث"، إذ أشارت المستدعية إلى أنّ شيه "أدلت بتصريحات مسيئة للشعب اللبناني ومثيرة للفتن والعصبيات، ومن شأنها تأجيج الصراعات المذهبية والطائفية، وتشكل خطراً على السلم الأهلي والعيش المشترك"، طالبةً "اتخاذ تدابير بوضع حد لمثل هذه التصريحات".

وعلّقت وزيرة الإعلام، منال عبد الصمد، على القرار، في تغريدة على حسابها عبر "تويتر" حيث كتبت "أتفهم غيرة القضاء على أمن الوطن من تدخل بعض الدبلوماسيين في شؤونه الداخلية، لكن لا يحق لأحد منع الإعلام من نقل الخبر والحدّ من الحرية الإعلامية. وفي حال لدى أحد مشكلة مع الإعلام، فليكن الحلّ عبر وزارة الإعلام والنقابة، والدور الاستشاري للمجلس الوطني للإعلام وانتهاءً بمحكمة المطبوعات". 

من جهتها، أصدرت المؤسسة اللبنانية للإرسال "LBCI" بياناً اعتبرت فيه قرار القاضي المازح "تدخلا في قدسية وحرية العمل الإعلامي التي يصونها الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء، وتعتبره قراراً غير ملزم وغير نافذ، وبالتالي ستتقدم بطعن بوجهه، أمام السلطات القضائية المختصة".

وشددت المؤسسة اللبنانية للإرسال على أن "لا قضاء العجلة ولا القضاء البطيء قادر على المس بالحريات الإعلامية، وإذا كانت هناك من تصفية حسابات سياسية، وارتضى بعض القضاء أن يكون جزءاً منها، فإن الحريات الإعلامية ليست جزءاً من هذه التصفيات ولا هي مكسر عصا، فالحرية الإعلامية إما أن تكون وإما أن تكون". 

أما قناة "MTV" اللبنانية فأشارت إلى أنها "كسرت قرار قاضي الأمور المستعجلة وأجرت مقابلة مع السفيرة الأميركية". وقالت شيه في المقابلة "كنت أتمنى أن يقضي الناس هذا الوقت في محاولة حل المشاكل التي تواجه البلد، الذي يعاني من أزمة اقتصادية أدت إلى أن تقلق الناس على تأمين الطعام على المائدة. لذا لا، لم تسكت سفارة الولايات المتحدة الأميركية". وأضافت السفيرة الأميركية أنها تلقت اتصالاً من الحكومة اللبنانية تعتذر فيه عن قرار القاضي مازح، و"يجب أن تبقى حرية التعبير للشعب اللبناني مُصانة".

وقال المحامي والخبير القانوني الدكتور أنطوان صفير، لـ"العربي الجديد"، إنّ القرار "مستغرب جداً، ولا يفترض أن يكون لقاضي الأمور المستعجلة صلاحية إصدار هكذا قرارات، ولا سيما أنّ الموضوع يتعلّق بالعلاقات الدبلوماسية والاتفاقيات التي ترعى العلاقات، والتي لا يمكن لقضاء العجلة أن يكون طرفاً أو حكماً فيها أو قادراً حتى على اتخاذ إجراءات في هذا الشأن، حيث إن هناك سلطات سياسية لها صلاحيات التعاطي مع السلطات الأميركية".

ويشير صفير إلى أن "لا مبرر للقرار سوى ترجمة للعملية السياسية في لبنان لكن من باب القرار القضائي، وبكل الأحوال هناك أصولٌ يمكن أن تعتمد ويمكن استئنافه من قبل النيابة العامة علماً أن لا تداعيات قانونية للقرار".

وكان لافتاً أنّ قناة "الحدث" غرّدت، على حسابها عبر "تويتر"، معلنةً أنّها ستبث الإعادة الكاملة لمقابلة السفيرة الأميركية، بعد منع القضاء اللبناني لها من التصريح، مساء اليوم السبت. 

وأدلت السفيرة الأميركية دوروثي شيه، أمس الجمعة، لقناة "الحدث" بمواقف شديدة اللهجة ضد "حزب الله" اللبناني، مشددة على أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم حكومة لبنانية مستقلة من دون سيطرة "حزب الله"، الذي، على حدّ قول السفيرة، "بنى دولة داخل الدولة، استنزفت لبنان وكلفت الدولة اللبنانية مليارات الدولارات التي ذهبت إلى دويلة حزب الله بدلاً من خزينة الدولة".

المساهمون