القضاء التركي ينظر في تحويل آيا صوفيا إلى مسجد

أعلى محكمة إدارية تركية تنظر في تحويل آيا صوفيا إلى مسجد

02 يوليو 2020
آيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون (أوزان كوسي/فرانس برس)
+ الخط -

ينظر مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، اليوم الخميس،  في طلب لتحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة إلى مسجد، في خطوة يأمل الرئيس رجب طيب أردوغان أن تتحقق على الرغم من التوتر الذي يمكن أن تثيره مع دول عدة.

وتقدمت بالطلب منظمات عدة لتحويل الموقع إلى مسجد من جديد. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أن القرار قد يصدر في اليوم نفسه، أو خلال 15 يوماً على أبعد حد.

وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس، وكانوا يتوجون أباطرتهم فيها. وقد أدرجت على "لائحة التراث العالمي" لـ "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول.

وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453، حُولت إلى مسجد في 1453، ثم إلى متحف في 1935، بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك، بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".

وفي مؤشر إلى القلق الذي تثيره هذه القضية في الخارج، دعت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، تركيا إلى عدم المساس بوضع آيا صوفيا. وكتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "نحث السلطات التركية على أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، بوصفه تجسيداً لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني للذين ساهموا في بناء الجمهورية التركية، وأتاحوا لها أن تبقى منفتحة على الجميع". وأضاف بومبيو "تعتبر الولايات المتحدة أي تغيير في الوضع (...) بمثابة تهميش لإرث هذا المعلم الرائع".

وعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي أنّ بلاده "تتلقى هذه التصريحات بدهشة"، مضيفاً أنّ "لكل شخص الحرية في التعبير عن رأيه. في المقابل، ليس لأحد الحق في إبداء رأيه حول حقوقنا السيادية بلهجة التحذير".

وأردوغان الذي يشعر بالحنين إلى الإمبراطورية العثمانية، ويسعى إلى كسب أصوات الناخبين المحافظين، وسط أزمة اقتصادية ناجمة عن وباء "كوفيد ــ 19"، عبر مرات عدة عن تأييده لفكرة تحويلها إلى مسجد. وقد وصف العام الماضي تحويلها إلى متحف بـ "الخطأ الفادح".

ومنذ وصول أردوغان إلى السلطة في 2003، تزايدت النشاطات المرتبطة بالإسلام داخل هذا الموقع الذي تنظم فيه حلقات لتلاوة القرآن أو صلوات جماعية أمامه. وكان مجلس الدولة سمح العام الماضي بتحويل كنيسة شورا البيزنطية في إسطنبول إلى مسجد، في قرار اعتبره البعض اختباراً قبل البت في مستقبل آيا صوفيا. ويثير مصير آيا صوفيا قلق اليونان المجاورة، خصوصاً التي تراقب عن كثب الإرث البيزنطي في تركيا، ونددت الأسبوع الماضي وزيرة الثقافة اليونانية، لينا ميندوني، بهذه الخطوة، قائلة إن "هذا النصب العالمي (...) يُستغل لخدمة مصالح سياسية محلية".

(فرانس برس)

 

المساهمون