القصف والخوف من الحصار يدفعان أهالي ريف حماة للنزوح

القصف والخوف من الحصار يدفعان أهالي ريف حماة الشمالي للنزوح

15 اغسطس 2019
هروب مع تصاعد القصف (Getty)
+ الخط -

تشهد بلدات ومدن ريف حماة الشمالي عمليات نزوح جديدة لآلاف المدنيين من أبنائها باتجاه ريف إدلب الشمالي، جراء تصاعد القصف الكثيف واعتماد سياسة الأرض المحروقة تجاه المناطق السكنية، وزيادة المخاوف من أن يطبق النظام حصاره عليها، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.

وقال نائب رئيس المجلس المحلي في مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، عبد السلام القاسم، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في ريف حماة سيئ للغاية، إذ نزح يوم الأربعاء، كثير من المدنيين في البلدة، جراء القصف الكثيف، والخوف من الوقوع في الحصار".

ولفت إلى أن "البلدة شبه مدمرة، وقد نزح منها نحو ألفي عائلة، منهم 400 عائلة هي بالأساس نازحة من مناطق أخرى، وهم حاليا يعانون من عدم وجود أماكن مخصصة لاستقبالهم، إضافة إلى قلة المساعدات الإنسانية".

من جانبه، قال رئيس المجلس المدني في كفرزيتا مدين خليل، لـ "العربي الجديد"، "تتعرض المدينة لقصف شديد، ما تسبب في شلل الحياة بشكل كامل، حتى غالبية مناهل وآبار المياه تم تدميرها، كما دمر أكثر من 70 بالمائة من شبكة الصرف الصحي، ولا يوجد كهرباء لدينا".

وأضاف أن "كفرزيتا محاصرة حيث طرقات الدخول والخروج مرصودة ناريا من القوات النظامية، ولم يتبق داخل البلدة سوى نحو 200 شخص عالقين هناك ولا نتمكن حاليا من إدخال المواد الغذائية لهم، أو حتى إخراجهم من المدينة".

ولفت إلى أن "المجلس المحلي اشترى قطعة أرض مساحتها 25 كم بمجهود شعبي، في منطقة سرمدا في الشمال السوري، لكن هذا المخيم قيد الإنشاء، ولم تتوفر بعد خيام أو أي خدمات من مياه أو كهرباء، وناشدنا كثيرا من المنظمات لكن لم نتلق أي نوع من الدعم ولو بخيمة واحدة، في حين أن الأهالي مقيمون عند أقاربهم وأصدقائهم ما يزيد من الأعباء المعيشية".

وبين أن "غالبية المدن والبلدات نزح سكانها، من ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، في حين أن أكبر مخاوف الناس أن يحاصروا في كفرزيتا وخان شيخون واللطامنة، حيث إن القصف الكثيف منذ أشهر يدل على أن الروس والنظام يسعون لحصار هذه المناطق".

من جهته، قال مسؤول الطوارئ في مديرية صحة حماة الدكتور حامد حامد، لـ"العربي الجديد"، "في مناطق ريف حماة لا يوجد حاليا بشر، لذلك لا توجد خدمات صحية، إذ إن أغلب مناطق ريف حماة الشمالي باتت مناطق اشتباك مسلح".

وأضاف "يوجد لدينا نقطة إسعافية حول قسطون التي فيها بعض المدنيين، ووضعنا مع النقطة الإسعافية سيارة إسعاف موجودة على مدار الساعة، بينما منطقة كفرزيتا ومورك واللطامنة أصبحت خطرة جدا، كانت لدينا سيارتا إسعاف هناك، تم استهداف إحداهما بالقصف الجوي ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من المسعفين، والسيارة الثانية بكفرزيتا طاولها القصف وخرجت عن الخدمة وتم سحبها إلى الشمال للصيانة".

وبين أنه "حاليا أغلب مراكز حماة الصحية والمشافي أصبحت في مناطق شمال إدلب، وتم وضعها في أماكن وجود النازحين من أجل تقديم الخدمات الطبية، وتعاني مديرية صحة حماة من نقص الدعم لأغلب المراكز تقريبا حيث يعمل عدد منها بشكل تطوعي منذ عدة أشهر".

وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قال، في تقرير صدر الأربعاء وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، "تستمر حركة النزوح الكثيفة من مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، حيث بلغ عدد العائلات النازحة خلال الفترة الواقعة بين 11 آب/أغسطس، وحتى 14 آب/أغسطس أكثر من 14216 عائلة (92.119 نسمة)".

وأضاف "ووثق الفريق نزوح أكثر من 6244 عائلة (40.461 نسمة) خلال الساعات الماضية فقط، معظمهم ما زال حتى الآن على الطرقات الرئيسية وفي العراء".

وناشد الفريق الجهات والفعاليات المحلية تأمين مراكز إيواء وفتح المدارس والمخيمات بشكل عاجل وفوري لامتصاص الكتلة البشرية الهائلة التي تستمر في النزوح باتجاه مناطق الشمال السوري. كما ناشد المنظمات والهيئات الإنسانية العمل على التحرك العاجل لتوفير الاستجابة وزيادة فعالية العمليات الإنسانية في المنطقة.    

دلالات