القصف والحصار يزيدان معاناة 890 مريض سرطان بغوطة دمشق

القصف والحصار يزيدان معاناة 890 مريض سرطان بغوطة دمشق

دمشق

الأناضول

avata
الأناضول
24 ابريل 2016
+ الخط -
زاد الحصار والقصف معاناة مرضى السرطان في غوطة دمشق الشرقية، والبالغ عددهم 890 مريضاً، يتلقون العلاج في مركز دار الرحمة، وهو المركز الوحيد لمعالجة الأورام السرطانية في منطقة الغوطة.

وأدى انقطاع الدواء الناجم عن الحصار، والحالة النفسية السيئة التي يتسبب فيها قصف النظام المتواصل على المنطقة، إلى تردي الحالة الصحية لكثير من أولئك المرضى، وانتكاس حالاتهم بعد تقدمهم في العلاج، ووفاة آخرين في مراحل المرض القابلة للعلاج.

الطفلة تسنيم كحلوس، البالغة من العمر ست سنوات، إحدى المصابات بالسرطان، كانت تتلقى العلاج في مشفى الأطفال الواقع في مناطق سيطرة النظام السوري في العاصمة دمشق، عندما كان هناك منفذ من الغوطة نحو دمشق، قبل سنتين ونصف، وكانت في مرحلة متقدمة بالعلاج، إلا أن إحكام النظام حصاره على الغوطة حال دون تمكنها من متابعة العلاج.

وأفادت الطبيبة وسام الرز، أخصائية معالجة أورام الدم والسرطان، أن "تسنيم وهي واحدة من 120 طفلًا، يتم معالجتهم في المركز، تم تشخيص إصابتها بابيضاض الدم الليمفاوي الحاد قبل سنتين ونصف، وبعد خضوعها للعلاج لمدة ستة أشهر في دمشق دخلت في مرحلة الهوادة التامة، أي ما يشبه الشفاء، وعندما انقطعت عن علاجها في دمشق ولم تكن عائلتها تعرف البروتوكول العلاجي الذي تتناوله، فوضعناها في حالة مراقبة، وخلال فترة المراقبة استشهد والدها فانتكست حالتها وساءت أكثر".

وأضافت الرز، أنهم بدأوا بعد ذلك بوضع بروتوكول علاجي جديد لتسنيم، وأخضعت للعلاج وفقاً له، وقد مضى على بداية علاجها في المركز نحو عام ونصف، وسط تحسن ملحوظ في حالتها.

وأشارت الرز إلى صعوبات كثيرة يواجهها المركز، على رأسها عدم توفر الدواء بشكل دائم، وفترات النقص الغذائي الكبير الذي كانت تمر به الغوطة بين الحين والآخر من جراء الحصار، إلى جانب الحالة النفسية التي يعاني منها المرضى من القصف المتواصل على المنطقة والدمار الذي تحدثه وخسارة بعضهم أقاربه وأصدقاءه جراء القصف، مشيرة إلى أن كل هذه العوامل أسهمت في إضعاف تحمل مرضى السرطان للعلاج.

من جانبها، أكدت أم تسنيم أن ابنتها تأثرت كثيراً بمقتل والدها في قصف للنظام، مشيرة إلى أن تسنيم تدرس في الصف الأول الابتدائي، ومضى على خضوعها للعلاج في مركز دار الرحمة ما يقارب السنتين، معربة عن أملها في أن تشفى ابنتها وباقي المرضى في المركز بأسرع وقت.

وأوضحت أمل الشامي، مسؤولة المخبر والتحاليل الطبية في مركز دار الرحمة الطبي، أن مركز دار الرحمة يستقبل المرضى من جميع مدن الغوطة الشرقية، كما أن الدكتورة وسام الرز هي الطبيبة الوحيدة المتخصصة بالأورام في المنطقة.

وأكدت الشامي أن الحصار يعوق عمل المركز من ناحية توفير الدواء، وأن فترات انقطاع الدواء تحول دون التدخل العاجل في حالات معينة، ما يؤدي إلى تراجع في حالة المريض أو حتى وفاته في بعض الأحيان.

وتضم الغوطة الشرقية لدمشق عدداً من المدن والبلدات، أبرزها "دوما" و"كفربطنا" و"عربين" ويقطنها نحو 700 ألف نسمة حالياً، وتتبع إدارياً لمحافظة "ريف دمشق"، ويخضع الجزء الأكبر منها، والذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، للحصار من قبل قوات النظام منذ نحو 3 أعوام، إلى جانب تعرضها لقصف متواصل من طائرات النظام أسفر عن مقتل آلاف المدنيين فيها.

ذات صلة

الصورة
طفل مصاب بالسرطان ووالدته من غزة في مستشفى المطلع في القدس في 17 أكتوبر 2023 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)

مجتمع

قرّرت المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة 20 مريضاً فلسطينياً مصاباً بالسرطان، من بينهم أطفال، إلى قطاع غزة المحاصر رغم تهديد حياتهم بالخطر.
الصورة
برقة (العربي الجديد)

سياسة

وتمكن الأهالي ظهر اليوم السبت، من إدخال مركباتهم، التي أبقاها أصحابها أمس الجمعة في بلدة دير دبوان المجاورة، لكن بعد انتظار على الحاجز العسكري لقوات الاحتلال. 
الصورة
اعتصام مرضى السرطان في الشمال السوري (عدنان الإمام)

مجتمع

سجلت مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، خلال الـ48 ساعة الماضية، ثلاثة وفيات، بينها طفل من مرضى السرطان، في ريف محافظتي إدلب وحلب، في ظل تفاقم حالات عشرات المرضى، بالتزامن مع بدء اعتصام مفتوح بالقرب من معبر "باب الهوى" شمالي محافظة إدلب.
الصورة
وقفة تضامنية لإنقاذ مرضى السرطان (تويتر)

مجتمع

شارك طلاب أحد المعاهد الصحية في منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشمالي الشرقي، ضمن مناطق سيطرة المعارضة شمالي سورية، في وقفة تضامنية تحت عنوان "أنقذوا مرضى السرطان"، اليوم الجمعة.

المساهمون