الفيلم المغربي.. هوية أم هويات؟

الفيلم المغربي.. هوية أم هويات؟

17 مايو 2017
مشهد من فيلم "هذه الأيادي" لـ حكيم بلعباس، 2008
+ الخط -

"الإنتاج السينمائي: الواقع والآفاق"، عنوان الندوة التي تنظّمها جمعية "مغرب الفن" بتنسيق مع "المكتبة الوطنية" في الرباط، في العشرين من الشهر الجاري، يشارك فيها المخرج السينمائي سعد الشرايبي والمخرج حسن دحاني والنقّاد السينمائيون محمد إشويكة وعزالدين الوافي وإبراهيم إغلان.

ورغم أن المحاور التي تنعقد الجلسات حولها تبدو متشعبة؛ من واقع الكتابة السينمائية وإشكالية الإنتاج والإخراج والمهرجانات السينمائية، لكنها تشخّص المشهد السينمائي في المغرب. ومن جهة أخرى، فإن كثيراً مما راكمته السينما المغربية عبر مسارها الطويل، أمسى يحتاج إلى قراءة عميقة تسائل هوية هذه السينما والصورة التي تسوّق لها على مستوى عربي وأفريقي وعالمي.

من جهة أخرى، ورغم ما حققته السينما المغربية من حضور وزخم، لكننا ما زلنا إلى اليوم نتساءل عن مآل القاعات السينمائية، بعد إغلاق العديد منها، بعضها كان يشكّل علامة تاريخية فارقة في تاريخ الفرجة السينمائية في البلاد.

لا يمكن اليوم الحديث عن اتجاهات محدّدة للإخراج السينمائي، أو أن نتبيّن بعضاً من ملامح جمالية مشتركة لهذه التوجهات، فبالرغم من تعدد الرؤى الإخراجية، يمكن أن نسأل إلى أي حد استطاعت أفلام حكيم بلعباس أو فريدة بورقية أو فريدة بليزيد أو جيلالي فرحاتي أو فوزي بنسعيدي أو كمال كمال أو عبدالقادر لقطع أو نبيل لحلو أو اسماعيل فروخي أو هشام العسري... أن تبلور ملامح محدّدة وسمات إخراجية تؤسّس لاتجاهات في السينما المغربية؟

وهل استطاع "المركز السينمائي المغربي"، ومعه المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص أن يسهموا، من خلال الدعم في إنشاء وترسيخ سينما ذات خصوصية. وما هو دور المهرجانات السينمائية، إذ لا تخلو مدينة في المغرب من مهرجان للفن السابع، وهل أفلحت هذه التظاهرات في إعادة أو دفع المتفرّج إلى القاعات الفارغة؟

إلى اليوم ما تزال القراءات حول واقع السينما في المغرب تعيش نفس أسئلة البدايات، لا سيما تلك التي تدور حول الهوية. وفي الحالات التي تجري فيها العودة إلى التجارب المؤسسة، تبدو بعض الأفلام القريبة من تجارب سينما المؤلف ("الشركي"، "حلاق درب الفقراء"، "عرائس من قصب"، "السراب"،...) أكثر تطلعاً، رغم الظروف القاسية للإنتاج السينمائي حينها، إلى تأسيس صورة للسينما المغربية ذات جماليات خاصة، مثلما هو الأمر مع السينما الإيرنية أو الروسية أو النمساوي..إلخ

كان الناقد السينمائي الراحل مصطفى المسناوي نبّه، إلى "الخطابات التهليلية للنهضة السينمائية"، بل واعتبر في الكثير من كتاباته أن "الإنجازات اللحظية البراقة" هي ما تفرّغ المسؤولون عن قطاع الفن السابع في البلاد لتسويقها.

والحال، أن هناك تزايداً لافتاً في عدد القاعات المغلقة، وندرة مختصين في بعض المجالات المهنية السينمائية وتزايد الاعتماد على الدعم العمومي. بإمكان القطاع اليوم تشكيل "صناعة سينمائية" قادرة، ليس فقط على تأهيل البنيات التحتية، بل أيضاً توجيه صنّاعها إلى التفكير في السينما أكثر من التفكير في "آليات الدعم العمومي"، الذي يعرف تزايداً في أرقامه في وقت يمكن التساؤل فيه عن مآل هذا الدعم.

وبعيداً عن ضجيج "المنع" والجدل حول مواضيع الجنس والجرأة وتوظيف الديني، والإساءة لبعض "القيم" المجتمعية.. خارج هذه المقولات، يطل بعض الشباب، من خلال أفلامهم القصيرة أو الروائية الأولى، على المشهد السينمائي المغربي برؤية تعبّر عن تنوع المجتمع ومفارقاته، بطريقة انتقادية وأحياناً ساخرة.

المساهمون