الفنون لمعالجة الهجرة السرية في تونس

الفنون لمعالجة الهجرة السرية في تونس

18 يناير 2016
يجب أن يصبح الفن في تونس أساسيّاً(العربي الجديد)
+ الخط -


يواصل "فضاء مسار" للفنون بالعاصمة تونس أنشطته ذات الأهداف الاجتماعية والثقافية في المنحى الدوري الذي اختاره، ليقدم محطته الشهرية وهي تظاهرة "محطات" في موعد استثنائي تم خلاله طرح مسألة الهجرة السرية وحرية التنقل.


وأشارت نجلاء الجريدي، المنسقة العامة لـ"فضاء"إلى أن "الموضوع الذي فرض نفسه في هذا الشهر هو الهجرة السرية، بمناسبة ذكرى الاتفاقية الدولية لحماية حقوق المهاجرين وأسرهم الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وتضمن البرنامج، مداخلة حقوقية حول موضوع الهجرة السرية، شارك في طرحها ثلة من الباحثين والمختصين في المجال. وقالت حنان بن بلقاسم، ممثلة المنظمة الدولية للهجرة لـ"العربي الجديد": تعمل منظمتنا كثيراً على موضوع الهجرة غير النظامية، وبالنسبة لنا لكل إنسان الحق في التنقل، ولا نحبذ تسميتها بالهجرة السرية أو غير القانونية، لأن التنقل أحد المبادئ التي نناضل من أجلها".


ولفتت إلى أن "العام 2015 شهد موت حوالي 4555 ضحية في البحر جراء الهجرة غير النظامية، وهذا العدد جعلنا نطلق صيحة فزع من خلال حملات تحسيسية في البلدان التي تنضم للمنظمة الدولية للهجرة، وذلك لإيجاد حلول لهذه الآفة التي تفتك بأرواح كل الفئات العمرية وحتى الأطفال"

وأكدت بن بلقاسم "أن المنظمة تحاول العمل في إطار شراكة مع الحكومة التونسية ومع المجتمع المدني، ولذلك نشارك في هذه التظاهرة التي تعالج مشكلة الهجرة بطريقة مغايرة، وشراكتنا مع فضاء مسار هدفها التحسيس عن طريق الفنون، كالسينما والمسرح والغناء والرسم وغيرها من الفنون القريبة من الشباب والأطفال".

وشهد البرنامج بالإضافة الى المداخلات الفكرية عرض الفيلم القصير "محبش يتكلم"، من إنتاج ورشات مسار في السينما، ومواقف وصور مسرحية من إنتاج ورشات مسار في المسرح التفاعلي الموجه للشباب والأطفال، كما شارك في التظاهرة نفسها مجموعتا "راب مسار" و"مسار للموسيقى البديلة"، بأغان تتماشى مع القضية المطروحة.

عبد الكريم العكرمي من مجموعة "راب مسار" قال أيضاً لـ"العربي الجديد" "قمنا بتحضير أغنية عن "الحرقة"، أي الهجرة السرية، وهي قصة تقدم ما يتعرض له المهاجر في رحلته عبر البحر، ثم بعد وصوله للبلد الذي هاجر له". 

أما المخرج التونسي، ناصر السردي، فاعتبر أن "الهدف من طرح موضوع ما في إطار فني، هو التعريف بالمشكلة وإيصالها للشباب بطريقة طريفة تصل إليهم بسهولة، وبلغة يفهمونها".

يبلغ "فضاء مسار" أربع سنوات من العمل الثقافي والأنشطة الفنية في الأحياء الشعبية في تونس، و يعتبر تجرية فريدة من نوعها في البلد، لأنه فضاء خاص يستثمر في الثقافة.


صالح حمودة مدير "فضاء مسار" قال لـ"العربي الجديد" "إن الأنشطة التي كانت محصورة في الأحياء المجاورة للفضاء توسعت الى أحياء شعبية أخرى في العاصمة، كما توسعت في مؤسسات مثل الإصلاحيات(سجون الأطفال والمراهقين)، من خلال ورشات تكوينية يتعلم فيها الشباب والأطفال كيف يؤلفون أغنياتهم، وكيف ينتجون شريطهم السينمائي أو مسرحياتهم، أي بعبارة أخرى، كيف ينتج هذا الشباب الثقافة بمفرده، في محيطه الذي يعيش فيه، ويسوّقها بنفسه".


وأضاف حمودة: "نحلم أن تُعمم هذه التجربة في أرجاء تونس، خاصة فى المناطق المهمشة.. فهذه هي السياسة الثقافية التي يجب التنظير لها وتطبيقها بعد الثورة ".

اقرأ أيضاً: متحف فطّوم: كل ما يخطر في بالك

المساهمون