الفنانون اللبنانيون وحروب حرية الرأي

الفنانون اللبنانيون وحروب حرية الرأي

07 اغسطس 2019
سماحة قالت أن فيديوهات فريق ليلى المسيئة مفبركة (getty)
+ الخط -
شهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الأحداث الفنية، التي حفلت بسجالات على المواقع البديلة، أكثرها تفاعلاً كان إلغاء حفل فريق مشروع ليلى في مهرجانات مدينة جبيل اللبنانية، بعد ضغط من قبل رجال دين وجماعات مُتشدّدة، واتهام الفريق الغنائي بالإساءة إلى الكنيسة. لا إجماع فنياً، أو استنكار، من قبل الفنانين العرب، تجاه ما حصل. الفنانون أنفسهم لا يوفرون جهداً في دعم بعض القضايا الإنسانية، لكن اليوم المشهد يختلف، إن لم يكن معدوماً، في مساندة فرقة موسيقية دخلت، أو أُدخلت، في نفق "المحرمات" من البوابة الدينية، بحسب الاتهامات التي سيقت لها. 

على رغم من إثبات الفريق أن بعض الفيديوهات التي نشرت ووصفت بالمسيئة، هي "فيديوهات" مفبركة ولا تمت للحقيقة بصلة، تباينت الآراء حول إلغاء الحفل، ما بين السبّ والشتم وصل الأمر إلى حدود هدر دم الفرقة، وبين التضامن الكبير الذي حصده فريق مشروع ليلى، من قبل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى إلغاء فرقة غنائية هولندية "ويذين تِمبتايشن" Within Temptation، حفلها، واعتذارها عن المشاركة في المهرجان نفسه، إذ اعتبرت أن إلغاء حفل فريق "مشروع ليلى" هو بمثابة قمع للآراء وسيطرة للرقابة على الفنون، والموسيقى.


لكن ذلك لم يمنع خروج عدد من الفنانين، نصرة للفرقة. لعل كارول سماحة كانت من أكثر الفنانات جرأة وتعاطفًا مع الفريق، إذ نشرت ثلاث تغريدات على صفحتها الشخصية تويتر، مؤكدةً أن منع الحفل وما تتعرّض له الفرقة يتنافيان مع حقوق الإنسان وحقه في التعبير، لكن تغريدات سماحة واجهت ردود فعل عنيفة وهجوما، وذكّر البعض سماحة بأن الفريق أساء للمسيحيين، وعلق آخرون أن ما عبرت عنه سماحة هو وجهة نظر شخصية، وطمعًا في مزيد من المتابعين، الأمر الذي أهملته سماحة ولم ترد عليه، بخلاف زميلها فارس كرم الذي وضع شارة "إعجاب" على اتهامها بالسعي وراء "زيادة" عدد المتابعين بعد موقفها.


أما كرم، فقال إن الفرقة يلزمها "دعس بالصرامي"، مشيراً إلى أن "كل من يسيء للرموز الدينية يلزمه ذلك". وكانت ردود الفعل على كلامه متضادة هي الأخرى؛ فاعتبره البعض بأنه فنان الأنظمة، ولا يحق له التحدث بالحريات، وخصوصاً أنه يجاهر بتأييده للنظام السوري والرئيس بشار الأسد؛ فمن أين له مناصرة فرقة موسيقية؟

الفنان مارسيل خليفة الذي واجه حربًا، بعد قراره بعدم عزف وغناء النشيد الوطني اللبناني خلال أمسيته في مهرجانات بعلبك الدولية، ردّ، خلال مؤتمر صحافي دعماً للحرية والفن، عقد قبل أسبوع، على قرار إلغاء حفل مشروع ليلى، وقال إن معاملة الفريق بأسلوب بوليسي هو أسلوب جبان، وأشار إلى أننا "نحن الآن نعيش في بلد الخوف، إن الجحيم اكثر من كلمة، خنقتنا التفاهة والوحشة والضجر، بل كذلك الضيّق والضجّة، إن ألح وظيفة يقوم بها الواحد اليوم هو خلخلة إيمان هذا البلد بكل معتقداته، هذا نعم واجب، لأن كل ما نعتقده هو خطأ وكل ما نفعله خطأ".

الفنانة هيفا وهبي بدورها أثارت جدلاً واسعًا بعد تغريدة طالبت فيها بحرية المعتقد والمحاسبة عبر القوانين لا عبر القمع. وإسكات الناس. هيفا الغائبة عن النشاطات الفنية كانت مدار جدل واسع، بعد رأيها، واكتسبت مزيداً من التعاطف مع مناصري الحرية بعدما أعادوا نشر تدوينتها.

المساهمون