الفلوجة: مليشيات الحشد تفجر مزيداً من مساجد المدينة

الفلوجة: مليشيات الحشد تفجر مزيداً من مساجد المدينة

07 يوليو 2016
بعضها تاريخي ويعود إلى القرن الماضي(أحمد الربيعي/getty)
+ الخط -
أكدت مصادر محلية وأخرى أمنية عراقية في الشرطة، إقدام مليشيات "الحشد"، صباح اليوم الخميس، وليلة أمس الأربعاء، على هدم مزيد من جوامع ومساجد الفلوجة، بعضها تاريخي ويعود إلى القرن الماضي.


وجاءت هذه العمليات في وقت قال فيه مسؤولون محليون إنهم طالبوا رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل. لكنّ أحداً لم يقدر على منع المليشيات من المضي قدماً في تفخيخ وحرق وتفجير الجوامع، خاصة خلال الأسبوع الأخير، حيث تقوم المليشيات بتفخيخ الجوامع بالعبوات الناسفة، وتفجرها عن بُعد، وتصورها.


وأكد مصدر مسؤول من الدفاع المدني بالفلوجة برتبة ضابط، رفض الكشف عن اسمه، أن مليشيات الحشد الشعبي وفصائل أخرى، فجرت أكثر من 8 جوامع في مناطق مختلفة بالفلوجة، منها جامع المدلل، في حي الضباط الثانية، وجامع الفرقان في حي 7 نيسان، وجامع الفردوس في حي الرسالة، وجامع أبي عبيدة في حي المعلمين، وجامع النبي يونس في حي الجولان.


وأضاف المصدر لـ"العربي الجديد": "قامت هذه المليشيات بحرق مئات المنازل والمحال التجارية، والممتلكات العامة، بعد سرقة محتوياتها، مخلّفة عبارات طائفية على جدران المنازل، وفي الشوارع والأماكن العامة".


وأشار المصدر إلى "عجز الأجهزة الأمنية من قوات جهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة المحلية، وفوج طوارئ الأنبار، عن ردع هذه المليشيات، وسط سكوت حكومة الأنبار، متمثلة بمحافظها ومجلس محافظتها، وقائم مقام مدينة الفلوجة، الذي يشاهد بعينه انتهاكات المليشيات، التي منعت فرق الإطفاء وكوادر الدفاع المدني من الوصول إلى أماكن الحرائق التي انتشرت في عموم المدينة، ولا تزال".


ونشرت وكالة "تسنيم" الإيرانية في وقت سابق، صوراً أظهرت مليشيات الحشد الشعبي وهي تفخخ جامع الفردوس في حي الأندلس، وسط المدينة، ثم قامت بتفجيره. فيما نشر عناصر من مليشيات الحشد مقاطع تسجيلية أظهرتهم وهم يفجرون المنازل، ويهتفون بعبارات طائفية ضد أهالي الفلوجة.


وشكا عناصر وضباط في الشرطة المحلية، وأفواج طوارئ الأنبار، من عدم اتخاذ أي مسؤول حكومي في الأنبار أي إجراء يمنع انتهاكات مليشيات الحشد الشعبي. ويرفض هؤلاء الضباط كشف أسمائهم لوسائل الإعلام، خشية التصفية أو الاعتقال، كما حصل قبل أيام للصحافي قصي عبد العزيز، الذي كشف في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة الفضائية"، ما شاهده من أعمال سلب ونهب وحرق لمنازل المدنيين في الفلوجة، من قبل مليشيات الحشد الشعبي، فاعتقل بأمر من قائد شرطة الأنبار، بحسب المصادر الأمنية.


ويتهم أهالي ووجهاء الفلوجة واشنطن بتسهيل دخول المليشيات إلى المدينة، بعد أن كان التحالف الدولي أعلن قبيل العملية العسكرية على المدينة، رفضه دخول مليشيات الحشد، وأنها ستبقى على أطراف الفلوجة فقط، لكنها دخلت في النهاية.


وأعلن مجلس الأنبار، قبل ثلاثة أيام، أن نسبة الدمار في مدينة الفلوجة بلغت نحو 20%، وقال عضو المجلس، راجع بركات، في تصريح صحافي: "نسبة الدمار بعد المعارك التي جرت لا تتجاوز 20%". لكنّ هذه النسبة بدأت بالتصاعد بشكل سريع، مع استمرار انتهاكات مليشيات الحشد الشعبي بحق البنية التحتية في المدينة ومنازل المدنيين بين حرق وتفجير.


وقال مراقبون إنه إذا استمرت المليشيات بهذه الوتيرة، فقد تصل نسبة الدمار إلى 60 أو 70% وربما أكثر، وهذا يعني تأخير عودة النازحين أشهراً طويلة.








المساهمون