الفلسطينيون يشيعون الشهيد الطفل محيي الدين الطباخي
العربي الجديد ــ القدس المحتلة

شيّعت حشود فلسطينية، ظهر اليوم الأربعاء، في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، جثمان الشهيد الطفل محيي الدين محمد الطباخي (11 عاماً) إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بالبلدة.

وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، مخترقاً شوارع المدينة باتجاه بلدة الرام، حيث احتشدت جموع كبيرة من المواطنين الفلسطينيين في منزل عائلة الشهيد ومحيطه، وفي أرجاء البلدة لاستقبال الشهيد.

ولدى وصول جثمان الشهيد منزل عائلته ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة، ومن هناك انطلق المشيعون إلى مسجد الرام القديم، وسط هتافات الغضب المنددة بجريمة القتل البشعة للطفل الطباخي، ثم جرى بعد ذلك مواراته الثرى في مقبرة الشهداء، بينما انطلقت مجموعات من الشبان إلى مدخل البلدة الرئيس من ناحيتها الشمالية حيث أغلقوا الشوارع هناك، وبدأت مواجهات ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي. 

وفي ما عم إضراب عام اليوم بلدة الرام حداداً على روح الشهيد، أعاد المشهد في البلدة حيث تقطن عائلة الشهيد الطباخي إلى الأذهان بعضاً مما عاشته البلدة في ذروة الانتفاضتين الأولى والثانية.

فقد انتشرت جموع كبيرة من الشبان في شوارع البلدة، وفي منزل الشهيد الطفل في المنطقة المعروفة بـ"نزلة الكسارات"، وعلا صوت القرآن من مسجد البلدة القديم على روح الشهيد الطفل الذي غادر منزل عائلته عند الساعة الرابعة من عصر أمس، ليجلب الخبز، لكنه خرج ولم يعد، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص وأصابوه، ومجموعة أخرى من الأطفال والشبان، بينهم شقيقه، وأعلن عن استشهاد الطفل محيي مساء أمس.

والد الشهيد، الذي بالكاد تمالك نفسه، روى لـ"العربي الجديد" ما حدث، حيث قال إنه "تلقى النبأ بداية عن إصابة نجله بعيار مطاطي ونقل إلى مستشفى رام الله الحكومي، وأن عليه القدوم فوراً".

ويوضح قائلاً: "توجهت إلى هناك، وكان محيي قد فارق الحياة، لقد حاول أطباء المستشفى، إسعافه لكن لم يستطيعوا".

الشهيد محيي الدين، كما يذكر والده، لم يتم بعد عامه الحادي عشر، وهو طالب في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة الرام، كان أحب أبنائه إليه، وأقربهم إلى قلبه، وكان في مدرسته مجتهداً متفوقاً، ومحبوباً لدى زملائه في الصف، وأيضاً لدى معلميه.

"يوم استشهاده، كان في الطريق للمخبز القريب حتى يشترى الخبز، ولأن البيت قريب من جدار الفصل، كان دائماً عرضة للغاز والمطاط، وما في يوم إلا ما يكون في مواجهات في المنطقة مع حرس الحدود اللي بحرسوا الجدار، وبحرسوا الجرافات اللي بتشتغل ليل نهار في المنطقة، وخلال ذهابه للمخبز كان الجنود يطخوا على أطفال في المكان، وكان محيي قريب منهم وأصيب بعيار مطاطي في القلب، وكان هذا سبب استشهاده..."، يوضح الوالد المكلوم.