الفقر يحرم سكان مدينة جرابلس السورية من الكهرباء

الفقر يحرم سكان مدينة جرابلس السورية من الكهرباء

08 سبتمبر 2020
العائلات بدون كهرباء بسبب فقرها المدقع (Getty)
+ الخط -

عبء معيشي جديد يئن تحته سكان مدينة جرابلس في الشمال السوري، بعد أن تم إلغاء الكهرباء المجانية وتحديد قيمة الاشتراك الشهري لوصول التيار الكهربائي إلى منازلهم، في حين بقيت كثير من العائلات بدون كهرباء بسبب فقرها المدقع، الأمر الذي يحول دون قدرتها على تأمين دفع التكاليف المالية اللازمة.

وتعيش عائلة أبو قاسم عثمان، المقيم في مدينة جرابلس، منذ شهرين بدون كهرباء، قائلا لـ "العربي الجديد"، "الحياة بدون كهرباء صعبة جدا، وخاصة أننا نعيش في ظل موجة حر شديد"، مضيفا "أتمنى بكل تأكيد لو كان في منزلنا كهرباء، حيث يستطيع أبنائي شرب الماء البارد أو تشغيل المروحة في حين يتصببون عرقا، أو أن يستطيعوا تشغيل التلفاز لمشاهدة برامج الأطفال كأي طفل في هذا العالم".

ولفت إلى أنه "يعتمد على مدخرة صغيرة لإنارة الغرفة التي يعيشون بها، لكن بمرور ساعتين تفرغ المدخرة من الشحن"، مبينا أنه "يشحن المدخرة وجهاز الجوال لدى أحد الجيران المشتركين في شبكة الكهرباء".

من جانبه، اعتبر عمر الشمالي، المقيم في جرابلس، بحسب حديثه مع "العربي الجديد"، "التكلفة الشهرية للكهرباء مرتفعة جدا، فإذا كان راتب الموظف 400 ليرة تركية (53,46 دولارا أميركيا)، وعليه أن يدفع منها نحو 100 ليرة اشتراك الكهرباء، فكيف سيستطيع تأمين احتياجاته الأخرى".

ولفت إلى أن "وضع الكهرباء قبل تفعيل الشبكة المأجورة للكهرباء منذ نحو 60 يوما، يعتمد على خط كهرباء مجاني، إلا أن التيار الكهربائي كان ضعيفا ويشهد انقطاعات متكررة جراء الحمل الزائد".

بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في مدينة جرابلس عبد خليل، لـ "العربي الجديد"، "تم تزويد جرابلس بالكهرباء عقب عملية درع الفرات عام 2016، واستمر تزويدنا بالكهرباء المجاني حتى نهاية الشهر الماضي بشكل مجاني، لكن الكمية غير كافية، إذ تقتصر على ساعتين في النهار وساعتين في الليل، وذلك كل 3 أيام بحسب دور القطاع، كما كنا نعاني من مشكلات عدة مثل الانقطاعات المتكررة".

وبين أن "الجانب التركي أخبر المجلس المحلي نهاية العام الماضي أنه سيتم قطع الكهرباء المجاني، وتولي شركة كهرباء خاصة توزيع الكهرباء بشكل مأجور، وبدأ من حينها العمل على إعداد البنية التحتية للعملية، وقد أنجزنا نحو 70% من ذلك في المدينة، وعقبها سيتم التوسع إلى ريف المدينة، إذ بدأ توزيع الكهرباء المأجور منذ بداية شهر يوليو/تموز الماضي".

ولفت إلى أنه "حاليا لا يوجد إمكانات لدعم الفقراء للحصول على الكهرباء لدى المجلس المحلي، والأمر يحتاج إلى تدخل المنظمات الإنسانية لدعم أسر الفقراء ببطاقات الكهرباء، كون أن الجهة الموردة هي شركة خاصة".

وذكر أن "حوالي 130 كيلوواط من الكهرباء تكلف نحو 73 ليرة تركية، (9,76 دولارات أميركية)  والعائلة هي من تتحكم بكمية استهلاكها فيمكن أن تستهلك 10بـ ليرات أو بألف ليرة، في حين يتم اعتماد الدفع المسبق وشحن البطاقة".

وأضاف أن "هناك إقبالا شديدا على الاشتراك بالكهرباء، وبتكلفة مادية تبقى أوفر من بقية وسائل تزويد الكهرباء، وهذا يشجع خاصة  العمل الصناعي والاستثمار".

يشار إلى أن سكان مناطق شمال غرب سورية، الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة معارضة مدعومة من تركيا، وفصائل متشددة متمركزة في إدلب، حرموا من الخدمات الأساسية في ظل تطور الحراك المناهض للنظام، إلى صراع مسلح في ظل استخدام الأخير العنف المفرط في قمع المطالبين بالحرية وإسقاط النظام".