الفصائل العراقية المسلحة محايدة إزاء الغارات الأميركية ضد "داعش"

الفصائل العراقية المسلحة محايدة إزاء الغارات الأميركية ضد "داعش"

08 اغسطس 2014
عشائر العراق تحذر من استهدافها (أظهر شلال/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تسعى الفصائل العراقية المسلحة، التي تحارب الجيش النظامي في شمال البلاد وغربها، إلى تحييد نفسها عن الضربات الأميركية التي تنفذها المقاتلات الأميركية ضد تنظيم "داعش" قرب أربيل، إلا إن تمّ استهدافها.

وأعلن المجلس العسكري لعشائر العراق، اليوم الجمعة، أنّ "الفصائل المسلّحة تجد في التدخل العسكري الأميركي نفاقاً، ورغم ذلك سنبتعد عنه لأن الفصائل المسلحة وتنظيم داعش في طريقين لا يلتقيان"، مهدداً في الوقت نفسه بالرد على أي اعتداء أميركي يطال قوات العشائر أو الفصائل المتحالفة معها.

وأكد الشيخ عبد الله الشمري، أحد قادة المجلس العسكري لعشائر نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "مقاتلات أميركية مجهولة الطراز قصفت قبل ظهر اليوم الجمعة، مواقع لتنظيم داعش كانت عصية على قوات حكومة نوري المالكي أو قوات حرس الإقليم البشمركة، وتمكنت من تدميرها في مناطق تلكيف ومخمور وسنجار".

وأوضح الشمري أن "الفصائل العراقية الوطنية المسلّحة تنأى بنفسها عن الصراع الكوني الأميركي مع الجماعات المرتبطة والقريبة من القاعدة كتنظيم داعش وغيرها، لكننا في الوقت نفسه نعتبر اشتراك أميركا في خط الصراع في العراق نفاقاً واضحاً، اعتادت عليه الإدارة الأميركية التي لم تتدخل سياسياً أو عسكرياً ،عندما هجّر المالكي مئات الآلاف من السنّة وقصفهم بالبراميل في الفلوجة والحويجة والرمادي وغيرها، مما أسفر عن مقتل الآلاف منهم". وفي سياق انتقاده للدور الأميركي في الأزمات العربية، ذكّر الشمري أن واشنطن "لم تتدخل في الوجع السوري اليومي رغم استخدام النظام السلاح الكيماوي وارتكاب المجازر الفعلية، بل تدخلت عندما مسّ الموضوع الأقليات في العراق كالمسيحيين والأيزيدين، وهو أمر يؤكد لنا أن الولايات المتحدة تنظر للعالم من حلقة الدين لا في إطار الإنسانية والبشرية".

وأكد الشمري أن "الفصائل المسلّحة في وادٍ مغاير تماماً لداعش، فنحن لدينا مطالب كبيرة مشروعة وقانونية ولا نسمح لأحد أن يصفنا بالإرهاب، فالإرهاب هو جرائم رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي وطائفيته التي لا تختلف عن أي إرهاب آخر". ولفت إلى أن "المدن التي يسيطر عليها ثوار العشائر وباقي الفصائل المسلحة تنعم بالأمن والاستقرار ولا تعاني إلا من الهجمات التي تشنها قوات المالكي".

من جهته، حذر عضو مجلس علماء الفلوجة الشيخ عبد الرحمن المحمدي، الولايات المتحدة من مغبة استهداف الفصائل العشائرية أو الوطنية التي لا تلتقي مع "داعش" في أي هدف.

وقال المحمدي لـ"العربي الجديد" إن "أي استهداف لأبناء العشائر من قبل الطائرات الأميركية ستكون عاقبته وخيمة على العراق، وهو يمثل لنا لو حدث، اصطفافاً أميركياً مع إيران والمالكي ونظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد الطائفة السنية".

وأكد المحمدي أن "الفصائل المسلّحة ستبقى تتصدى لجيش المالكي ضمن حدود ظلمه وتسلّط جيشه وميليشياته في العراق، بما فيها العاصمة بغداد، ولن تتقدم إلى المناطق ذات المكونات الأخرى" في إشارة إلى جنوب العراق وإقليم كردستان اللذين هدد تنظيم "داعش" بتوسيع عملياته ضدهما.

وفي السياق، كشف مسؤول عسكري رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، أن المقاتلات الأميركية التي استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" دخلت الأجواء العراقية آتية من تركيا، حيث انطلقت من قاعدة عسكرية تركية قريبة من كردستان العراق، وليس من منطقة الخليج العربي.

وأوضح المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن "المعلومات المتوفرة لدينا قليلة للغاية، حول ما إذا كانت هذه العملية ستتكرر وتتوسع لتشمل مناطق أخرى من العراق، أم أنها مقتصرة على حماية الإقليم الكردي، بظل تكتم الإدارة الأميركية في تقديم أي توضيحات للحكومة أو وزارة الدفاع العراقية". وشدد على أن "القصف الذي شنّته الطائرات الأميركية سبقه تحليق طائرات للمراقبة في سماء المنطقة استمر عدة ساعات".

يُذكر أن إحدى الضربات استهدفت مدفعية كبيرة أميركية الصنع، استولى عليها مسلحو "داعش" من الجيش العراقي في وقت سابق. ويمكن لتلك المدفعية أن تطال القنصلية الأميركية في أربيل حيث تقع ضمن مدى قذائفها.