الفارق بين حكم الشعوب وحكم العسكر

مصر وتونس .. هل من مقارنة؟

في تونس قامت ثورة شعبية حماها شعبها، ونجحت في انتخاب رئيس للبلاد وبرلمان وإعداد دستور، واحترم الجيش خيارات الشعب، والنتيجة نجاحات اقتصادية ومالية محلياً ودولياً.

وفي مصر قامت ثورة شعبية تحالفت ضدها الثورة المضادة ونظام مبارك، وقام الجيش بعزل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، والنتيجة انتكاسات اقتصادية ومالية محلياً ودولياً.

في تونس أعلنت الهيئة المستقلة المشرفة على الانتخابات أمس الأربعاء، أنها ستجري انتخابات رئاسية جديدة خلال شهرين من الآن، وأنها قبلت ملفات 27 مرشحا ورفضت العشرات.

وفي مصر اقتصرت الانتخابات الرئاسية على مرشح وحيد وآخر محلل وكمبارس، والنتيجة فوز المرشح الوحيد بنسبة قاربت نسبة بشار الأسد وصدام حسين وكل ديكتاتوريي العالم وصبت في خانة 99%.

في تونس أقنعت الحكومة صندوق النقد الدولي بجديتها في الإصلاح الاقتصادي والسياسي، والنتيجة حصولها على قرض بقيمة 1.78 مليار دولار.

وفي مصر فشلت الحكومة في إقناع صندوق النقد بمنحها قرضاً أو شهادة بقدرة البلاد على سداد التزاماتها الخارجية، أو حتى الدخول معها في تفاوض حول قرض بقيمة 4.8 مليارات دولار كادت حكومة الدكتور محمد مرسي أن تحصل عليه.

أُدرجت تونس، قبل أيام، ضمن الدول المستقرة نسبياً بالتصنيف السنوي للحكم الرشيد في أفريقيا.

أما مصر فقد تراجع ترتيبها في التصنيف، حيث تم إدراجها ضمن الدول ذات المخاطر، متساوية مع موريتانيا، مسجلة أكبر تراجع في المؤشر السنوي خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث انخفضت 14 مرتبة بين الدول الأفريقية لتحتل المرتبة الـ 26.

في تونس احتلت المركز 87 للدول الأكثر هشاشة في المؤشر السنوي للدول الهشة في العالم لعام 2014.

وفي مصر احتلت المرتبة 31 مقتربة من دول أفريقيّة نصنفها على أنها دول فقيرة ومتخلفة.

في تونس جاءت العاشرة عربياً والـ 87 دوليا في تقرير منتدى الاقتصاد العالمي بسويسرا، متقدمة على مصر بـ 32 نقطة.

وفي مصر احتلت المرتبة 12 عربياً و119 دولياً ضمن قائمة ضمت 144 دولة، كما احتلت مصر مراتب متأخرة في التقرير، لتستحوذ على المرتبة 142 في عجز الموازنة العامة، والمرتبة 125 في تفاقم الدين العام الحكومي، والمركز 122 في تدني معدل الادخار القومي.

هذا هو الفارق بين حكم الشعوب وحكم العسكر.