الـ"فاو" تناقش تمكين المرأة في الزراعة

الـ"فاو" تناقش تمكين المرأة في الزراعة

11 مارس 2014
+ الخط -


تزامنت احتفالات العالم بيوم المرأة هذا العام مع احتفاء لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" بالسنة الدولية للزراعة الأسرية الذي يركز على التحديات التي تواجهها نساء الريف في البلدان النامية، واللواتي يعتمدن إلى أقصى حد على زراعة الكفاف لإشباع أسرهم.

واعتبر جوزيه جرازيانو دا سيلفا، المدير العام للمنظمة الأممية أن الحد من عدم المساواة بين الجنسين شرط أساسي للقضاء على الجوع وتطوير نظم غذائية أكثر استدامة. ويبرز مزارعو الأسرة كقوة مهيمنة على إنتاج الغذاء العالمي. وفي الوقت نفسه، فهم من بين الأشخاص الأشد ضعفاً في العالم. بينما يتوقف الكثير في مستقبل الأمن الغذائي العالمي على تحقيق الإمكانيات الكامنة وغير المستغلة لهؤلاء".

وقال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أمام تجمع من الخبراء الدوليين وممثلي البلدان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بمقر "فاو" في العاصمة الإيطالية روما إن ""نساء الريف يمثلن جزءاً بالغ الأهمية من هذا السياق، ليس فقط كمزارعات وإنما أيضاً في تجهيز وإعداد الغذاء، وفي الأسواق المحلية". ووفقا لإحصائيات منظمة الـ"فاو" تمثل المرأة، في المتوسط، 43 بالمئة من قوة العمل الزراعية في البلدان النامية، وما يزيد عن 20 بالمئة في أميركا الشمالية، وتصل النسبة إلى 60 بالمئة في عدد محدود من الدول. وتحصل المرأة في قطاع الزراعة والمناطق الريفية على موارد الإنتاج وعلى الفرص بصورة أقل من الرجل. توجد الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بأصول ومدخلات وخدمات كثيرة وتفرض تكاليف على قطاع الزراعة، والاقتصاد الأوسع نطاقاً، والمجتمع، وكذلك على المرأة ذاتها.

وتجمع ممثلون من الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة بمقر منظمة "فاو" اليوم في حلقة نقاش حول قضية "سد الفجوة بين الجنسين في الزراعة"، كحوار نظِّم سواسية بالاشتراك بين منظمة "فاو"، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "ايفاد"، وبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمة الدولية لقانون التنمية، والمعهد الدولي للسياسات الغذائية، والمنظمة العالمية للمزارعين.

وناقش المشاركون التحديات التي تواجهها نساء الريف في البلدان النامية، واللواتي يعتمدن إلى أقصى حد على زراعة الكفاف لإشباع الأسرة، وفي حين يجدن أنفسهن أسرى لحلقة مفرغة من الفقر والجوع بسبب نقص فرص الحصول على الأراضي والمياه الكافية، والمدخلات الزراعية، والائتمان، والتقنيات، والتدريب، بل وغالباً ما يقعن في شرك الفقر والجوع على نحو متواصل.

وذكّر المدير العام لمنظمة "فاو" بما حدث عام 2003، عندما تطلّب الأمر رفع دعوى قضائية للدفاع عن القرار الذي اتخذته الحكومة البرازيلية لتوجيه الجزء الأكبر من التحويلات النقدية في برنامج محو الجوع بالبرازيل، إلى المستفيدات من النساء، استناداً إلى فرضية أنهن يلعبن دوراً مهيمناً في إدارة غذاء الأسرة".

وقالت المتحدثة الرئيسية في الحلقة الدراسية ماري روبنسون، الرئيس الأسبق لأيرلندا ورئيس مؤسسة "ماري روبنسون" حاليا، إن المشكلات الناجمة عن عدم المساواة بين الجنسين والعجز عن الوصول إلى الموارد في الزراعة باتت تقترن اليوم بعواقب لا يمكن التنبؤ بها نظراً إلى تغير المناخ، مضيفة أن "التنمية العالمية لكي تصبح مستدامة، يلزم مواجهة قضايا تغير المناخ والمساواة بين الجنسين والأمن الغذائي على قدم وساق".

وقالت روبنسون، وهي عضو في المجلس الاستشاري الدولي بالمنظمة الدولية لقانون التنمية ومفوض الأمم المتحدة السامي الأسبق لحقوق الإنسان، إنه "من خلال الربط الفعال بين حقوق الإنسان والتنمية وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين، سيصبح بوسعكم تمكين أنفسكم وتمكين منظـماتكم للإفلات من الحلقة المفرغة التي تعوق صنع السياسات المطلوبة وتنفيذها، بغية الانخراط في نموذج جديد حقاً من التنمية المستدامة".

وضمت النقاشات المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين، وميشيل مورداسيني، نائب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إلى المدير العام لمنظمة "فاو" وخبراء شؤون عدم المساواة والفقر لدى البنك الدولي.

 

المساهمون